وكالة الطاقة الدولية: دعم استهلاك الوقود الأحفوري أعلى 10 مرات من التقنيات النظيفة
خلال 2023
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
- أنفقت الحكومات نحو 620 مليار دولار على دعم الوقود الأحفوري
- تمّ تمويل مشروعات الطاقة النظيفة الموجهة للمستهلكين بـ 70 مليار دولار فقط
- يمكن لنظام الكهرباء العالمي أن يخفض تكاليف تشغيله بأكثر من النصف خلال العقد المقبل
- يذهب نصف إنفاق الطاقة الاستهلاكية إلى المنتجات النفطية وثلث إلى الكهرباء
- من المتوقع أن تتفوق الكهرباء على النفط بصفتها مصدر الوقود الرئيس في الاستهلاك النهائي عام 2035
- يتطلب إطلاق الإمكانات الكاملة للتحولات في مجال التقنيات النظيفة استثمارًا أوليًا كبيرًا
- السياسات الحكومية ضرورية لتشجيع اعتماد الكهرباء النظيفة
أكدت وكالة الطاقة الدولية ضرورة عمل الحكومات على جعل التقنيات النظيفة متاحة بشكل أكبر، عبر اتخاذ خطوات لخفض التكاليف الأولية لأولئك الذين قد يكافحون من أجل تحمُّل تكاليفها.
وفي عام 2023، أنفقت حكومات العالم 620 مليار دولار على دعم استهلاك الوقود الأحفوري، مقارنة بـ70 مليار دولار أُنفِقَت لدعم مشروعات الطاقة النظيفة الموجهة للمستهلكين، ما يعني زيادة تُقارب 10 مرات، وفقًا لتقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ويتطلب تحقيق المستهدف العالمي بالوصول إلى الحياد الكربوني في 2050 استثمارات إضافية لدعم التقنيات النظيفة، وصولًا إلى نظام كهرباء أكثر عدلًا وأقل تكلفة للمستهلكين.
وتؤدي سرعة الانتقال في استعمال الطاقة النظيفة على نطاق واسع إلى تحسين القدرة على تحمُّل تكاليف الطاقة بشكل كبير، ما يخفف الضغط على تكاليف المعيشة.
تمويل مشروعات التقنيات النظيفة
يُمكن لنظام الكهرباء العالمي -الذي ما يزال يفضّل الاعتماد على الوقود التقليدي- أن يخفض تكاليف تشغيله بأكثر من النصف خلال العقد المقبل، إذا ما أعطى الأولوية للانتقال السريع إلى التقنيات النظيفة، وفق تقرير وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس 30 مايو/أيار 2024.
وغالبًا ما تكون الطاقة النظيفة أكثر فاعلية من حيث التكلفة على مدى عمرها مقارنة بالوقود التقليدي، فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح هي أرخص الخيارات لتوليد الكهرباء النظيفة، بينما تحقق السيارات الكهربائية وفورات من خلال انخفاض نفقات التشغيل، كما توفر الأجهزة الموفرة للكهرباء فوائد من حيث التكلفة على المدى الطويل.
ويتطلب إطلاق الإمكانات الكاملة للتحولات في مجال التقنيات النظيفة استثمارًا أوليًا كبيرًا، خاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية، إذ تُعدّ معالجة المخاطر المتوقعة وتحسين الوصول إلى التمويل أمرًا بالغ الأهمية، وفق وكالة الطاقة الدولية.
أسعار الكهرباء والإنفاق العالمي
ترى وكالة الطاقة الدولية أن الفوائد المترتبة على التحول السريع للطاقة وزيادة حصص مصادر الطاقة المتجددة -مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تتميز بتكاليف تشغيل أقل من الوقود الأحفوري- ستصل إلى المستهلكين سريعًا.
وتعدّ أسعار التجزئة للكهرباء أكثر استقرارًا من أسعار المنتجات النفطية، ما يوفر للمستهلكين تكاليف يمكن التنبؤ بها، وحاليًا، يذهب نصف الإنفاق على استهلاك الطاقة إلى المنتجات النفطية، وثلث إلى الكهرباء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع انتشار السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية والمحركات الكهربائية، ستصبح أسعار الكهرباء المعيار الرئيس للمستهلكين، وبحلول عام 2035، من المتوقع أن تتفوق الكهرباء على النفط بصفتها مصدر الوقود الرئيس في الاستهلاك النهائي.
ويؤكد تقرير وكالة الطاقة الدولية أن التحولات السريعة لكهرباء نظيفة تؤدي إلى حلول فاعلة من حيث التكلفة للحكومات والشركات والأسر.
وعلى النقيض، فإن تأخير الإنفاق في تمويل التقنيات النظيفة سيؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع التكاليف على الجميع، فضلًا عن أن تسريع التحولات هو المفتاح لجعل الكهرباء في متناول شريحة أوسع من السكان.
وفي عام 2022، خلال أزمة الطاقة العالمية، بلغ الإنفاق العالمي على الطاقة ما يقرب من 10 تريليونات دولار، بزيادة 20% عن المتوسط في السنوات الـ5 السابقة، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وقد يؤثّر ذلك بشكل غير متناسب بالفئات السكانية الضعيفة في كل من الاقتصادات المتقدمة والنامية، ولذلك فإنه لضمان انتقال أكثر عدالة، يجب إعطاء الأولوية لدعم الأسر والمجتمعات الأكثر فقرًا في اقتصاد التقنيات النظيفة الجديد، وفق وكالة الطاقة الدولية.
السياسات الحكومية ضرورية
ترى وكالة الطاقة الدولية أن تشجيع اعتماد الكهرباء النظيفة يتطلب من الحكومات تنفيذ حوافز ودعم مستهدف للأسر ذات الدخل المنخفض، ويضمن هذا النهج لجميع المستهلكين، بما في ذلك أولئك الأقل ثراءً، الاستفادة من وفورات التكاليف وجني مزايا التقنيات النظيفة.
ويمكن تكييف السياسات، التي أثبتت جدواها عالميًا، لجعل التقنيات النظيفة أكثر سهولة في الوصول إليها، وتشمل هذه التدابير برامج تعزيز الكفاءة، وتوفير خيارات التنقل بأسعار معقولة.
فضلًا عن ذلك، يمكن للحكومات استبدال دعم الوقود الأحفوري بتحويلات نقدية مستهدفة واستعمال إيرادات أسعار الكربون لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية التي قد تحدث في طريق تحول الطاقة.
ولمعالجة أوجه عدم المساواة الصارخة في نظام الكهرباء، لا بد من التدخل على مستوى السياسات، فأكثر من 750 مليون شخص في الاقتصادات الناشئة والنامية يفتقرون إلى الكهرباء، بينما يفتقر أكثر من ملياري شخص إلى تقنيات الطهي النظيف.
وفي المقابل، فإن أفقر 10% من الأسر المعيشية في الاقتصادات المتقدمة تنفق ما يصل إلى ربع دخلها المتاح على الطاقة، على الرغم من أنها تستهلك أقل من نصف ما تستهلكه أغنى 10% من الأسر المعيشية، ولذلك لا بدّ من تدخل حكومي لسدّ هذه الفجوة.
وتأتي التحولات في استعمال التقنيات النظيفة مصحوبة بمخاطر جديدة تتطلب اليقظة لضمان أمن الطاقة والقدرة على تحمّل تكاليفها ومواجهة خطر صدمات الأسعار، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- لماذا يهدد ارتفاع أسعار الفائدة نشر التقنيات النظيفة؟ (تقرير)
- تعزيز التقنيات النظيفة طريق الهند لتحقيق هدف استقلال الطاقة (تقرير)
- سباق التقنيات النظيفة.. كيف تستطيع أوروبا المنافسة عالميًا؟
اقرأ أيضًا..
- قطاع الكهرباء في العراق يترقب 200 محطة نقل وتوزيع قبل الصيف
- انطلاق أول قاطرة بحرية هجينة تعمل بالغاز المسال
- إزالة الكربون من المباني.. مدينة أميركية تطبق إستراتيجيات فاعلة (تقرير)
- تقنيات استخراج الليثيوم مباشرةً قد تُحدث طفرة في سوق المعادن الحيوية