رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياعاجلغاز

أسعار الغاز في أوروبا قد ترتفع 18% إثر خطوة روسية محتملة

دينا قدري

يبدو أن أسعار الغاز في أوروبا تستعد لارتفاع جديد، مع استمرار تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.

وفي أحدث تطور، حذّرت شركة أو إم في النمساوية (OMV)، خلال الأسبوع الماضي، من أنها قد تضطر إلى وقف المدفوعات المباشرة لشركة غازبروم للتصدير الروسية (Gazprom Export) بسبب مشكلات قانونية.

وفي حالة تأكيد هذه المشكلة القانونية، فقد تشكّل سابقة هي الأولى من نوعها، وتؤثر في شركات الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تستورد الغاز الروسي.

إلا أن الشركة النمساوية طمأنت عملاءها، مؤكدة قدرتها على تزويدهم بالغاز من مصادر بديلة، نظرًا إلى تنويع قاعدة إمداداتها مع مصادر أخرى، مثل النرويج، فضلًا عن تزويدهم بالغاز المسال من السوق العالمية.

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا

قال محلل الغاز لدى شركة إنرجي أسبكتس (Energy Aspects)، جاكوبو كاسادي: "إذا حدث انقطاع غدًا يمكنكم بسهولة رؤية أسعار الغاز تقفز بمقدار 5-6 يورو (5.4-6.5 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة"، مضيفًا أن توقيت الخفض المحتمل ما يزال غير واضح.

ويأتي هذا على الرغم من أن منظم الطاقة النمساوي السابق "والتر بولتز" أوضح أن خفض إمدادات الغاز الروسي قد يأتي في غضون أسابيع.

وكان الشهر الأمامي لمؤشر "تي تي إف" الهولندي -مقياس أسعار الغاز في أوروبا- أعلى بمقدار 0.07 يورو (0.076 دولارًا) في اليوم، عند 33.6 يورو (36.48 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

*(اليورو= 1.09 دولارًا أميركيًا).

وقال كاسادي: "في اللحظة التي لا تحصل فيها غازبروم على المدفوعات، فمن المرجح أن تخفض عمليات التسليم تمامًا"، مضيفًا أن ذلك كان "أحد أكبر المخاطر على التوازنات الأوروبية"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "مونتل" (Montel).

وأوضحت شركة "أو إم في"، أنها ستخسر نحو 6 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز، إذا خفضت غازبروم الإمدادات، على الرغم من أنه إذا أثرت المشكلات القانونية في الإمدادات إلى سلوفاكيا أيضًا، فقد تتراوح الكميات بين 8 و10 مليارات متر مكعب، حسبما قال كاسادي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أسعار الغاز النمساوية ستقدم علاوة قدرها 2-3 يورو (2.16-3.26 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، مقارنةً بأسعار الغاز الألماني، حسب تقديره، مستشهدًا بالضرائب الألمانية على تصدير الغاز البالغة نحو 2.5 يورو (2.71 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

أزمة إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا

هل هناك خطر في أوروبا؟

مع ذلك، قال رئيس أبحاث الغاز الطبيعي والغاز المسال في شركة وود ماكنزي الاستشارية ماورو تشافيز، إن خطر خفض التدفقات الروسية وُضع في الحسبان بالفعل.

وأضاف محلل الغاز جاكوبو كاسادي: "على الورق، هناك ما يكفي من سعة خطوط الأنابيب التي ينبغي أن تكون قادرة على تغطيتها، ولكن من حيث أمن الطاقة، فإن ذلك يؤدي بالفعل إلى شح الإمدادات ويجعل أوروبا أكثر اعتمادًا على تدفقات الغاز المسال والنرويج".

وشاركه تشافيز الرأي، قائلًا: "لا يوجد خطر من تقليص الطلب في أوروبا، حتى لو خفضت روسيا الإمدادات إلى النمسا".

وأوضح تشافيز أن النمسا والدول المتضررة الأخرى ستكون قادرة على تأمين الغاز لتعويض النقص في الإمدادات، لكن أي زيادة في الأسعار ستؤدي إلى مزيد من تدمير الطلب في أوروبا وآسيا.

وقال: "أسواق الغاز يمكنها أن تدير الأمور، ولكن ليست الصناعة الأوروبية.. بعض الصناعات لن تنجو من الضربة الثانية لتقليص الإمدادات الروسية".

وأكد محللون أن معظم الإمدادات الإضافية لتغطية تدفقات الغاز الروسي المفقودة، ستُؤمن عبر إيطاليا من وارداتها من شمال أفريقيا بسبب الرسوم الألمانية على صادرات الغاز، والباقي سيُؤمّن من ألمانيا، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أزمة خفض إمدادات الغاز الروسي

قالت مجموعة النفط والغاز النمساوية "أو إم في"، في 21 مايو/أيار 2024، إن إمدادات الغاز من شركة غازبروم الروسية قد يجري تعليقها بموجب حكم محكمة أجنبية، دون تحديد القضية.

وقالت الشركة، في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إنها علمت بالتعليق المحتمل من خلال حكم حصلت عليه شركة طاقة أوروبية كبرى، لم تذكر اسمها.

وفي حال تنفيذه، فإن الحكم سيلزم شركة أو إم في لتسويق وتجارة الغاز (OMV Gas Marketing & Trading)، بالدفع لتلك الشركة بدلًا من شركة غازبروم.

وأوضحت الشركة في بيانها: "في هذا الصدد، ليس من المعروف حاليًا لشركة أو إم في لتسويق وتجارة الغاز، ما إذا كان سيجري تنفيذ مثل هذا الحكم ومتى".

أحد أنابيب نقل الغاز التابعة لشركة غازبروم الروسية
إحدى أنابيب نقل الغاز التابعة لشركة غازبروم الروسية - الصورة من وكالة بلومبرغ

وقال رئيس أبحاث الغاز الطبيعي والغاز المسال في "وود ماكنزي" والتر بولتز، إن القضايا القانونية ستشير على الأرجح إلى إحدى إجراءات محكمة التحكيم التي أطلقتها الشركات الأوروبية بعد خفض عمليات التسليم من غازبروم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.

وفي حال أو إم في، يمكن إعادة توجيه مدفوعات الشركة إلى شركة غازبروم للتصدير إلى طرف ثالث بسبب حكم المحكمة، وبعد ذلك "ستتوقف غازبروم عن التسليم بعد شهر أو شهرين على أقصى تقدير"، كما قال بولتز.

وأضاف: "لذلك أفترض أن إمدادات الغاز الروسي ستتوقف في وقت ما هذا الصيف، ربما خلال شهرين أو 3 أشهر"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "مونتل" (Montel).

وأضر انقطاع إمدادات الغاز الروسي بالعديد من الشركات مثل شركات يونيبر (Uniper) وفي إن جي (VNG) وسيفي (Sefe) الألمانية، وكذلك شركتا إيني الإيطالية وإنجي الفرنسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق