يحظى الغاز المسال باهتمام أوساط قطاع الشحن البحري بصفته وقودًا انتقاليًا مهمًا وقليل الانبعاثات مقارنة بالوقود البحري التقليدي.
وأفاد تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الغاز الطبيعي المسال برز بصفته وقودًا بحريًا بديلًا مهمًا، وحظي باهتمام كبير في إطار الجهود المستمرة لإزالة الكربون في القطاع البحري.
وخلال حلقة نقاشية، ركّزت على المدة التي سيستمر فيها مالكو السفن في عَدِّ الغاز المسال الوقود المفضّل لديهم، استعرض المشاركون مستقبل هذا الغاز بصفته وقودًا بحريًا والانتقال إلى الحياد الكربوني.
ويُنظر إلى الغاز المسال على أنه وقود انتقالي مهم، إذ تسعى الصناعة البحرية نحو تحقيق الحياد الكربوني، فهو يوفر خفضًا في انبعاثات الكربون مقارنةً بالوقود البحري التقليدي، ويضع نفسه عنصرًا أساسًا بإستراتيجية إزالة الكربون في الصناعة.
إدارة المخاطر بالنسبة لمشغلي السفن
سلّط مدير قطاع الغاز العالمي لدى شركة التصنيف البحري لويدز ريجستر، بانايوتيس ميترو، الضوء على الطبيعة الحساسة لإدارة المخاطر بالنسبة لمشغّلي السفن الذين يفكرون في الغاز الطبيعي المسال.
وشدد على أهمية إدارة غاز الميثان وإستراتيجيات تخفيف الانبعاثات، مشيرًا إلى "مجموعة الحلول" الضرورية لدعم التحول إلى الوقود المحايد كربونيًا، وذلك خلال الندوة التي عقدها موقع ريفييرا ماريتايم ميديا (Riviera Maritime Media)، المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية.
وقال ميترو: "الأولوية الأولى هي عدم تسرّب المزيد من غاز الميثان عند استعمال الغاز المسال وقودًا"ـ وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وناقش الإمكانات المستقبلية للغاز المسال الحيوي والاصطناعي، مشيرًا إلى تزايد جاذبيتها داخل الصناعة وإمكان دمج هذه الخيارات مع تقنيات احتجاز الكربون لتعزيز قدرتها على الاستمرار.
تطوير البنية التحتية للغاز المسال
قدّم المدير التجاري لتزويد السفن بالوقود في شركة "أفينير إل إن جي" البريطانية Avenir LNG، جان شوبرت، منظورًا عمليًا بشأن تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال.
وأعطى شوبرت تفاصيل عن جهود التوسع العالمية لشركة "أفينير إل إن جي" في قدرات تزويد الغاز الطبيعي المسال، مبيّنًا أنّ: "سفننا تخدم عملاءنا، ونؤجّر بعضها، وبهذه الطريقة، لدينا جمعيات في جميع أنحاء العالم".
وسلّط الضوء على الميزة الإستراتيجية للبنية التحتية الحالية للغاز المسال لاعتماد أنواع مختلفة من الغاز النظيف.
وأقرّ بالتحديات المرتبطة بدمج الغاز المسال في القطاع البحري، لا سيما فيما يتعلق بتكلفة موارد الطاقة الحيوية وتوافرها.
التحديات التشغيلية والمبادرات الإستراتيجية
ناقشت مديرة عمليات الرحلة في شركة "جيمس فيشر تانكشيبس" البريطانية James Fisher Tankships، نيكولا إلوود، التحديات التشغيلية والمبادرات الإستراتيجية المتخذة لتسهيل استعمال الغاز المسال.
وأوضحت أن برنامج تجديد الأسطول يهدف إلى دمج قدرات الوقود المزدوج لتعزيز الأداء البيئي، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت إلوود: "السير جون فيشر والليدي ماريا (فيشر) هما أول اثنين في برنامج تجديد أسطولنا... يدعمان إستراتيجيتنا البيئية لإزالة الكربون وخفض الانبعاثات".
في المقابل، كشف استطلاع رؤىً بشأن مستقبل الغاز المسال بصفته وقودًا بحريًا، إذ أبدى المشاركون الندوة تفاؤلًا معتدلًا بشأن النمو وتخفيض تكاليف مزيج الغاز المسال النظيف، مثل الغاز الطبيعي المسال والغاز المسال الاصطناعي.
وسلّط المشاركون الضوء على تحديات مثل عدم وجود قوانين قياس مقبولة عالميًا لتسرب الميثان والتكاليف المرتفعة والتعقيدات التشغيلية لحلول خفض غاز الميثان.
وعرضت دراسات الحالة الصناعية التطورات الأخيرة، بما في ذلك عقود بناء السفن الجديدة لشركة "أفينير إل إن جي" لسفن الغاز المسال المتقدمة، وسفن الإمداد التي تتميز بتقنيات لتقليل انبعاثات الكربون، وتقليل خسائر البضائع.
ومن المرجّح أن تشهد الرحلة نحو الحياد الكربوني تطورًا مستمرًا للغاز المسال ومتغيراته النظيفة، ما يعكس التزام الصناعة بمستقبل مستدام.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال الأميركي يؤمّن احتياجات ألمانيا لمدة 17 عامًا
- الغاز المسال في ألمانيا.. دعوى قضائية تطارد محطة جديدة بسبب الضوضاء
اقرأ أيضًا..
- سفينة حفر تنسحب من حقل ظهر المصري.. وأعمال التطوير تتوقف (خاص)
- أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أفريقيا يتأهب للانطلاق بدولة عربية
- رحلة قطاع الطاقة في المغرب.. وزراء ومسؤولون يتحدثون (ملف خاص)