رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياغاز

الغاز المسال الروسي في مرمى نيران رئيس فرنسي سابق

يتهم موسكو بالتحايل على العقوبات

حياة حسين

وقع الغاز المسال الروسي في مرمى نيران الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، الذي حثّ على فرض عقوبات عليه، لأنه جزء من أصول موسكو، إذ يعزز إيراداتها بمبالغ ضخمة.

وقال هولاند، الذي تولى رئاسة فرنسا في المدة بين عامي 2012 و2017: "إن غاز روسيا المسال يجب أن يكون ضمن العقوبات، فهي أصول لموسكو تدر إيرادات ضخمة إلى الدولة، كما أنها وسيلة للتحايل على العقوبات"، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

جاء مطلب هولاند خلال جلسة استماع في شركة النفط والغاز العملاقة "توتال إنرجي" TotalEnergies، عن مدى امتثال الشركة لالتزاماتها المناخية.

ويُعد هولاند من المدافعين عن المناخ، والمتحيزين لتحول الطاقة، منذ أن كان في السلطة.

وعلى سبيل المثال، صرّح في سبتمبر/أيلول 2013 بأن على فرنسا أن تعمل على خفض استهلاك الوقود الأحفوري بنسبة 30%، لذلك قرر فرض ضريبة على انبعاثات الكربون بدءًا من 2014، في حين قدّم إعفاءات من الضرائب لأعمال العزل الحراري للمنازل، لمساعدة المستهلكين على ترشيد استعمال الطاقة.

ووعد هولاند بإصلاحات شاملة لأنظمة الطاقة، عند انتخابه لرئاسة فرنسا، وأكد الحاجة إلى خفض استهلاك الوقود الأحفوري إلى النصف بحلول 2050.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي حدّث هذا الهدف في وقت لاحق، وحدد منتصف القرن الحالي، موعدًا لتحقيق الحياد الكربوني، والتخلص من الوقود الأحفوري.

عقوبات جديدة

قال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند: "إن فرض عقوبات على الغاز المسال الروسي سيكون له تأثير في الأسعار بالتأكيد نظرًا إلى أهمية هذا الوقود، لكن منعه من المفترض أن يظهر أن لدينا اتساقًا سياسيًا"، حسبما ذكر موقع "مونتل نيوز"، اليوم الثلاثاء 28 مايو/أيار 2024.

ورغم العقوبات الكثيرة التي فرضتها الدول الغربية على روسيا منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فإن دول أوروبا ما تزال تستورد كميات كبيرة من الغاز الروسي.

وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، اضطر الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إلى الدفاع عن بلاده بسبب اتهامات من أطراف عديدة بشراء كميات كبيرة من الغاز المسال الروسي.

وقال ماكرون: "يُباع الغاز المسال الروسي في أنحاء العالم اليوم، لكن اعتماد فرنسا عليه أقل حجمًا من غيرها، ونحن بعيدون جدًا عن كوننا ممولين لروسيا من خلال شراء الغاز".

يُذكر أن فرنسا تعتمد على الطاقة النووية بنسبة 70%، وتصدر الكهرباء النووية إلى جاراتها الأوروبيات.

وكشفت بيانات حديثة، عن أنه خلال الربع الأول من 2024 تصدرت فرنسا أوروبا في وارداتها من الغاز المسال الروسي، رغم الشعارات الرنانة التي أطلقتها باريس دعمًا لأوكرانيا، حسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وبلغ حجم الواردات 1.5 مليون طن (1.543.946 مليون طن)، بقيمة 600 مليون يورو تقريبًا (654 مليون دولار أميركي)، ما يُعد سابقة بين دول الاتحاد الأوروبي، بالمقارنة بين مدفوعات الربع الأول من العامَين الجاري والسابق.

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند
الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند - الصورة من فرانس 24

قرار جماعي

قال الرئيس السابق لفرنسا فرانسوا هولاند: "إنه يجب اتخاذ قرار العقوبات على الغاز المسال الروسي بصورة جماعية وعلى مستوى دول الاتحاد الأوروبي.. لكن أعلم أن هناك دولًا عديدة لا تريد فرض تلك العقوبات، ليس لأسباب تجارية فقط، وإنما لأن بعضها يمتلك علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

ويتطلب فرض عقوبات جديدة على الغاز المسال الروسي، موافقة كل أعضاء الاتحاد الـ27، لكن هذا يبدو غير ممكن، في وقت ما تزال فيه القارة العجوز عطشى لهذا الغاز رغم أنفها.

وشكّل الغاز المسال الروسي 5% من استهلاك دول الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي 2023، بقيمة إجمالية تجاوزت 8 مليارات يورو (8.72 مليار دولار أميركي).

وبينما أشارت البيانات إلى انخفاض واردات بعض الدول الأوروبية، اضطرت دول كانت أكثر عداءً لروسيا إلى العودة لشراء غاز موسكو المسال مجددًا، مثل ألمانيا.

وسجلت كل من ألمانيا والدنمارك واردات "صفرية" خلال الربع الأول من 2023، لكنهما استأنفتا الاستيراد خلال الربع الأول من العام الجاري بكميات 3 آلاف و1350 طنًا على التوالي.

وأدّت ألمانيا دورًا مهمًا في إفشال مشروع خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا "نورد ستريم 2"، الذي تجاوزت تكلفته 10 مليارات دولار، بعد تولي المستشار أولاف شولتس، خلفًا لأنغيلا ميركل، أكبر الداعمين لهذا المشروع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق