التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط قد يتجاوز الوقود الأحفوري بحلول 2040

سيشكّل 70% من مزيج الكهرباء في 2050

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة المتجددة تهيمن على توليد الكهرباء في الشرق الأوسط في 2040
  • أحد التحديات الرئيسة هو اعتماد المنطقة على الغاز الطبيعي
  • من المتوقع أن تؤدي بطاريات تخزين الكهرباء دورًا حاسمًا في تحول الطاقة
  • النمو السكاني المتزايد في المنطقة يؤدي إلى زيادة سريعة في الطلب على الكهرباء
  • قطاع الكهرباء في الشرق الأوسطي يتخلّف عن ركب التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة

يستعد قطاع توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط لطفرة كبيرة، مع سعي المنطقة لتنفيذ العديد من المشروعات العملاقة، والابتعاد عن الوقود الأحفوري، الذي يُشكّل غالبية مزيج الكهرباء.

ومن المتوقع أن تكون الطاقة المتجددة مصدرًا مهيمنًا بتوليد الكهرباء في الشرق الأوسط، متجاوزة استعمال الوقود الأحفوري بحلول عام 2040، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.

وفي 2050، من المتوقع أن يشكّل توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، 70% من مزيج الكهرباء، ما يمثّل قفزة هائلة مقارنة بنسبة 5% فقط المسجلة عام 2023.

وبصفة خاصة، يُتوقع أن تؤدي الطاقة الشمسية الكهروضوئية دورًا حاسمًا في هذا التحول، إذ ستشكّل أكثر من نصف إمدادات الكهرباء في المنطقة بحلول 2050، ارتفاعًا من 2% فقط خلال 2023.

تحديّات توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط

على الرغم من إمكانات النمو الكبيرة في توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط، فإن هناك العديد من التحديات التي يجب معالجتها.

أحد المخاوف الرئيسة، اعتماد المنطقة على الغاز الطبيعي، الذي من المتوقع أن يستمر في النمو حتى يصل إلى ذروته حول عام 2030، بحسب ما جاء في تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

يأتي ذلك مع التكلفة المنخفضة لتوليد الكهرباء بالغاز في المنطقة جراء وفرة الإمدادات، إلى جانب النقص النسبي في إمكانات الطاقة الكهرومائية.

ومع ذلك، من المتوقع أن تؤدي بطاريات تخزين الكهرباء دورًا حاسمًا في دعم التقطّع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمساعدة بتحول الطاقة السلس، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

بطاريات تخزين الكهرباء
بطاريات تخزين الكهرباء - الصورة من Renault Group‏

نقطة تحول

يواجه قطاع الكهرباء في الشرق الأوسط تحولًا عميقًا، مدفوعًا بالنمو الصناعي السريع وزيادة عدد السكان، والتوجه العالمي للحدّ من انبعاثات الكربون، على الرغم من أن المنطقة تمثّل قوة غازية ونفطية تقليدية.

وزاد النمو السكاني في المنطقة بنسبة 60% منذ عام 2000؛ ما أدّى إلى زيادة سريعة في الطلب على الكهرباء، إذ تضاعف الاستهلاك خلال الأعوام الـ20 الماضية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويُسبّب هذا التحول الديموغرافي والاقتصادي حاجة كبيرة إلى تعزيز توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط، لتلبية احتياجات المنطقة المتزايدة من الطاقة، خاصة مع وجود الإمكانات التي تؤهلها لذلك.

وباستمرار النمو السكاني في المنطقة، من المتوقع أن يُعزَّز النمو الاقتصادي، ثم يرتفع الطلب على الكهرباء في المنطقة إلى 2000 تيراواط/ساعة، وهي زيادة كبيرة عن المستوى الحالي البالغ 1200 تيراواط/ساعة.

ويستحوذ القطاع السكني في الشرق الأوسط حاليًا على 40% من إجمالي الطلب على الكهرباء في المنطقة، يليه القطاع التجاري بنسبة 26% والقطاع الصناعي 22%، وتشمل نسبة 12% المتبقية قطاعات أخرى مثل الزراعة والنقل.

ومن المتوقع أن يساعد توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط في تلبية هذا الطلب المتزايد، مع تقليل اعتماد المنطقة على الوقود الأحفوري.

مزيج توليد الكهرباء في الشرق الأوسط

يعتمد توليد الكهرباء في الشرق الأوسط على الوقود الأحفوري بصورة كبيرة، إذ تبلغ حصّته 93%، في حين تمثّل مصادر الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية تحديدًا) 3% من إجمالي التوليد، بينما تمثّل الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية 2% لكل منهما.

ويؤدي الغاز الطبيعي دورًا مهمًا؛ إذ يولّد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكهرباء في المنطقة، ليشكّل قطاع الكهرباء 40% من إجمالي الطلب على الغاز.

وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تمثّل مصادر الطاقة المتجددة 30% من قدرة الكهرباء المركبة، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة إلى 75% بحلول عام 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وستؤدي بطاريات تخزين الكهرباء دورًا حاسمًا في دعم توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط بحلول 2030، ومع تطور مشهد الكهرباء في المنطقة، سيستمر استعمال الغاز مصدرًا أساسًا في التوليد، لكن هيمنته ستتضاءل تدريجيًا.

وفي 2040، من المتوقع أن تنخفض حصة الغاز في مزيج الكهرباء إلى 46% مقارنة بـ74% في نهاية 2030، بينما في عام 2050 من المتوقع أن تشكّل 22% فقط من المزيج.

محطة توليد كهرباء بالغاز
محطة توليد كهرباء بالغاز – الصورة من Nevada Current

ويتخلف توليد الكهرباء المتجددة في الشرق الأوسط عن الركب العالمي، إذ من المتوقع أن يتفوق توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في آسيا وأفريقيا على الوقود الأحفوري بحلول عام 2032، وفي الوقت نفسه، حققت أوروبا هذا الإنجاز منذ عام 2019، بحسب ما قاله محلل الطاقة والمصادر المتجددة في شركة ريستاد انرجي، نيشانت كومار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق