رئيسيةتقارير دوريةتقارير منوعةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

مشكلة إعادة تدوير البطاريات تؤرق جنوب أفريقيا (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • جنوب أفريقيا تعاني أزمة كهرباء مزمنة منذ سنوات طويلة
  • الطلب على البطاريات يتزايد لمواجهة انقطاع التيار في المنازل والشركات
  • بطاريات الليثيوم أيون غير قابلة لإعادة التدوير بالكامل مثل بطاريات الرصاص
  • مخاوف من اختلاط نفايات البطاريات منتهية الصلاحية وتسرّبها إلى المياه الجوفية
  • عدد الشركات الملتزمة بلوائح النفايات ما زال محدودًا، ودعوات لتشديد الرقابة

ما تزال مشكلة إعادة تدوير البطاريات تؤرّق القائمين على صناعة السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الكهرباء خاصة في جنوب أفريقيا التي تعاني من تفاقم أزمة انقطاع التيار منذ سنوات طويلة.

ويتزايد الطلب على البطاريات بأنواعها المختلفة في جنوب أفريقيا لتشغيل المنازل والشركات خلال انقطاع التيار الكهربائي وضمان بقاء الهواتف مشحونة في أثناء التنقل، إضافة إلى مواكبة متطلبات التحرك المستمر نحو عمليات الكهربة في قطاعات النقل والمنازل والصناعة.

وتعاني شركة إسكوم (Eskom)، أكبر شركة كهرباء مملوكة للدولة في جنوب أفريقيا، من تقادم الشبكة ومحطات التوليد التي تديرها، إلى جانب تفاقم الديون وسوء الإدارة والفساد، ما جعلها غير قادرة على تلبية الطلب على الكهرباء في البلاد.

وما زالت سياسة تخفيف الأحمال المطبقة في البلاد منذ سنوات مستمرة حتى الأشهر الأولى من عام 2024، وسط توقعات بالتوسع في ساعات انقطاع التيار خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة، بحسب تطورات قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا، التي تتابعها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) بانتظام.

هل استعدّت الحكومة لمشكلات البطاريات؟

رغم اتجاه جنوب أفريقيا للتوسع في أنظمة البطاريات وتخزين الكهرباء، فإنها ما زالت غير مستعدة للتعامل مع متطلبات إعادة تدوير البطاريات ومكوناتها الخطرة عندما تصل إلى نهاية عمرها الافتراضي؛ ما قد يتسبب في كابوس بيئي محتمل يحذّر منه خبراء الصناعة، بحسب تقرير منشور في موقع تك سنترال المتخصص (Tech central).

ويوشك عدد كبير من بطاريات الليثيوم أيون المستعملة في جنوب أفريقيا على الوصول إلى نهاية العمر الافتراضي خلال سنوات قليلة، ولا يبدو أن الدولة قد فكرت كثيرًا فيما يجب عمله في هذه البطاريات، بحسب مدير قسم الاتصالات والكهرباء في شركة دارتكون (Dartcom) المتخصصة، هيكتور كينغ.

وتختلف بطاريات الليثيوم أيون عن بطاريات الرصاص الحمضية التي يمكن إعادة تدويرها بنسبة 98%، إذ إن هذه البطاريات غير قابلة لإعادة التدوير بالكامل، ما يجعل التخلص منها مشكلة خطيرة بيئيًا.

قدرة إعادة تدوير البطاريات ضعيفة

لا يوجد في جنوب أفريقيا -حاليًا- مرافق فاعلة في إعادة تدوير البطاريات محليًا، كما أن اللوائح المتعلقة بالتخلص من بطاريات الليثيوم ما زالت بدائية للغاية، ولا ترقى إلى مستوى المشكلة التي توشك على الظهور بوضوح خلال السنوات المقبلة.

بطاريات ليثيوم أيون منتهية الصلاحية
بطاريات ليثيوم أيون منتهية الصلاحية - الصورة من chemistry world

وعندما تصل بطاريات الليثيوم أيون إلى نهاية عمرها الافتراضي، أو تُخزّن في أبراج الهواتف المحمولة، يصبح التخلص منها مشكلة حقيقة، وقد بدأ تكدُّس هذه البطاريات منتهية الصلاحية بالفعل في مرافق التخزين، بحسب التقرير.

كما يُتوقع أن تتفاقم تحديات المشكلة خلال بضع سنوات مع زيادة التحول نحو عمليات الكهربة في قطاع النقل وانتشار السيارات الكهربائية؛ ما سيجعل البلاد تواجه طوفانًا حتميًا من بطاريات الليثيوم أيون القديمة التي تحتاج إلى التخلص من عناصرها السامة أو إعادة تدويرها، حسبما ذكر التقرير.

وتحتوي بطاريات الليثيوم أيون على كميات صغيرة من المواد السامة يطلق عليها "الكتلة السوداء"، تظهر بمجرد تفكيك البطاريات المنتهية الصلاحية؛ ما يشكّل خطورة على صحة البشر والبيئة في حالة عدم القدرة على التخلص منها بطريقة آمنة.

ولا تملك جنوب أفريقيا -حاليًا- القدرة على معالجة هذه الكتل السوداء، وعادةً ما تُشحن إلى منشآت متخصصة في أوروبا للمعالجة عندما تصل أحجامها إلى 4 أطنان، بحسب التقرير.

الشركات الممتثلة للوائح محدودة

تبدو إعادة تدوير البطاريات مكلفة أيضًا؛ ما يضطر العديد من المؤسسات إلى تخزين البطاريات التي انتهت صلاحيتها أو التي تعرضت للتحطيم، ولكن مع تزايد العدد المستعمل، هناك خطر متزايد من الحرائق والمواد الكيميائية السامة التي تتسرب إلى المياه الجوفية.

ولا يبدو الأمر كما لو أن الحكومة ليست على علم بالمشكلة، بل إن هناك لوائح تنظيمية تمنع التخلص من هذه البطاريات في مكبات النفايات، بحسب الرئيسة التنفيذية لمنظمة سيركيولار إنرجي (Circular Energy) باتريسيا شرودر، وهي منظمة محلية مسؤولة عن منتجي المعدّات الكهربائية والإلكترونية ومعدّات الإضاءة وقطاعات الورق والتغليف.

وتتضمن لوائح تصنيف النفايات التي أصدرتها إدارة الغابات ومصائد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا عام 2013 قيودًا على وصول هذه المنتجات إلى النفايات العامة.

صناديق القمامة في جنوب أفريقيا
صناديق القمامة في جنوب أفريقيا - الصورة من tech central

كما تُلزم لوائح مسؤولية المنتجين الموسعة المنشورة -مؤخرًا- الشركات التي تستورد هذه المنتجات (جديدة أو مستعملة) أو تصنّعها محليًا بدفع رسوم إلى الجهات المنظمة، لدعم جهودها في إعادة تدوير البطاريات وإدارة المخلّفات.

ورغم ذلك، ما زال عدد الشركات الممتثلة لهذه اللوائح محدودًا في جنوب أفريقيا، ما يتطلب تشديد حملات تنفيذ القانون وإقرار عدم الامتثال جريمة جنائية، بحسب "باتريسيا شرودر" التي تشدد على ضرورة الامتثال حتى لا تشعر الشركات الممتثلة بأنها تخسر أعمالها بسبب المنافسة مع شركات غير ممتثلة وتستفيد اقتصاديًا من التهرب من دفع الرسوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق