التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

صادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين قد تصل إلى 60 مليون طن سنويًا

بحلول 2050

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

تستحوذ صادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين على اهتمام دولي متصاعد، خاصة في أوروبا التي تخطط لاستيراد كميات كبيرة من هذا الوقود الأخضر لإحلاله محل الوقود الأحفوري في عديد من القطاعات المدرجة في خطط تحول الطاقة الأوروبية.

في هذا السياق، توقّعت دراسة تحليلية حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- أن تصل صادرات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الهيدروجين إلى 60 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.

كما يُتوقع أن يمثل هذا الرقم المتوقع لصادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين قرابة 58% من إجمالي واردات الهيدروجين العالمية و11% من الطلب العالمي عليه، بحسب الدراسة.

وتخطط عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أبرزها مصر والمغرب والسعودية وعمان والإمارات وقطر، للتوسع في إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع بغرض التصدير مستقبلًا إلى أوروبا وآسيا أكبر الأسواق المخططة لشراء هذا الوقود خلال العقود المقبلة.

كم تعادل صادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين؟

ستعادل صادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين في عام 2050 قرابة 7.2 إكساجول من الطاقة، هو ما يتجاوز بصورة طفيفة صادرات المنطقة من الغاز الطبيعي المسال في عام 2021، والمقدرة بنحو 112 مليون طن، ما يعادل 5 إكساجول، حسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم ذلك ستظل صادرات الهيدروجين أقل كثيرًا من صادرات المنطقة من النفط الخام والبالغة 1.321 مليار طن (9.4 مليار برميل) أو ما يعادل 56 إكساجول في عام 2021، بحسب دراسة سعودية مشتركة صادرة في مايو/أيار 2024.

منشأة إنتاج للهيدروجين في أوروبا
منشأة إنتاج للهيدروجين في أوروبا - الصورة من NET ZERO TECHNOLOGY CENTRE

وجاءت هذه الدراسة ضمن كتاب شامل يحتوي على 28 دراسة موسوعة حول الهيدروجين واقتصاداته في السعودية والشرق الأوسط والعالم، أعدها أساتذة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وباحثون متخصصون في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك).

وتوقّعت الدراسة أن تكون نسبة كبيرة من تجارة الهيدروجين الدولية خلال السنوات المقبلة في صورة أمونيا؛ لكونها ناقلًا جيدًا للطاقة يسهل نقله بطريقة آمنة وأقل تكلفة من الهيدروجين.

توقعات تجارة الهيدروجين العالمية 2050

من المتوقّع ارتفاع الطلب على الهيدروجين إلى 200 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، تتضاعف بعد ذلك إلى 530 مليون طن سنويًا بحلول عام الحياد الكربوني المرتقب 2050.

بينما ستصل تجارة الهيدروجين عبر الحدود إلى 50 مليون طن سنويًا بحلول 2030، قبل أن تتضاعف إلى 132 مليون طن بحلول عام 2050، بحسب توقعات كل من وكالة الطاقة الدولية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

وتمثّل توقعات الطلب على الهيدروجين وتجارته فرصة كبيرة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحجز مقعدها من سوق الهيدروجين العالمية الناشئ الذي يتشكّل الآن خاصة في أوروبا وأميركا وبعض مناطق آسيا.

ويخطط الاتحاد الأوروبي -على سبيل المثال- لاستيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، ما يمثل فرصة واعدة للدول التي شرعت الآن في مشروعات إنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي للمياه.

ومن المتوقّع أن تشتعل المنافسة على التصدير لأوروبا خلال السنوات المقبلة بين المصدرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جانب، والمصدرين من أستراليا والبرازيل وكندا وتشيلي على الجانب الآخر.

تحديات الهيدروجين في الشرق الأوسط

تشمل توقعات صادرات الشرق الأوسط من الهيدروجين كلًا من الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق (منخفض الكربون)، لكن غالبيتها ستكون من الأخير، بحسب الدراسة.

وتحتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تلبية بعض المتطلبات الإنتاجية على مستوى الهيدروجين الأزرق والأخضر حتى تتمكّن من الوصول بصادراتها إلى 60 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.

وتشمل أبرز المتطلبات زيادة إنتاج الهيدروجين عبر الغاز الطبيعي إلى 96 مليون طن سنويًا إلى جانب توفير بنية تحتية لتخزين ثاني أكسيد الكربون بقدرة 0.3 غيغاواط، مع توفير 232 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي وما لا يقل عن 490 غيغاواط من قدرة التوليد المتجددة للكهرباء، بحسب دراسة (كابسارك).

الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط
الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط - الصورة من doha news

وتطرح هذه المتطلبات تحديات واسعة أمام دول المنطقة خاصة قدرات توليد الكهرباء المتجددة المطلوبة لعمليات التحليل الكهربائي للهيدروجين والتي تزيد بنحو 35 ضعفًا عن القدرة الحالية للمنطقة البالغة 14 غيغاواط في عام 2021، باستثناء الطاقة الكهرومائية.

وما زال معدل انتشار الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأدنى عالميًا؛ حيث لم يتجاوز 4% من إجمالي القدرة المتجددة المركبة العالمية، كما لم يتجاوز 1.5% من إجمالي القدرة المتجددة غير المائية المركبة في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق