حقول النفط والغازالتقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغازموسوعة الطاقة

حقل أتول في مصر.. حكاية اكتشاف غاز احتياطياته 1.5 تريليون قدم مكعبة

أحمد بدر

يبشّر حقل أتول للغاز في مصر بمستقبل واعد للصناعة عمومًا، إذ يوفر جزءًا مهمًا من إنتاج البلاد الكلي من الغاز الطبيعي والمكثفات، في توقيت تستهدف فيه القاهرة الوصول إلى أعلى إنتاجية، تجعلها قادرة على تلبية الطلب المحلي، لا سيما في قطاع الكهرباء.

ويبلغ حجم إنتاج الحقل في الوقت الحالي نحو 350 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي، الأمر الذي يضعه بقوة على خريطة الإنتاج المصرية، ويسهم برقم ضخم في معادلة تحقيق الاكتفاء الذاتي، وفق قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وكان إنتاج حقل أتول، الواقع في منطقة امتياز شمال دمياط البحرية على سواحل البحر المتوسط على بعد 80 كيلومترًا شمال مدينة دمياط، والذي يعدّ أحد أهم الاكتشافات الغازية خلال العقد الماضي، قد سجّل طفرة قوية، بداية من شهر أبريل/نيسان عام 2018.

ويعدّ الحقل نتاجًا للاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم التي عقدتها وزارة البترول والثروة المعدنية، على هامش المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته مصر في مدينة شرم الشيخ عام 2015، في حين وُقِّعَت اتفاقية مبادئ لتعجيل الإنتاج منه، خلال زيارة أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى لندن في العام نفسه.

أهمية حقل أتول للغاز

عملت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية على تسريع عمليات تنمية وتطوير الإنتاج من حقل أتول الغازي، إذ استغرق الوقت بين الاكتشاف والإنتاج نحو 33 شهرًا فقط، وهو ما يعدّ عملية تطوير سريعة، كان هدفها الرئيس هو خفض عدد شحنات الغاز المسال المستوردة من الخارج.

وكان الحقل قد اكتُشف للمرة الأولى في منطقة امتياز شمال دمياط البحر في البحر المتوسط، على يد شركة النفط البريطانية "بي بي"، إذ حفرت البئر الاستكشافية "أتول -1" في مياه يبلغ عمقها نحو 920 مترًا، حتى بلغ مستوى الحفر 7 آلاف و404 أمتار.

وللوصول إلى كميات الغاز الموجودة تحت مستوى سطح البحر في المياه العميقة، اخترقت آليات وحفارات الشركة ما يقارب 50 مترًا من الطبقة التي تحمل الغاز، في أحجار الرمل "أوليغوسين" ذات الجودة العالية والإنتاجية الكبيرة من المكثفات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

إنتاج الغاز في مصر

ولإدارة الاكتشاف الجديد والإشراف على عمليات الإنتاج، تأسست شركة "شمال دمياط للبترول"، بالتعاون بين الشريكين المصري "القابضة للغازات الطبيعية إيجاس" والبريطاني "بي بي"، بينما كلّفت شركة "الفرعونية للبترول" بالعمليات لتطوير وتنمية الحقل وفق معدلات أمان وسلامة فائقة.

وبدأ إنتاج الغاز الطبيعي من حقل أتول للمرة الأولى بشكل تجريبي، في مطلع ديسمبر/كانون الأول 2017، إذ بلغ حجم الإنتاج حينها نحو 250 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، قبل أن ترفع الشركة الفرعونية مستوى الإنتاج إلى 350 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا في أبريل/نيسان 2018، و10 آلاف برميل من المكثفات.

وفي مارس/آذار الماضي 2024، أعلنت الشركة الفرعونية للبترول خططًا جديدة لحفر بئر استكشافية للطبقات العميقة في حقل آتول، وذلك بعد انتهاء تحليل البيانات الحديثة التي جمعتها بوساطة أحدث التقنيات في مشروع جمع معالجة البيانات السيزمية ثلاثية الأبعاد.

شعار شركة بي بي
شعار شركة بي بي- الصورة من وكالة أسوشيتد برس

معلومات عن حقل أتول

اكتُشف حقل أتول الغازي للمرة الأولى في عام 2015، بينما كان الإنتاج الأول منه في نهاية عام 2017، أي قبل الموعد المقرر بنحو 6 أشهر، إذ كان مخططًا بدء الإنتاج منه في يونيو/حزيران 2018، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتقدّر احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج من الحقل الغازي، وفق خطة التنمية التي وضعتها وزارة البترول المصرية، نحو 1.5 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى 31 مليون برميل من المكثفات، وفق ما نشره الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.

وبلغ حجم احتياطيات الغاز التي استهدفتها المرحلة الأولى من تطوير الحقل الغازي العملاق نحو 450 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز، وذلك من خلال إكمال حفر 3 آبار، باستثمار ناهز مليار دولار، وهو ما يساوي 33% من التكلفة التقديرية التي وضعتها شركة النفط البريطانية بي بي.

منصة للتنقيب عن الغاز في مصر
منصة للتنقيب عن الغاز في مصر - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة إيغاس

ويوجَّه إنتاج حقل أتول من الغاز الطبيعي إلى الشبكة القومية للغاز، ليُستَغَلّ في السوق المحلية، إذ إن الحقل يعدّ إحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها مصر في تلبية جزء كبير من احتياجات السوق المحلية، لا سيما للقطاعات الصناعية وقطاع الكهرباء.

ويعدّ حقل أتول للغاز واحدًا من أهم وأكبر 5 حقول غازية في مصر، ما جعل القاهرة تعلّق عليه كثيرًا من الآمال في الوصول مرة أخرى إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، التي كانت قد نجحت في بلوغها، قبل تراجع إنتاجها الإجمالي من الغاز خلال العام الماضي 2023.

يشار إلى أن القاهرة كانت قد تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي رسميًا، لكن الانخفاض الأخير في إنتاج الغاز، وخاصة في حقل ظهر، الذي يعدّ الحقل الغازي الأكبر في مصر، دفعها إلى استيراد الغاز المسال، لمواجهة الطلب المتزايد في السوق المحلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل يوم بنسمع عن حقول للغاز دون الشعور بتحسن في نواحي الحياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق