التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الكهرومائية في أوروبا تنتعش بـ"الأمطار الغزيرة".. ومطالب بإطلاق إمكاناتها كاملة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • انخفض الإنتاج بنسبة 20% من عام 2021 إلى عام 2022 وسط جفاف واسع النطاق
  • • الطاقة الكهرومائية تبدو كأنها شيء من منتصف القرن الـ20
  • • الطاقة الكهرومائية تبدو وكأنها واحدة من تلك القطاعات التي يندم عليها السياسيون
  • • شركة كهرباء فرنسا تمتلك 80% من امتيازات أسطول الطاقة الكهرومائية الفرنسي

جدّد هطول الأمطار الغزيرة أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024 الأمل لدى قطاع الطاقة الكهرومائية في أوروبا بأن يستعيد مكانته أسوة بالمصادر المتجددة السائدة.

وبحسب تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن قطاع الطاقة الكهرومائية في القارة العجوز يتطلع إلى الحصول على مزيد من الاهتمام والدعم من جانب المفوضية الأوروبية.

وتمكّن قطاع الطاقة الكهرومائية في أوروبا من شقّ طريقه بقوة إلى قانون الصناعة الحمائية المحايدة كربونيًا في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعدما أسهم في أزمة الطاقة في عام 2022، إذ انخفض الإنتاج بنسبة 20% من عام 2021 إلى عام 2022 وسط جفاف واسع النطاق، وتجاوزته طاقة الرياح بصفتها أكبر مصدر للطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي في عام 2019، بعد هيمنته لمدة قرن من الزمان.

تجدر الإشارة إلى أن عام 2023 شهد انتعاشًا في توليد الطاقة الكهرومائية في أوروبا بنسبة 15%، ليصل إلى 315 تيراواط/ساعة.

ويرى المحللون أن عام 2024 يسير على الطريق الصحيح لتحقيق مستويات 2021 من توليد الكهرباء، بعد أن عادت الطاقة الكهرومائية رسميًا إلى الواجهة، حسبما نشره موقع "يوراكتيف" Euractiv المتخصص بسياسات الاتحاد الأوروبي.

الاهتمام السياسي

شعر تحالف واسع النطاق في القطاع بأنه مضطر لدعوة "صنّاع القرار إلى تعزيز الطاقة الكهرومائية في أوروبا بصفتها حجر الزاوية الحيوي لمستقبل الطاقة المتجددة لدينا"، وذلك في 14 مارس/آذار الماضي.

وطالب التحالف، الذي يتكون من رابطة الكهرباء التابعة للاتحاد الأوروبي "يورإلكتريك" والشركات الأوروبية الـ10 التي تدير محطات الطاقة الكهرومائية، "بإطلاق الإمكانات الكاملة للطاقة الكهرومائية في أوروبا، وتبديد التصورات المتحيزة، والتحول إلى نقاش يرتكز على واقع ملموس".

وتتمثّل أكبر مشكلة لديهم في أنه بالمقارنة مع مصادر الطاقة المتجددة السائدة الجديدة، تبدو الطاقة الكهرومائية وكأنها شيء من منتصف القرن الـ20، وأن إغراق وديان جبال الألب بأكملها باسم القوة والتقدم لم يعد يجذب الناخبين بعد الآن، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي النمسا، نشأت حركة الحفاظ على الطبيعة التي كانت تحتجّ على الطاقة الكهرومائية في منطقة حزب الخضر.

ومنذ ذلك الحين، أصبح بناء السدود في جبال الألب موضوعًا للحديث لدى اليمين المتطرف، حسبما نشره موقع "يوراكتيف" Euractiv.

محطة ميكينينزا للطاقة الكهرومائية في بلدة ميكينينزا في إسبانيا
محطة ميكينينزا للطاقة الكهرومائية في بلدة ميكينينزا في إسبانيا – الصورة من بلومبرغ

وتبدو الطاقة الكهرومائية وكأنها واحدة من تلك القطاعات التي يندم عليها السياسيون، ويقدّم ساسة الاتحاد الأوروبي الكثير من الكلام عن دورهم الذي لا غنى عنه بتحول الطاقة في أوروبا، ولكن في الممارسة العملية، فإن معظم قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة تخيف هذا القطاع.

إدارة السدود في فرنسا

تتجادل المفوضية الأوروبية مع أهم لاعب في مجال الطاقة الكهرومائية، فرنسا، أكبر مولد في الاتحاد الأوروبي مع سدس القدرة المركبة للاتحاد الأوروبي البالغة 25.4 غيغاواط، وتتجادل شركة المرافق العامة التي تديرها الدولة "إي دي إف" EDF مع بروكسل بشأن إدارة المئات من سدودها.

وتمتلك الشركة 80% من امتيازات أسطول الطاقة الكهرومائية الفرنسي، لكن الاتحاد الأوروبي يصرّ على ضرورة فتحها للسوق الحرة، ولم يحظَ الأمر بموافقة باريس، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في المقابل، يعني فتح سدود فرنسا، البالغ عددها 447 سدًا، أمام عملية تقديم العطاءات التنافسية “السماح للمنافسين الأجانب بتشغيل السدود الفرنسية".

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، في مارس/آذار الماضي: "هذا ليس خيارا"، وإلى أن تُحلّ الأزمة، فإن تجديد السدود الفرنسية يشكّل تحديًا، لأنه يتطلب تغييرات في الامتيازات.

وما يزال القطاع يعاني من أن سدود الطاقة الكهرومائية في أوروبا تفاقم مشكلة الممرات المائية المجزّأة، على الرغم من أنه يشكّل 5% فقط من العوائق، حسبما يُصرّ القطاع.

انخفاض مستوى المياه في بحيرة غراوسيتسجنوب غرب فرنسا
انخفاض مستوى المياه في بحيرة غراوسيتسجنوب غرب فرنسا – الصورة ومن وكالة الصحافة الفرنسية

إثارة قلق قطاع الطاقة الكهرومائية

تميل القوانين البيئية الجديدة للاتحاد الأوروبي إلى إثارة قلق قطاع الطاقة الكهرومائية الذي تمكَّن من مقاومة الانسحاب من قانون الحفاظ على الطبيعة المتنازع عليه ببعض الجهد.

ويمكن لمراجعة التوجيه الإطاري للمياه في الاتحاد الأوروبي -حتى لو كانت مجرد شائعات- أن تثير موجة من النشاط ،على غرار ما حدث عندما تدخل عضو الاتحاد الأوروبي من يسار الوسط البافاري في البرلمان الأوروبي نيابة عن القطاع في عام 2021، على الرغم من عدم وجوده في لجنة ذات صلة.

بدوره، اهتم القطاع بالجوانب الإيجابية، على سبيل المثال، توفير المرونة (عبر الأحواض الجبلية ومرافق التخزين التي توفر 90% من سعة التخزين في الاتحاد الأوروبي الحالية) والطاقة الخضراء المحلية.

ويسلّط هذا القطاع الضوء على الدرجة العالية من النضج التكنولوجي، والصمود الذي يتمتع به، وهو أساس لتحقيق استقرار شبكات الكهرباء في أوروبا في المستقبل، وهو ما لا تستطيع الطاقة الشمسية ولا طاقة الرياح توفيره بصورة كافية.

وتشير الأنباء الواردة في صحيفة بيرلايمونت التابعة للمفوضية إلى أن إستراتيجية دعم مصممة خصوصًا للطاقة الكهرومائية غير مرجّحة.

ومن المرجّح أن يؤدي دعم الطاقة المائية التي تُضَخّ دورًا رئيسًا في توجيهات الاتحاد الأوروبي المستقبلية بشأن تخزين الطاقة ومرونتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق