إستراتيجية الغاز الطبيعي في أستراليا تنال قبول الشركات ومطالبات بسرعة تفعيلها
أحمد أيوب
استقبلت الشركات العاملة في قطاع الغاز الطبيعي في أستراليا إستراتيجية البلاد المستقبلية للاستثمار في الغاز بنظرة إيجابية متفائلة، وإن كان إعلانها قد جاء متأخرًا بعض الشيء، في حين طالبت في الوقت نفسه بضرورة الإسراع في اتخاذ إجراءات عملية لتنفيذ بنودها.
وأعلنت الحكومة الأسترالية خلال الثلث الأول من شهر مايو/أيار الجاري إستراتيجية أستراليا المستقبلية للغاز، وهي إستراتيجية متوسطة وطويلة الأجل، تُحدد الدور الذي سيؤديه قطاع الغاز في البلاد، لحين الوصول إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتضمّنت الإستراتيجية الإشارة إلى استمرار الاعتماد على الغاز الطبيعي وقودًا خلال الفترة الانتقالية، وتقديم الدعم اللازم إلى الأسر والشركات، مع الالتزام بالعمل على توفير الوسائل اللازمة التي تُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية.
إستراتيجية الغاز المستقبلية
تأتي إستراتيجية أستراليا المستقبلية للغاز في وقت تسعى فيه البلاد لاستعادة الثقة في القطاع من قبل شركات الغاز العالمية، التي أصابتها هزات بسبب تدخل الدولة في عدد من الملفات المتعلقة بالصناعة، وفقًا لما نشرته رويترز.
وأعلنت وزيرة الموارد الأسترالية، مادلين كينغ، إستراتيجية أستراليا المستقبلية للغاز، التي تقدم دعمًا حكوميًا إلى القطاع من خلال 6 محاور رئيسة.
وتمثلت المحاور الـ6 في التزام أستراليا بدعم خفض الانبعاثات العالمية، للحد من آثار التغيرات المناخ، لتصل إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأكدت الإستراتيجية أن أسعار الغاز في أستراليا يتعيّن أن تبقى في المتناول طوال المدة الانتقالية حتى الوصول إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأشارت إلى الحاجة إلى مصادر جديدة لإمدادات الغاز لتلبية الطلب خلال المدة الانتقالية على مستوى الاقتصاد الأسترالي.
وأكدت أن أستراليا ستظل شريكًا تجاريًا موثوقًا في مجال الطاقة، ويشمل ذلك أنشطة الغاز المسال والغازات منخفضة الانبعاثات، بحسب ما نشره موقع تابع للحكومة الأسترالية، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما أكدت صياغة الخطط اللازمة للتعاون مع أصحاب المصلحة وحكومات الولايات والأقاليم المحلية، بما يسهم في تطوير اكتشافات الغاز الطبيعي في أستراليا، بما في ذلك الاكتشافات الحالية في المناطق المُنتجة للغاز.
وفي الوقت نفسه، ستعمل الحكومة الأسترالية، بحسب ما جاء في الإستراتيجية، على دعم الأسر والشركات خلال الانتقال إلى مستويات الحياد الكربوني عبر التعاون بصورة وثيقة مع الولايات والأقاليم لإدارة التأثيرات في عمليات التسعير.
وتضمّنت الإستراتيجية إتاحة بنود محددة لتمكين الشعوب الأصلية في أستراليا من الاستفادة من موارد الغاز الواقعة في حدود مناطق سكنهم، بما يسمح بتقاسم الإنتاج بصورة عادلة.
وأشارت الإستراتيجية إلى تعزيز أنشطة احتجاز الكربون وتخزينه، وتأسيس مبادرة جديدة للتعاون الإقليمي بشأن احتجاز الكربون وتخزينه عبر الحدود، وهي مبادرة ستوفر خيارات لأمن الطاقة وحلولًا لإدارة الكربون مع عدد من الشركاء الإقليميين.
نظرة متفائلة للشركات
أيّد معظم المديرين التنفيذيين في مؤتمر منتجي الطاقة الأسترالية، الذي يُعقد في مدينة بيرث الأسترالية، إستراتيجية أستراليا المستقبلية للغاز التي كشفت عنها الحكومة، إلا أنهم دعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية وعملية لتجنب حدوث نقص جديد في إمدادات الغاز في أستراليا.
وفي هذا الصدد، قالت الرئيسة التنفيذية العضوة المنتدبة لشركة "وود سايد إنرجي" Woodside Energy، إنه يتعيّن عدم العودة مجددًا إلى السياسات التي أدت إلى تآكل القدرات التنافسية لأستراليا في قطاع الغاز.
بينما أشارت رئيسة شركة شل أستراليا (Shell Australia)، سيسيل ويك، إلى أن القائمين على إستراتيجية الغاز المستقبلية لأستراليا يتعيّن عليهم اتخاذ إجراءات ملموسة على أرض الواقع تُعزز تطوير إمدادات جديدة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت محللة قطاع الطاقة في شركة إم إس تي ماركيو (MST Marquee)، سول كافونيك، إن قطاع الغاز الطبيعي في أستراليا متفائل برؤية الحكومة التي تعترف بأهمية هذا الوقود، "لكن ننتظر إذا كانت هذه الخطط ستُترجم إلى خطوات فعلية ملموسة أم لا".
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الغاز الطبيعي المسال في أستراليا ستعاني اقتصاديًا بعد 2030 (تحليل)
- أستراليا قد تحتاج إلى واردات الغاز الطبيعي المسال من عام 2024
- إكسون موبيل تحذر: إنتاج الغاز في أستراليا ينخفض 44% بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- سفينة حفر تنسحب من حقل ظهر المصري.. وأعمال التطوير تتوقف (خاص)
- أكبر حقل غاز في الجزائر ينتعش بصفقة جديدة
- مصادر: أنبوب الغاز المغربي النيجيري لن يفشل.. وتوقعنا التأجيل