مسؤولة نقابية: وقف تراخيص النفط والغاز في بحر الشمال خيانة تاريخية
أسماء السعداوي
حذّرت مسؤولة نقابية كبيرة من آثار مقترح بريطاني بوقف منح تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال بحياة العاملين بالقطاع وأسرهم.
وكان حزب العمال قد قال، إنه لن يمنح تراخيص جديدة حال فوزه بالانتخابات العامة المقبلة، لكن أعمال التراخيص ستستمر قيد التشغيل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وشنّت إحدى أكبر نقابات العمال البريطانية "يونايت ذا يونيون" (Unite the union) حملة ضخمة بعنوان "لا حظر دون خطة"، لدعم مستقبل العاملين ببحر الشمال في 6 دوائر انتخابية بإسكتلندا.
وتقول النقابة، إن الخطوة من شأنها أن تدمّر حياة المجتمعات في إسكتلندا، وخاصة الأسر المعتمدة على صناعة النفط والغاز لكسب العيش، والذين تُقدَّر أعدادهم بمئات الآلاف، ليؤول مصيرهم إلى مصير عمال الفحم نفسه.
وطالبت بعدم حظر تراخيص بحر الشمال دون وضع خطة واضحة لتحول الطاقة من أجل حماية مستقبل العمال، قائلة: "لا تترك حبلًا قبل أن تُمسك بآخر".
تراخيص النفط والغاز في بحر الشمال
تسعى حملة نقابة "يونايت ذا يونيون" إلى إقناع رئيس حزب العمال السير كير ستارمر بعدم حظر التراخيص الجديدة للتنقيب عن النفط والغاز وضخ مزيد من الاستثمارات في شمال شرق إسكتلندا، وهي معقل صناعة النفط والغاز البحرية.
وبحسب حملة "لا حظر دون خطة"، فإذا كان حزب العمال لن يحمي الوظائف والمجتمعات، فعليه أن يكون مستعدًا لمواصلة إصدار تراخيص جديدة.
وقالت الأمينة العامة للنقابة شارون غراهام، إن ما يصل إلى 30 ألف عامل معرّضون "للسقوط من حافة الهاوية" إذا تحوّلت خطط حزب العمال "غير الناضجة والطائشة على نحو خطير" إلى واقع.
ولدى إطلاقها الحملة، قالت غراهام: "لا نريد أن يصبح عمال النفط والغاز في إسكتلندا عمال فحم عصرنا".
وأضافت: "نقول بوضوح لحزب العمال: لا تترك حبلًا قبل أن تُمسك بآخر"، مشيرة إلى أن الوضع الآن يُنذر بخسران نحو 30 ألف شخص وظائفهم بقطاع النفط والغاز بحلول عام 2030.
وطالبت بوضع خطة لإنقاذ فرص العمل، وإلّا فإن المجتمعات ستُدَمَّر، ليس بمناطق النفط والغاز في إسكتلندا فقط، بل والمحيطة بها أيضًا.
بدائل التحول الأخضر
وعد وزير الطاقة في حكومة الظل إيد ميليباند بإنشاء شركة للطاقة النظيفة تدعمها الدولة بعنوان "طاقة بريطانيا العظمي" في إسكتلندا، كما سيُخصص مبلغ 7 مليارات جنيه إسترليني (8.8 مليار دولار) من صندوق الثروة لصالح طاقة الرياح.
لكن النقابة التي كانت أكبر مانحي الأصوات لحزب العمال في انتخابات عام 2019، تريد تعهدات أكثر تحديدًا بالطاقة الخضراء في شمال شرق إسكتلندا.
وتقول، إن مساعي التحول الأخضر قد توفر 35 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030 بقطاعات طاقة الرياح والهيدروجين واحتجاز الكربون.
لكن بناء صناعة محلية لمكونات طاقة الرياح يستلزم -بدلًا من الاعتماد على الواردات من دول أخرى- استثمارات تصل قيمتها إلى 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.4 مليار دولار أميركي) سنويًا لمدة 6 سنوات.
وتقول غراهام: "نحتاج إلى أمن الطاقة، وإسكتلندا لاعب رئيس في ذلك.. لماذا لا يمكننا الاستثمار في إسكتلندا؟ يمكننا أن نصبح قوة في طاقة الرياح".
وأضافت أن مواطني إسكتلندا يريدون أن يتولى حزب العمال مسؤولية ذلك، مشيرة إلى أن تقديم العمال عرضًا واضحًا بشأن الوظائف والاستثمار سيساعد الحزب بتحقيق مكاسبه المأمولة بشدة في إسكتلندا، قائلة: "سيكون العمال أبطال الساعة، لماذا لا تفعلون ذلك؟".
وأضافت أن التراخيص تمنح العمال الوقت للاستعداد. ولم يُنفَّذ شيء واحد بشأن التحول من النفط والغاز إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وتساءلت: "لماذا نوقف التراخيص الجديدة وفرص العمل الجديدة في وقت لا توجد فيه خطة مجدية بوضوح لتوفير بدائل لعمال بحر الشمال حاليًا؟".
وقارنت الموقف بعمال الفحم في الثمانينيات، قائلة: إن "تدمير المناجم أزهق أرواحًا ودمّر مجتمعات إلى الأبد".
وحذّرت من أن فشل حزب العمال في الاستفادة من تلك الدروس في بحر الشمال سيكون "خيانة تاريخية"، لن يقف الاتحاد متفرجًا على العمال، وهم يُلقى بهم فوق كومة من النفايات.
ردّ الحزب
قال الوزير إد ميليباند، إن حزبه (العمال) لديه التزام غير قابل للتفاوض بشأن مستقبل "يدعو للفخر" في بحر الشمال، واعدًا بتقديم "أهم استثمار منذ جيل، مع سعينا في مهمة استقلال الطاقة وخفض الفواتير"، بحسب تقرير لمنصة "أبردين لايف" (aberdeenlive).
وأضاف أنه في حالة إعادة انتخاب حزب المحافظين الحاكم أو الحزب الوطني الإسكتلندي، فإنهما سيواصلان بيع العمال والمجتمعات عبر عدم خطة للمستقبل، كما فعلا على مدار الـ14 عامًا الماضية.
وتابع: "نتفق مع كل من يقول، إن هناك احتياجات لوضع خطة شاملة، وهذا بالضبط ما سيقدّمه حزب العمال في خطّتنا الرائدة عالميًا، والتي تتكون من عناصر شركة الطاقة البريطانية العظمى وصندوق ثروة وطني ومكافآت الوظائف وصفقة جديدة للعمال".
موضوعات متعلقة..
- وظائف المواني الخضراء في إسكتلندا تضع الحكومة أمام تهمة التلاعب
- إلغاء تنفيذ محطة رياح ضخمة في إسكتلندا بسبب منشأة لمراقبة التجارب النووية
- طاقة الرياح البحرية تهدد بفقدان أكثر من نصف مناطق الصيد في إسكتلندا
اقرأ أيضًا..
- تراجع دعم الأميركيين لإجراءات مكافحة تغير المناخ.. للمرة الأولى (استطلاع)
- واردات الغاز الأوروبية عبر الأنابيب ترتفع 3%.. والجزائر في المركز الثاني
- لماذا سيظل الطلب على النفط مرتفعًا حتى 2028؟.. 13 قطاعًا لا تقوى على هجره
- السيارات الهجينة تسحب البساط من تحت أقدام الكهربائية في أوروبا