رئيسيةتقارير الغازغاز

حظر صادرات الغاز المسال الأميركي.. قطر وأرامكو وأدنوك أكبر المستفيدين

أسماء السعداوي

يفتح قرار تعليق تراخيص محطات الغاز المسال الأميركي الجديدة الباب أمام دول أخرى لاقتناص قطعة أكبر من كعكة تجارة الوقود الذي يتزايد عليه الطلب في ضوء مساعي التحول إلى مصادر أقل تلويثًا.

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن قرارها مستمر إلى أجل غير مسمى لحين تقييم آثار تلك الصادرات على البيئة، وهو ما دحضته دراسة مناخية حديثة، ووصفه نقّاد بالتعسفي، وفق تقارير ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)

وأكدت الرئيسة التنفيذية لشركة وودسايد إنرجي الأسترالية (Woodside) العاملة بقطاع الغاز المسال ميغ أونيل أن القرار يفتح باب الفرص أمام قطر وشركتي أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية.

وربطت أونيل بين تطور الصناعة في روسيا -التي تمتلك وفرة من الغاز- وامتلاك تقنيات وخبرات غربية، وهو تحدٍّ في ضوء العقوبات بسبب غزو أوكرانيا.

وتصدّرت الولايات المتحدة قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم، بينما حلّت أستراليا وقطر في المركزين الثاني والثالث على الترتيب.

تراخيص صادرات الغاز المسال الأميركي

قالت رئيسة شركة وودسايد ميغ أونيل على هامش مؤتمر لصناعة الغاز الأسترالية اليوم (21 مايو/أيار 2024)، إن هناك وفرة من الغاز في الولايات المتحدة والشرق الأوسط وروسيا.

قطر

تخطط قطر لزيادة إنتاج الغاز المسال بنسبة 85% من حقل الشمال إلى 142 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2030.

وأطلقت شركة قطر للطاقة برنامجًا ضخمًا لزيادة عدد ناقلات الغاز المسال بهدف تلبية المتطلبات المستقبلية لتوسعات حقل الشمال، عبر إبرام عقود بناء وتشغيل 104 ناقلات من الحجم التقليدي و18 ناقلة من فئة كيو سي-ماكس (الأكبر على الإطلاق)، ليصبح المجموع 122.

وفي ظل بطء تطوير المشروعات الجديدة، من المتوقع أن تتفوق قطر على أستراليا، لتصبح ثاني أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، وفق تقرير لوكالة رويترز.

أدنوك

بالإضافة إلى قطر، يسعى منتجون آخرون بالشرق الأوسط، وعلى رأسهم شركة أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية الإماراتية (أدنوك)، بنشاط إلى الاستحواذ على حصص في مشروعات الغاز المسال الأميركية.

وأعلنت شركة أدنوك أمس (20 مايو/أيار 2024) استحواذها على 11.7% من المرحلة الأولى من مشروع ريو غراندي للغاز المسال الذي تطوّره شركة نيكس ديكيد (NextDecade) بولاية تكساس في الولايات المتحدة.

ووفق البيان الصحفي للشركة الإماراتية، فذلك هو أول استثمار إستراتيجي لأدنوك داخل صناعة الغاز المسال، ويأتي ضمن مساعيها لتوسيع حافظ مشروعاتها بالقطاع لمواكبة الطلب المتنامي على الوقود الحيوي.

كما أبرمت الشركتان صفقة تستمر 20 عامًا لتوريد 1.9 مليون طن سنويًا من الغاز المسال الذي سيُنتج من وحدة التسييل الرابعة في "ريو غراندي".

أرامكو

قبل أيام، أعلنت عملاقة النفط السعودية أرامكو دخولها الأول لسوق الغاز المسال العالمية، بعد استكمال استحواذها على "حصة أقلية إستراتيجية" في شركة ميد أوشن إنرجي (MidOcean Energy).

مراسم توقيع الاتفاق بين أرامكو وميد أوشن
مراسم توقيع الاتفاق بين أرامكو وميد أوشن - الصورة من موقع ميد أوشن الرسمي

وإذ وصف الخطوة بكونها "صغيرة جدًا حتى الآن"، قال كبير الإداريين الماليين في أرامكو زياد المرشد: "نتطلع إلى زيادة ذلك.. زيادة الحجم، وعلى وجه التحديد زيادة حجم الشراء، وبناء قدرتنا على تجارة الغاز المسال.. ونعتقد أن هذا فرصة لإيجاد قيمة كبيرة لنا".

وتعتزم أرامكو توسيع نطاق مشروعاتها الجديدة في مجال الغاز المسال من خلال شركة ميد أوشن للغاز المسال (MidOcean LNG)، وعبر مشروعات أخرى منفصلة.

يُضاف ذلك إلى صفقات نهائية أبرمتها شركة أرامكو لما وراء البحار (Aarmco Overseas Company) للاستحواذ على حصة أقلية إستراتيجية في شركة ميد أوشن هولدينغز (MidOcean Holdings)، المالكة لميد أوشن إنرجي.

موقف روسيا

قالت الرئيسة التنفيذية لشركة وودسايد، إن روسيا ستكون من بين أكبر المستفيدين من قرار أميركا، وأشارت إلى أن العقوبات الغربية على موسكو ستعرقل محاولات الأخيرة لتوسيع نطاق صادراتها من الغاز المسال.

وتفرض دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات تستهدف قطاع الطاقة الروسي لمنع وصول إيرادات النفط والغاز إلى خزينة الكرملين وتمويل حربه على أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط (2022).

وأوضحت: "بالتأكيد روسيا لديها الغاز، والتحدي هو أنهم لا يملكون التقنية أو القدرات الفنية، ورأينا ذلك يؤثّر -على سبيل المثال- في سرعة تقدّم مشروع أركتيك 2 للغاز المسال".

وحذّرت أنه دون الوصول إلى الشركات المصنّعة للمعدّات الأصلية والخبرة لدى الغرب، فإن "الصناعة الروسية ستعاني".

مشروع أركتيك-2 أكبر مشروع غاز مسال في روسيا
مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال - الصورة من موقع شركة نوفاتيك

الطلب على الغاز المسال

قدّمت ميغ أونيل توقعاتها بشأن الطلب على الغاز المسال، وخاصة بالنسبة للصين واليابان أول وثاني كبار مستوردي الغاز المسال في العالم.

وأشارت إلى أن الصين تشتري مواد الطاقة الروسية، وأبرمت عددًا من صفقات شراء الغاز المسال طويلة الأمد مع شركات أميركية.

وقالت: "الصين متطورة للغاية في إدارة مزيجها الطاقي لضمان تحقيقها أمن الطاقة، سيديرون مخاطرهم، ولن يصبحوا أسرى لمورد بعينه".

وفيما يتعلق باليابان، لم تُبدِ أونيل اهتمامًا بمخاوف بشأن تراجع على المدى الطويل للطلب على الغاز لصالح الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.

وأكدت أن الشركات اليابانية توضح الصورة بجلاء.. فهم يشترون المزيد من الغاز المسال، ويريدون المزيد من أستراليا.

واستحوذت شركة "إل إن جي يابان" (LNG Japan) وجيرا (JERA) على 25% من حصص مشروع تطوير حقل سكاربوروغ البحري الذي تشغّله وود سايد، كما أبرمتا اتفاقية لشراء المزيد من الغاز المسال.

وقالت عن سياسة الطاقة اليابانية: "إنهم يبحثون على طريقة تحقيق المزيج المناسب في المدى الطويل من الطاقة النووية والغاز والطاقة المتجددة وأخرى".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق