غازتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

أسباب هيمنة الصين على مشروعات النفط والغاز في العراق (تقرير)

داليا الهمشري

تجذب مشروعات النفط والغاز في العراق اهتمام الشركات الصينية، في محاولة لزيادة الإمدادات النفطية مستقبلًا إلى أكبر مُستورد للنفط في العالم.

وأكد عدد من الخبراء -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- أن الصين تراهن على مستقبل العراق بصفته مركزًا إقليميًا في قطاع النفط والغاز، لذا تبادر بالهيمنة على الرقع والحقول الاستكشافية.

وفي هذا الإطار، نجحت الشركات الصينية في الاستحواذ على جولتي التراخيص، التي أطلقتها الحكومة العراقية في 11 مايو/أيار الجاري (2024)، التي اشتملت على جولة التراخيص الخامسة التكميلية التي بدأت عام 2018، بالإضافة إلى جولة التراخيص السادسة.

غياب الشركات الأميركية

وصف الخبير النفطي العراقي الدكتور نبيل المرسومي، جولتي التراخيص الخامسة والسادسة بأنهما "صينيتان" بامتياز، مشيرًا إلى فوز الشركات الصينية بـ10 من الرقع والحقول الاستكشافية من أصل 13.

وأرجع المرسومي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- حصول الصين على نصيب الأسد في جولتي التراخيص الأخيرة إلى غياب الشركات الأميركية والأوروبية عن المنافسة.

وأوضح أن الرقع الـ3 الاستكشافية التي فشلت الصين في الاستحواذ عليها، قد ذهبت إلى مجموعة خالد عبدالرحيم، مشيرًا إلى أنه رجل أعمال بحريني أسس شركة في العراق.

وأشار إلى الشروط التعاقدية والفرص الاستثمارية في الرقع الاستكشافية، مؤكدًا أنها لم تكن جذابة بما يكفي للشركات الأميركية والأوروبية، لافتًا إلى أن معظمها لم يشارك ولم يشترِ حقائب المعلومات.

الخبير النفطي العراقي الدكتور نبيل المرسومي

طول مدة التنقيب

قال المرسومي إن الحقول التي تضمنتها جولتي التراخيص الخامسة والسادسة لم تحظَ باهتمام الشركات الأميركية والأوروبية؛ لأنها يشوبها عنصر المجازفة، مشيرًا إلى أن مدة التنقيب في هذه الرقع قد تمتد حتى 5 أعوام.

وأضاف أن الصينيين يهيمنون -حاليًا- على قطاع النفط العراقي، موضحًا أن بكين هي المشغل الرئيس لـ19 حقلًا مُنتجًا مُستكشفًا وغير مطور، ورقع استكشافية.

وتابع أن شركات الخدمات النفطية الصينية -أيضًا- تستحوذ على جزء كبير من الأعمال داخل قطاع النفط والغاز، كما تعمل بعض الشركات على تطوير عدد من حقول النفط مثل حقل المجنون.

كما وقّعت شركة "جيو-جيد" الصينية -مؤخرًا- اتفاقية مع الجانب العراقي لتطوير طاقة حقل الطوبة إلى 200 ألف برميل يوميًا، وبناء مصفاة ومجمع بتروكيماويات.

الإستراتيجية الاقتصادية الصينية

أوضح المرسومي -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- أن فوز الصين بجولتي التراخيص الخامسة والسادسة يأتي في إطار الإستراتيجية الاقتصادية الصينية.

ولفت إلى سعي بكين نحو تأمين إمدادات نفط مستقرة؛ كونها المستورد الأكبر للنفط عالميًا؛ حيث تستورد 10 ملايين برميل يوميًا في حين يُعد العراق ثالث أكبر دولة مُصدرة للنفط إلى الصين بعد روسيا والسعودية.

وأشار إلى اهتمام الشركات الصينية كثيرًا بالعراق؛ لأنهم يتوقعون أن يكون مركزًا عالميًا للطاقة من حيث الاحتياطي والإنتاج في المستقبل، ما دفعهم إلى محاولة الهيمنة على حقول النفط العراقية، وطرق الإمدادات من أجل تأمين الإمدادات.

وأكد الخبير العراقي أن بغداد تُعد شريان الحياة الصناعية والاقتصادية في الصين، لذا لا يعير الصينيون أهمية كبرى للشروط التجارية.

ومن جهة أخرى فإن الصينيين لديهم دراية كافية بالمجتمعات المحلية في العراق، وقدرة على سلك الطرق الشرعية وغير الشرعية من أجل تسيير أعمالهم هناك -حسب تعبيره-.

الخبير في شؤون النفط حمزة الجواهري

مراعاة المعايير البيئية

قال الخبير في شؤون النفط حمزة الجواهري -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- إن المعيار الوحيد للتنافس هو الربح الأقل.

وأضاف أن الشركات العملاقة في الصناعة النفطية تتنافس مع غيرها ذات الخبرة المحدودة، متجاهلين بذلك نسب الاستخلاص العالية من النفط ومراعاة البيئة والصحة والسلامة للمجتمعات المحلية والمنطقة عمومًا.

وتابع أن المكاسب المتوقع أن تحققها الشركات الصينية في الرقع العراقية ضعيفة إلى حد كبير، ما دفع الشركات العالمية الكبرى للعزوف عن المشاركة في المنافسة.

ولم تتقدم للفوز بجولتي التراخيص الخامسة والسادسة من الشركات الصينية سوى 8 شركات من أصل 22 شركة، في حين تقدمت 3 شركات أوروبية بعروض عالية للغاية، وعزفت الشركات الأميركية تمامًا عن المشاركة.

ومن المقرر أن توقّع الشركات الفائزة بجولتي التراخيص التكميلية الخامسة والسادسة الصيغة النهائية لعقود تراخيص النفط والغاز في العراق، خلال شهرين من الآن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق