التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

تحسين كفاءة الطاقة يُجنب بنغلاديش استيراد 50 مليار قدم مكعبة من الغاز سنويًا

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

اقرأ في هذا المقال

  • تحسين كفاءة الطاقة له تأثير كبير في تقليل الطلب على واردات الوقود
  • بنغلاديش مهددة بوقف تحولها الاقتصادي في ظل الارتفاع المتزايد في واردات الغاز
  • استعمال مولدات الكهرباء ذات الكفاءة العالية يسهم في تعزيز كفاءة الطاقة
  • تعزيز موثوقية شبكة الكهرباء وزيادة تركيبات الطاقة المتجددة من أسس التحول
  • بنغلاديش قد توفر 460 مليون دولار من واردات الغاز المسال من خلال تدابير الكفاءة

زادت أهمية تحسين كفاءة الطاقة على مستوى العالم؛ لما يمكن أن يسهمه في تقليل الطلب على الكهرباء، وتقليص الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري، ومن ثم خفض الانبعاثات ومواجهة أزمة تغير المناخ.

وفضلًا عن ذلك؛ فإن اتخاذ تدابير لتحسين كفاءة استعمال الطاقة، سيكون له دور كبير في تقليل فاتورة واردات الوقود، وتجنب التعرض للتقلبات الكبيرة في أسواق الوقود العالمية.

وفي بنغلاديش، يمكن أن يساعد تعزيز كفاءة الطاقة في انخفاض وارداتها من الغاز المسال بأكثر من 50 مليار قدم مكعبة سنويًا، وتوفير 460 مليون دولار أميركي سنويًا، بحسب دراسة حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ورغم اعتماد بنغلاديش في خطة دعم نمو اقتصادها على واردات الغاز المسال بأسعار رخيصة؛ فإنها لم تكن ملائمة للتعامل مع ضعف الوضع المالي في البلاد، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وبالتوازي مع تقلبات أسعار الوقود العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

أهمية تحسين كفاءة الطاقة

يمكن أن تسهم تدابير تحسين كفاءة الطاقة في بنغلاديش بتقليص اعتمادها المكثف على واردات الغاز الطبيعي المسال لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء محليًا، وفقًا لدراسة حديثة صادرة عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA).

وتحول الوقود الأحفوري الذي كان رخيصًا إلى عبء على اقتصاد بنغلاديش، بعد أن راهنت البلاد على واردات الغاز المسال الرخيص لدعم أمن الطاقة لديها في 2018، إلا أن الأمور أخذت منحنى معاكسًا مع الاضطرابات التي حصلت في سلاسل التوريد تزامنًا مع إغلاقات الوباء والحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت عام 2022.

ناقلة محملة بالغاز الطبيعي المسال
ناقلة محمّلة بالغاز الطبيعي المسال - الصورة من Business Recorder

واستعملت بنغلاديش الغاز المسال في العديد من الصناعات ولتوليد الكهرباء دون وجود شبكة توفر أمن الطاقة؛ لتتفاقم المشكلة.

وأكدت الدراسة أن بنغلاديش مهددة بوقف تحولها الاقتصادي وسط الاعتماد المتزايد على واردات الغاز المسال؛ ما يضعها في مواجهة دائمة أمام مشكلات المعروض من الغاز المسال والأسعار المتصاعدة.

وقد زادت الحاجة إلى التنفيذ السريع لإجراءات تحسين كفاءة الطاقة في بنغلاديش؛ نظرًا إلى أن تزايد الطلب على الغاز يؤدي إلى ارتفاع فواتير الاستيراد، ومن ثم تزداد الأسعار النهائية التي يدفعها المستهلكون.

وقدمت الدراسة حلولًا لخفض نمو الطلب المتزايد على الغاز المسال في البلاد، من خلال استعراض 51 صناعة اشتملت على 124 مولدًا كهربائيًا يعمل بالغاز بقدرة توليد إجمالية بلغت 250 ميغاواط.

استعمال مولدات عالية الكفاءة

يتسبب استعمال مولدات الكهرباء الأسيرة ذات الكفاءة المنخفضة العاملة بالغاز في استهلاك سنوي كبير، على الرغم من ارتفاع متوسط كفاءة هذا التوليد من 30% خلال المدة من 2010 إلى 2020 إلى 35.38% حاليًا، إلا أنه من المتوقع أن يحدث تحسن أكبر بنسبة 45.2% حال الاعتماد على مولدات عالية الكفاءة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويشير مصطلح الكهرباء الأسيرة إلى تلك المُنتجة من محطات الكهرباء التي تديرها وتستعملها منشآت صناعية أو تجارية، لتلبية الاحتياجات الخاصة من الاستهلاك الكهربائي، ويمكن لها أن تعمل خارج شبكة الكهرباء الرئيسة أو أن تُوصل بها من أجل تبادل القدرات الفائضة.

وأشارت الدراسة إلى عدم استفادة عمليات التصنيع في بنغلاديش من الكميات الكبيرة من الحرارة المهدرة الصادرة عن استعمال مولدات الكهرباء الأسيرة؛ إذ يمكن من خلال تقنيات استرداد الحرارة المهدرة التي تنتجها مولدات الكهرباء، مثل المضخات الحرارية، أن تُحتجز ويُعاد استعمالها لتدخل في تطبيقات إنتاجية أخرى.

ومن خلال الاستعانة بمولدات الكهرباء ذات الكفاءة العالية، لتحل محل نظيرتها القديمة منخفضة الكفاءة، واستعمال الحرارة الصادرة منها؛ فإنه يمكن لبنغلاديش أن تقلص واردات الغاز المسال بنسبة 21%، ما يمثل 50.18 مليار قدم مكعبة سنويًا.

استرداد نفقات الاستثمار

يتطلب توفير مولدات كهرباء عالية الكفاءة تقديم استثمارات ضخمة، ولكن سيقلل الإنفاق الكبير على إنشاء بنية تحتية إضافية للتعامل مع الطلب المحلي المتزايد على واردات الوقود الأحفوري، مع جهود عالمية تهدف إلى خفض الانبعاثات وتقليل الاستثمارات في المصادر التقليدية.

ويمكن تعويض نفقات استبدال المولدات خلال مدة تتراوح من عام ونصف العام إلى 5 أعوام، في حين تستغرق استثمارات الحرارة المهدرة عامًا واحدًا فقط من أجل استردادها، وفق دراسة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ومع توقعات بأسعار تنافسية بشكل أكبر في المستقبل القريب، وقرب نهاية عصر الكهرباء الرخيصة، فإن تحسين كفاءة الطاقة في بنغلاديش هو أمر ضروري اقتصاديًا للبلاد، وإغفاله يمكن أن يهدد القدرة التنافسية للصناعات في الأسواق الدولية.

أسس التحول في تحسين كفاءة الطاقة

وجدت بنغلاديش نفسها في وضع غير مُرضٍ، بسبب عدم إنتاجها لما يكفيها من الطلب على الكهرباء، وذلك نتيجة لبطء التقدم في مشروعات الطاقة المتجددة والافتقار إلى الاستثمارات في تطوير الموارد المحلية.

ودعا معهد اقتصادات الطاقة، هيئة تنمية الطاقة المستدامة والمتجددة في بنغلاديش (SREDA)، والتي أنشئت لتسريع عملية نشر الطاقة النظيفة، لتطبيق إجراءات لتعزيز كفاءة استعمال الطاقة، مع ضرورة توفير التمويل اللازم لقطاع الطاقة في البلاد.

إنشاء محطة توليد الكهرباء في بنغلاديش
إنشاء محطة توليد الكهرباء في بنغلاديش - الصورة من Nuclear Asia

وقدّمت الدراسة حلولًا على المدى المتوسط والبعيد من أجل تحسين كفاءة الطاقة في بنغلاديش، ومن بينها تعزيز موثوقية شبكة الكهرباء (قدرة الشبكة على ضمان إمدادات الكهرباء للمستهلكين دون انقطاع)، وذلك من أجل تحفيز المصنعين على توصيل محطات الكهرباء الأسيرة بالشبكة الكهربائية لتبادل القدرات الفائضة، بالإضافة إلى زيادة تركيبات الطاقة المتجددة.

فضلًا عن ذلك، بناء بعض محطات الكهرباء بالغاز بدلًا من محطات الحمل الأساسي (المحطات التي تُولّد تيارًا ثابتًا من الكهرباء على مدار الساعة، بغض النظر عن الطلب على الشبكة)، للسماح بدمج المزيد من الطاقة المتجددة.

في المقابل، فإنه من الممكن استعمال توربينات الغاز الموجودة في المحطات القديمة العاملة بالغاز والإبقاء عليها بصفتها مصدرًا لتوليد الكهرباء لمواجهة تقطعات التوليد في مصادر الطاقة المتجددة، على أن يُتَخلص منها بشكل تدريجي.

وأشارت الدراسة أيضًا إلى ضرورة استعمال اتفاقيات شراء الكهرباء من أجل تسهيل شراء الطاقة المتجددة من قِبل المصنعين، وكذلك معالجة الاستعمال غير الكفء للطاقة في العمليات الصناعية بشكل شامل.

ورغم أن عملية تدابير تحسين كفاءة الطاقة في بنغلاديش قد تأخذ بعض الوقت من أجل أن تؤتي بثمارها؛ فإن البدء فيها بشكل سريع أصبح ضروريًا قبل أن تحدث اضطرابات عالمية أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق