كشف ميناء أنتويرب-بروج البلجيكي عن أول قاطرة بحرية تعمل بالميثانول في العالم، ما يعزز أهدافه المناخية وطموحه ليصبح ميناءً متكاملًا متعدد الوقود.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن ميثاتوغ (Methatug) هي قاطرة بحرية لتخزين وحرق الميثانول في محركات ثنائية الوقود جرى تحديثها من قبل شركة أنغلو بلجيان كورب (Anglo Belgium Corp).
وتُعد القاطرة البحرية جزءًا من برنامج تخضير أسطول الميناء البلجيكي، وخطوة مهمة في تحوله إلى ميناء محايد للكربون بحلول عام 2050.
وتُمَوّل أول قاطرة بحرية تعمل بالميثانول من قبل برنامج الأبحاث الأوروبي "هوريزون 2020"، وهو جزء من مشروع فاست ووتر (Fastwater) الذي يهدف إلى إثبات جدوى استعمال الميثانول وقودًا مستدامًا للشحن.
مواصفات أول قاطرة بحرية تعمل بالميثانول
القاطرة البحرية ميثاتوغ -التي جرى الكشف عنها في ميناء أنتويرب في 14 مايو/أيار 2024- يبلغ طولها الإجمالي 29.5 مترًا، وقوة جر تبلغ 50 طنًا، ويمكنها تخزين 12 ألف لتر من الميثانول، وهو ما يكفي لمدة أسبوعين من أعمال القطر.
وبحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، تحتوي أول قاطرة بحرية تعمل بالميثانول -التي يبلغ وزنها 584 طنًا- على محركين من طراز 8 دي إيه سي من شركة أنغلو بلجيان كورب، يعملان بالوقود المزدوج، أي الميثانول والديزل الأحمر البحري.
ويتضمن مشروع "فاست ووتر" عمليات تحويل أخرى للدفع باستعمال الميثانول، إذ جرى تحويل قارب تجريبي في السويد، وسفينة سياحية نهرية في ألمانيا، وسفينة لخفر السواحل في اليونان، إلى محركات الميثانول.
ويُعد الميثانول أحد أنواع الوقود في المستقبل، وينتج انبعاثات أقل، وهو عامل مهم في طموح ميناء أنتويرب-بروج، ليكون محايدًا للكربون بحلول عام 2050.
ويُمكن إنتاج الميثانول من مصادر متجددة، وهو وقود نظيف ويُمكن استعماله لكل من السفن الجديدة والتعديلات التحديثية، لأنه سائل في الظروف المحيطة.
الميثانول وقود المستقبل
قال الرئيس التنفيذي لميناء أنتويرب-بروج، جاك فاندرميرين: "جنبًا إلى جنب مع شركائنا، نحن رواد في مجال التقنيات المبتكرة للانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة والمتجددة".
وتابع: "ميثاتوغ هي خطوة جديدة وأساسية في جهودنا لجعل أسطولنا أكثر خضرة، ويصبح محايدًا مناخيًا بحلول عام 2050.. إننا نمهد الطريق ونأمل أن نكون مثالًا ومصدر إلهام للمواني الأخرى"، بحسب البيان الذي أصدره ميناء أنتويرب-بروج، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة ميناء أنتويرب-بروج، نائب عمدة مدينة أنتويرب، أنيك دي رايدر: "تمامًا كما هو الحال مع هيدروتوغ 1، أول قاطرة تعمل بالهيدروجين في العالم، يؤكد هذا المشروع دورنا الرائد في مجال تحول الطاقة".
وأكد أن "النظام البيئي لمنصة الميناء الخاصة بنا يشكل أرضية اختبار مثالية وواسعة النطاق لمثل هذا الأمر".
يُذكر أن هيدروتوغ 1 مملوكة للمجموعة البحرية البلجيكية سي إم بي (CMB)، وجرى إطلاقها في الربع الثالث من عام 2022، وأبحرت إلى أوستند في بلجيكا، لتركيب وتشغيل نظام وقود الهيدروجين ولإجراء تجارب بحرية بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وشدد منسق مشروع فاست ووتر، سيباستيان فيرهيلست، على أن "الميثانول يمتلك كل شيء ليصبح وقود المستقبل، ويؤدي دورًا رائدًا في تخضير صناعة الشحن.. نحن الآن قادرون على اتخاذ خطوات مهمة مع ميثاتوغ لإثبات جدواه".
ويعرض الفيديو التالي جوانب من أول قاطرة بحرية تعمل بالميثانول في العالم:
وقود صديق للبيئة
تتناسب أول قاطرة بحرية تعمل بالميثانول مع برنامج التخضير المتكامل لأسطول ميناء أنتويرب-بروج الخاص، الذي يسعى جاهدًا بصورة منهجية لدمج أكثر التقنيات المتاحة صديقة للبيئة.
وبوصفه خامس أكبر ميناء لتزويد السفن بالوقود في العالم، فإن ميناء أنتويرب-بروج لديه أيضًا طموح ليصبح ميناء متكاملًا متعدد الوقود.
إذ يُمكن للسفن البحرية والداخلية أن تتزوّد بالوقود التقليدي، وأيضًا أنواع الوقود البديلة منخفضة الكربون، مثل الميثانول أو الهيدروجين أو الكهرباء.
وفي هذا السياق، أُجريت أول عملية للتزود بوقود الميثانول مع سفينة أعماق البحار آني ميرسك في أنتويرب، في أوائل أبريل/نيسان المنصرم، وهو ما يمثّل علامة فارقة جديدة في هذا الطموح.
موضوعات متعلقة..
- أول شركة في الشرق الأوسط تبني قاطرات بحرية تعمل بالميثانول والهيدروجين
- أول قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين في العالم تصل إلى بلجيكا (صور وفيديو)
- 10 معلومات عن أول قاطرة بحرية مصنعة محليًا في الجزائر (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- انخفاض إنتاج تحالف أوبك+ من النفط.. هل التزمت الدول بالتخفيضات الطوعية؟
- أول فيديو من محطة كهرباء تهدارت المغربية.. وقصة مقاومة وقف الغاز الجزائري
- قطر للطاقة تنجح في تسويق 25 مليون طن غاز مسال من توسعة حقل الشمال
- نقص إمدادات النحاس يهدد أهداف السيارات الكهربائية.. والأسعار تسجل مستوى قياسيًا