التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخي

الصين تستغل سياسات أميركا المناخية للسيطرة على سلاسل الإمداد العالمية (تقرير)

نوار صبح

يبدو أن سياسات أميركا المناخية أصبحت إحدى نقاط الضعف، التي تستغلها الصين لتحقيق إستراتيجيتها، الهادفة إلى تعزيز سيطرتها على سلاسل الإمداد العالمية واغتنام الفرص المتاحة، إذ تحوّل هذه النقاط الضعيفة في موارد الطاقة إلى مكاسب.

وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الولايات المتحدة تسهم في تعزيز هيمنة الصين على ميدان الطاقة النظيفة، وتفشل في استغلال التحديات التي يواجهها العملاق الآسيوي في هذا القطاع.

وتستغل الصين سياسات أميركا المناخية للسيطرة على أسواق الطاقة المستقبلية لعقود مقبلة، وذلك في ظل سياسة الطاقة لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو ما يفرض على الولايات المتحدة أن تتحرك لمنعها وتحرير نفسها من "الهيمنة الصينية" التي فرضتها على نفسها.

يشار إلى أن سياسات أميركا المناخية كانت قد خرجت إلى النور خلال العقد الماضي، بعدما قدّمت حكومة الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من السياسات، لفرض استعمال الطاقة الخضراء، والحدّ من انبعاثات الكربون.

سياسات أميركا بشأن الطاقة الخضراء

على الرغم من أن دعم البيئة النظيفة يُعدّ قضية مهمة، فإن الجهود الحالية تُعرِّض للخطر دعائم الأمن القومي الأميركي، وتولّد نقاط ضعف جديدة يستغلها أكبر خصم لأميركا، وهو الصين، حسب تقرير صادر عن المؤسسة البحثية الأميركية "ذا هيريتيج فاونديشن" (The Heritage Foundation).

وبالنظر إلى سيطرة الصين على حصة متزايدة من مصادر ومنتجات ومواد الطاقة الخضراء، انخرطت بكين في جهد دام عقودًا للسيطرة على سياسات وبرامج الطاقة والبيئة في الولايات المتحدة.

ويُعدّ فهم طريقة استغلال الصين للسياسة البيئية للولايات المتحدة أمرًا ضروريًا لتقييم عواقب الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة التي تهيمن عليها الصين والخطوات المناسبة لحماية مصالح الأمن القومي الأميركي.

تنمية قطاع الطاقة المتجددة في الصين

في نوفمبر/تشرين الأول 2012، حلَّ شي جين بينغ محلّ جين تاو، في منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، وبالنظر إلى أنّ سلفه مهّد الطريق، عمل الزعيم الصيني شي جين بينغ على تسريع وتيرة وحجم تنمية قطاع الطاقة المتجددة في الصين.

على سبيل المثال، في عام 2023، كان من المتوقع أن تبني الصين "قدرة شمسية جديدة هذا العام تعادل إجمالي القدرة المركبة في الولايات المتحدة"، وفي عام 2022، "ولّدت طاقة رياح أكثر بنسبة 46% من دول أوروبا" مجتمعة.

ألواح الطاقة الشمسية الصينية
ألواح الطاقة الشمسية الصينية

وقد استفاد "بينغ" من هيمنة الصين العالمية في مجال مصادر الطاقة المتجددة لدعم أولوياته الأساسية، التي تشمل الاعتماد على الذات في مجال الطاقة وصياغة نظام المناخ العالمي لخدمة مصالح الحزب الشيوعي الصيني، مثل تبرير وضعها بصفتها دولة نامية، وتوفير الغطاء لتوسيع إنتاج الفحم المحلي.

ويُضاف إلى ذلك دفع إدارة بايدن إلى تعديل سياسات أميركا المناخية، وتقديم تنازلات سياسية أو أمنية مقابل مشاركة الصين في مناقشات المناخ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في أوائل عام 2014، خلال وجوده في بكين، طرح ويزر الخارجية الأميركي، حينذاك، جون كيري، فكرة التوصل إلى اتفاق مناخي يلزم الولايات المتحدة "بخفض الانبعاثات بسرعة تعادل ضعف الهدف السابق الذي حدّده الرئيس أوباما" إذا حدّد الزعيم الصيني هدفًا لذروة الانبعاثات الصينية بحلول عام 2030.

عودة اميركا إلى اتفاق باريس

بعد تولّي مهام منصبه، عين الرئيس الأميركي، جو بايدن، جون كيري مبعوثًا رئاسيًا للمناخ، وعاودت الولايات المتحدة الانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ.

وزعم الرئيس بايدن أنّ "تغير المناخ يمثّل تهديدًا وجوديًا للبشرية" و"يمثّل التهديد الأول للأمن القومي للولايات المتحدة"، بما يشكّل نقلة في سياسات أميركا المناخية.

بعد أسبوع من تولّيه منصبه، أصدر الرئيس بايدن أمرًا تنفيذيًا من شأنه أن يدعم أولويات إدارته، ويعالج ما عَدّه الرئيس وإدارته أزمة.

وفي عام 2021، استضاف الرئيس بايدن 40 رئيس دولة لحضور قمة افتراضية للقادة بشأن المناخ في البيت الأبيض، حسب تقرير صادر عن المؤسسة البحثية الأميركية "ذا هيريتيج فاونديشن" (The Heritage Foundation).

الطاقة المتجددة في أميركا

وانتهز الرئيس الصيني الفرصة لعرض التزام الصين "بالانتقال من ذروة الكربون إلى الحياد الكربوني في مدة زمنية أقصر كثيرًا مما قد يستغرقه العديد من الدول المتقدمة".

في أغسطس/آب 2022، وقّع الرئيس بايدن مشروع قانون خفض التضخم، الذي صُمِّم ليس لمواجهة التضخم المتفشي، بل لتعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة، ودعم أحدث سياسات أميركا المناخية.

ويتلخص هدف قانون خفض التضخم في إحداث تغيير بنيوي في الميزة النسبية التي تتمتع بها أميركا، والمتمثلة في موارد الوقود الأحفوري الوفيرة بوصفها المصدر الرئيس للطاقة المحلية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، "تمّ التوصل إلى أول اتفاق في العالم للتخلّي عن الوقود الأحفوري بمدينة دبي في قمة المناخ كوب 28، الذي شارك فيه وزراء حكوميون ممّا يقرب من 200 دولة بالموافقة على صفقة تدعو إلى الاستغناء عن استعمال الوقود الأحفوري.

واحتفل كيري، كبير المفاوضين بشأن الاتفاق الجديد، ومبعوث الصين للمناخ، شي تشن هوا، بالنصر.

وقبل انعقاد المؤتمر، قال الزعيم الصيني: إن "القضاء التام على الطاقة الأحفورية ليس أمرًا واقعيًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق