رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر "مزدوج الاستعمال" في أوروبا يواجه الفشل

يشمل تجربة 35 حافلة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين

دينا قدري

فشل أحد أهم مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا، والذي كان يهدف إلى استعمال الهيدروجين مرتين بوصفه غازًا صناعيًا ووقودًا للطرق، وسط ارتفاع التكاليف في الآونة الأخيرة.

وأُطلِق برنامج "إتش 2 كارينثيا" (H2Carinthia) في عام 2020، بهدف تجربة ما يصل إلى 35 حافلة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في ولاية كارينثيا بجنوب النمسا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن).

وتتولى المشروع شركة الغاز النمساوية أو إم في (OMV)، وشركة الغازات الصناعية ليندي (Linde)، وشركة المرافق فيربوند (Verbund)، وشركة الحافلات بوستباص (Postbus)، وشركة إنفينيون (Infineon) المصنعة للرقائق الإلكترونية، ومعهد أبحاث الهيدروجين هايسينتا (HyCenta).

كما يشمل إنشاء مشروع للهيدروجين الأخضر بموقع مصنع الرقائق الإلكترونية التابع لشركة إنفينيون في مدينة فيلاخ، بالإضافة إلى البنية التحتية للتنقية وإعادة التزود بالوقود للحافلات.

أسباب فشل مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر

انهارت خطة برنامج "إتش 2 كارينثيا" في النمسا، وسط مخاوف بشأن جدواه الاقتصادية والتكاليف التشغيلية للحافلات التي تعمل بالهيدروجين.

ووفقًا لشركة "أو إم في"، فشل برنامج الحافلات بسبب التكلفة المتزايدة لتطوير البنية التحتية للتزود بوقود الهيدروجين، بما في ذلك الزيادات "فوق المتوسط" في أسعار المكونات اللازمة لتنقية نفايات الهيدروجين الجاهزة للاستعمال في خلايا الوقود.

وأضافت الشركة أن "الظروف الاقتصادية تغيرت بشكل كبير، مقارنةً بما كانت عليه عندما أُطلقت فكرة المشروع في عام 2020".

ويشمل ذلك، في المقام الأول، ارتفاع التضخم، وزيادة تكاليف البناء، وتغيير المعايير الاقتصادية والدورية، وتأثيرات ديناميكيات النمو المنخفض، والتغيرات الجيوسياسية والمجتمعية، مع التأثيرات في سلاسل التوريد، وتطورات الأسعار في قطاع الطاقة وصناعة البناء، بحسب الشركة النمساوية.

وقالت "أو إم في": "كل هذه العوامل أسهمت في زيادة كبيرة في تكاليف المشروع، ومن ثم بزيادة هائلة في سعر الهيدروجين، وفي الوقت نفسه خفضت توافر الهيدروجين الأخضر".

وتابعت: "بعد دراسة كل المصالح الاقتصادية والعامة، تقرَّر بشكل متبادل تعليق المشروع في الوقت الحالي"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

ومع ذلك، فإن عنصر التحليل الكهربائي في البرنامج لبناء مشروع الهيدروجين الأخضر في موقع مصنع الرقائق الإلكترونية، سيستمر.

خطة إعادة تدوير الهيدروجين

أجرى الشركاء في مشروع الهيدروجين الأخضر دراسات جدوى ناجحة وتصميم نظام لبرنامج إعادة تدوير الهيدروجين، بما في ذلك تطوير نموذج أولي لاستخراج الهيدروجين من عملية إنتاج الرقائق الإلكترونية.

ويُستعمل الهيدروجين في "الغاز الحامل" بصناعة الرقائق الإلكترونية، إذ يفصل الأكسجين عن المكونات الإلكترونية التي تُصَنَّع لمنع تلفها.

وفي نهاية العملية، عادةً ما يُتخلَّص من الهيدروجين، إلى جانب النفايات الصناعية الأخرى.

إلّا أن فكرة هذا المشروع كانت تتمثل باستخراج بقايا الهيدروجين من العملية، وتنقيته، ثم إرساله إلى محطة تعبئة الهيدروجين الجديدة في فيلاخ، التي بَنتها شركة "أو إم في"، لاستعماله في الحافلات التي تعمل بخلايا الوقود.

في ذلك الوقت، وُصف مشروع "إتش 2 كارينثيا" بأنه أول مشروع هيدروجين "مزدوج الاستعمال" في أوروبا، وحصل على تمويل بقيمة 12 مليون يورو (13 مليون دولار) من وكالة الأبحاث الوطنية النمساوية "إف إف جي".

ولم يقدّم الشركاء أيّ إشارة إلى حجم جهاز التحليل الكهربائي، أو كيف سيُشَغَّل بالضبط، على الرغم من أن شركة "فيربوند" قالت في عام 2020، إنها تدرس إنتاج الهيدروجين الأخضر في كارينثيا، وهي ولاية جبلية في جبال الألب، بالاشتراك مع محطات الطاقة الكهرومائية الخاصة بها.

كما وجد شركاء مشروع "إتش 2 كارينثيا" صعوبة في مواءمة متطلبات الهيدروجين لكل من مصنع الرقائق الإلكترونية والحافلات، بحسب ما نقلته صحيفة كلاين تسايتونغ المحلية (Kleine Zeitung).

وقالت شركة "إنفينيون"، إنها ربما لم تكن قادرة على توفير ما يكفي من نفايات الهيدروجين لتزويد المركبات بالوقود.

حافلات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين
حافلات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين - الصورة من الموقع الرسمي لشركة "أو إم في"

الهيدروجين الأخضر في النمسا

في أواخر شهر فبراير/شباط 2024، كشفت النمسا مشروع قانون جديدًا من شأنه أن يوفر 400 مليون يورو (438.5 مليون دولار) من الدعم من خلال بنك الهيدروجين الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي لمشروعات الهيدروجين الأخضر على مدى السنوات الـ10 المقبلة، أي 40 مليون يورو (43.15 مليون دولار) سنويًا.

ومن خلال الاستفادة من فرص التمويل في الاتحاد الأوروبي، مثل المزادات التنافسية في إطار صندوق الاتحاد الأوروبي للابتكار، تخطط النمسا لتكملة استثماراتها الوطنية بدعم مالي إضافي.

وفي 8 مارس/آذار 2024، أعلن وزير المالية النمساوي ماغنوس برونر أنه بدءًا من عام 2027، سيرتفع هذا الرقم إلى 100 مليون يورو (107.87 مليون دولار) سنويًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "هيدروجين إنسايت".

وقال برونر: "سيؤدي هذا إلى زيادة حجم التمويل بمقدار 420 مليون يورو (453 مليون دولار)، ليصل إلى إجمالي 820 مليون يورو (884.6 مليون دولار).. وهذا يُمكن أن يجعل إنتاج الهيدروجين الأخضر في النمسا أكثر تنافسية".

(اليورو= 1.08 دولارًا أميركيًا)

وتستهدف النمسا إنتاج 1 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، جزءًا من إستراتيجيتها الوطنية للهيدروجين، كما تريد إزالة الكربون بنسبة 80% من استعمال الهيدروجين كثيف الكربون مع معادلاته النظيفة بحلول التاريخ نفسه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق