مشروع الرويس للغاز المسال.. إحدى أقل المنشآت انبعاثًا في العالم (إنفوغرافيك)
يعتمد على الكهرباء النظيفة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- البنية التحتية في الرويس أحد أسباب اختيارها لتنفيذ المشروع
- توفير الكهرباء لمشروع الرويس للغاز المسال من الطاقة المتجددة والنووية
- أدنوك للغاز تخطط للاستحواذ على المشروع لمضاعفة طاقتها الإنتاجية
- توقيع صفقات تصديرية للمشروع مرهون باتخاذ قرار الاستثمار النهائي
من المخطط أن يكون مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات إحدى أقل منشآت الغاز عالميًا من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية، وأول مشروع بهذا المجال يعمل بالكهرباء النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يدعم هدف الدولة الخليجية في مضاعفة إنتاجها من الغاز والتصدير للخارج.
وتستهدف الإمارات تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بحلول 2030، مع رفع حصّته بمزيج الطاقة إلى 38% في عام 2050، لتكون منشأة الرويس إحدى الدعائم الرئيسة لتحقيق ذلك، بالإضافة لتمكين البلاد من تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045.
وارتفعت احتياطيات الإمارات من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي إلى 289.92 تريليون قدم مكعبة (8.213 تريليون متر مكعب)، مقابل 289.57 تريليون قدم مكعبة (8.203 تريليون متر مكعب) في عام 2022، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
اختيار موقع المنشأة
كان عام 2023 شاهدًا على بداية الخطوات الرئيسة في دورة حياة مشروع الرويس للغاز المسال، الذي يهدف إلى مضاعفة الطاقة الإنتاجية للإمارات من هذا المصدر، للإسهام في تلبية الطلب المحلي والعالمي، بصفته أقل أنواع الوقود الأحفوري ضررًا بالبيئة.
وفي مايو/أيار 2023، اختارت شركة أدنوك مدينة الرويس الصناعية الواقعة في منطقة الظفرة في أبوظبي، لتنفيذ مشروع الغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات، بعد التقييم الشامل للعديد من المواقع المقترحة خلال مرحلة التصميم.
واختيرت الرويس الصناعية للاستفادة من البنى التحتية القائمة التي تتمتع بها المدينة حاليًا، والتكامل بين العمليات التشغيلية لشركات المجموعة وشبكة خطوط الأنابيب.
يشار إلى أن منطقة الرويس الصناعية تشهد تنفيذ مشروعات منظومة تعزيز الصناعية بمجال التكرير وصناعة البتروكيماويات، في إطار توجّه إماراتي نحو تحقيق القيمة المضافة من كل برميل نفط تنتجه، وتحويل المدينة إلى مركز صناعي عالمي.
ومن المقرر تغذية مشروع الرويس للغاز المسال من الكهرباء النظيفة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة والنووية، والاستفادة من أحدث التقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لخفض الانبعاثات ورفع الكفاءة، ليكون إحدى أقل منشآت الغاز الطبيعي المسال من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية عالميًا، حسبما تصفها شركة أدنوك.
مكونات المشروع
يتكون مشروع الرويس للغاز المسال من خطّين لتسييل الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية 4.8 مليون طن سنويًا (6.52 مليار متر مكعب) لكل خط، أي بإجمالي 9.6 مليون طن سنويًا (13.05 مليار متر مكعب).
ومن المقرر أن يكون عام 2028 شاهدًا على تشغيل منشأة الرويس للغاز المسال، لتسهم في رفع الطاقة الإنتاجية لأدنوك من الغاز إلى 15 مليون طن متري سنويًا (20.4 مليار متر مكعب)، وهو ما يتجاوز ضعف إجمالي الإنتاج الحالي البالغ 6 ملايين طن متري سنويًا (8.16 مليار متر مكعب).
ومع الإنتاج المتوقع لمشروع الرويس للغاز المسال وزيادة الطلب العالمي على ذلك الوقود الأحفوري -خصوصًا من الدول الأوروبية الباحثة عن بديل للغاز الروسي-، تشير تقارير إلى تنافس شركات كبرى لمشاركة أدنوك الإماراتية في تنفيذ المشروع.
ونقلت صحيفة "نيكي" الاقتصادية اليابانية (Nikkei) أن شركة ميتسوي ستشارك أدنوك في تنفيذ مشروع الغاز المسال بقيمة 7 مليارات دولار، بحصّة 60% للشركة الإماراتية، و10% لميتسوي.
ومع ذلك، نفت الشركة اليابانية اتخاذها -حتى الآن- قرارًا بشأن الاستثمار في مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، وفقًا لوكالة رويترز.
وكانت شركة أدنوك للغاز -التي تقدّم الدعم الفني للمشروع- قد أعلنت أنها تخطط للاستحواذ على مشروع الرويس لمضاعفة طاقتها الإنتاجية من الغاز المسال بحلول عام 2028، ضمن خطّتها لاستثمار 13 مليار دولار خلال 5 سنوات.
تصدير إنتاج المشروع عبر صفقات طويلة الأجل
رغم عدم اتخاذ أدنوك قرار الاستثمار النهائي لمشروع الرويس للغاز المسال حتى الآن، نجحت الشركة في توقيع صفقات تصديرية طويلة الأجل لإمدادات المشروع، ولكنها مرتبطة بقرار الاستثمار النهائي المتوقع صدوره العام الجاري (2024)، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، وقّعت عملاقة النفط الإماراتية البنود الرئيسة لتوريد ما لا يقلّ عن مليون طن سنويًا (1.36 مليار متر مكعب) من الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عامًا، مع شركة "إي أن أن" للغاز الطبيعي المسال (ومقرّها سنغافورة)، المملوكة لإحدى أكبر شركات الطاقة الخاصة في الصين.
ومن المقرر تحميل تلك الشحنات من إنتاج مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، الذي سيبدأ التصدير بمجرد انطلاقه تجاريًا في عام 2028.
بينما وقّعت الصفقة التصديرية الثانية في مارس/آذار 2024، مع شركة "سيفي" للتجارة والتسويق (مقرّها سنغافورة)، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة سيفي الألمانية.
وتضمنت الاتفاقية توريد مليون طن سنويًا (1.36 مليار متر مكعب) من الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عامًا من مشروع الرويس للغاز المسال منخفض الانبعاثات، لتسهم المنشأة في تنويع إمدادات ألمانيا من الغاز الطبيعي.
وفي مايو/أيار 2024، وقّعت أدنوك ثالث اتفاقية تصديرية مع شركة إنرجي بادن فورتمبيرغ (EnBW)، إحدى أكبر شركات الطاقة في ألمانيا، وتتضمن تصدير 600 ألف طن متري سنويًا (0.816 مليار متر مكعب) من الغاز المسال لمدة 15 عامًا.
يشار إلى أن أدنوك أرست في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عقدًا على شركة "نوفو بيجنوني إنترناشيونال إس آر إل" التابعة لشركة بيكر هيوز، بقيمة تتجاوز 1.47 مليار درهم (أكثر من 400 مليون دولار).
ويشتمل العقد على توريد أنظمة ضغط لإسالة الغاز الطبيعي، تعتمد بصورة كاملة على الكهرباء المُنتجة من مصادر الطاقة النظيفة بسعة 75 ميغاواط، لمحطة الرويس الغاز الطبيعي المسال.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية تختار موقعًا جديدًا لمشروعها الضخم لتصدير الغاز المسال
- مشروع الرويس للغاز المسال.. 4 شركات كبرى تسعى للشراكة مع أدنوك
- حلم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات يواجه تحديات كبيرة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- انخفاض قياسي في توليد الطاقة الكهرومائية عالميًا.. وهذه قائمة الـ10 الكبار (تقرير)
- 3 دول عربية تزود بنغلاديش بالغاز المسال والأسمدة في مايو
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)