التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

المعادن الأرضية النادرة في أستراليا.. موارد ضخمة تؤمّن إمدادات الطاقة النظيفة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • العالم لا يتمكن من إنتاج المعادن لتلبية أهداف الانبعاثات
  • شركة"إنرجي رينيسنس"تشغّل حاليًا أول مصنع ضخم لبطاريات أيون الليثيوم في أستراليا
  • متطلبات المحتوى المحلي ستدعم صناعة الطاقة الشمسية بـ14 مليار دولار
  • الحكومة الفيدرالية كشفت عن برنامج "سولار سنشوت" الذي تبلغ قيمته مليار دولار

تؤهّل الاحتياطيات الضخمة من المعادن الأرضية النادرة في أستراليا والإمكانات المتنوعة، البلاد لتصنيع تقنيات الطاقة النظيفة؛ ما يتيح بناء سلسلة توريد قوية ويقلل اعتماد البلاد على الواردات الخارجية.

وتعود الدعوات إلى إضافة قيمة للموارد المعدنية في أستراليا إلى ما قبل عام 1964.

وأشار تقرير جديد، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إلى أن بناء سلاسل التوريد الأسترالية لتصنيع معدات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات والمضخات الحرارية والسيارات الكهربائية التجارية يمكن أن يحقق فوائد بقيمة 215 مليار دولار في غضون عقد واحد فقط.

ويتطلب ذلك، وجود السياسات والبيئة التنظيمية الصحيحة لتطوير موارد المعادن الأرضية النادرة في أستراليا.

ويرى المحللون أن هذا هو نوع العائد الاقتصادي، الذي يمكن أن تحصل عليه أستراليا من احتياطياتها من المعادن الخام، إذا تمكّنت من تغيير نموذج الحفر والشحن الحالي والبدء في المعالجة والتصنيع وإعادة التدوير.

جاء ذلك في تقرير بعنوان "اصنعها هنا" Make It Here صادر عن مركز الأبحاث الأسترالي "بيوند زيرو إيميشنز" Beyond Zero Emissions (BZE)، المعني بحلول تغير المناخ.

موقع للتزود بوقود الهيدروجين بمدينة ملبورن في أستراليا
موقع للتزود بوقود الهيدروجين بمدينة ملبورن في أستراليا - الصورة من رويترز

تصنيع التكنولوجيا النظيفة

أوضحت الرئيسة التنفيذية لمركز الأبحاث "بيوند زيرو إيميشنز" هايدي لي، أن نجاح هذه الفكرة سيتطلب دعمًا ماليًا منظمًا، وتطوير مراكز تصنيع التكنولوجيا النظيفة، وإعادة تدوير أجهزة الطاقة الجديدة، وضمان الطلب على التقنيات المصنوعة محليًا.

وأضافت "هايدي لي" لمنصة رينيو إيكونومي (Renew Economy) المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة والمناخ: "علينا أن ننمو أكثر بكثير مما كنا عليه في قطاع التصنيع لدينا".

ويتحدث هذا التقرير عن أن المعادن الأرضية النادرة في أستراليا يمكن أن تحدث نموًا قدره 20 مليار دولار إضافية في عام واحد حتى عام 2035.

وأردفت هايدي لي: "نحن بحاجة إلى بناء القدرات الشاملة لسلاسل توريد التكنولوجيا النظيفة حتى نكون مهيئين للحصول على الفوائد من منتجاتنا الاستهلاكية وصولًا إلى النفايات التي يتعين علينا حاليًا دفنها أو شحنها إلى الخارج".

تصنيع البطاريات

يمكن أن تشمل الصناعات المتخصصة تصنيع البطاريات؛ حيث إن تكلفة الشحن التي يتم تجنبها لنقل هذه الأجهزة الثقيلة يمكن أن تغطي مخاوف تكلفة تصنيعها محليًا.

بدورها، تُشغِّل شركة "إنرجي رينيسنس" Energy Renaissance حاليًا أول مصنع ضخم لبطاريات أيون الليثيوم في البلاد بمنطقة هانتر فالي، نيو ساوث ويلز، في حين تخطط شركة "لي-إس إنرجي" Li-S Energy في بلدة جيلونغ لمصنع بطاريات خاص بها بقدرة 10 غيغاواط/ساعة.

وفي حالة المضخات الحرارية أو الألواح الشمسية أو أجزاء توربينات الرياح، يجب أن تبدأ المبادرات بإعادة التدوير؛ لأن العالم لا يتمكن من إنتاج المعادن لتلبية أهداف الانبعاثات.

بطاريات الليثيوم أيون لدى شركة "إنرجي رينيسنس"
بطاريات الليثيوم أيون لدى شركة "إنرجي رينيسنس" – الصورة من إيه يو مانوفاكتشرينغ

في المقابل، تشير كمية النفايات الناتجة عن المعدات، التي انتهى عمرها الافتراضي، إلى أن إعادة التدوير تمثل فرصة كبيرة، ويمكن أن تغذي بعد ذلك مستوى التصنيع المحلي.

ويرى مركز الأبحاث "بيوند زيرو إيميشنز" أن الدعم المالي يجب أن يكون على شكل ائتمانات إنتاجية تتضاءل بمرور الوقت؛ ما يؤدي إلى سد الفجوة بين التصنيع المحلي والتصنيع الخارجي منخفض التكلفة بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين.

وكشفت الحكومة الفيدرالية عن برنامج "سولار سنشوت" Solar Sunshot الذي تبلغ قيمته مليار دولار، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خطوة أولى لإعادة أستراليا إلى سباق تصنيع التكنولوجيا النظيفة.

استثمارات كبيرة في تصنيع المحتوى المحلي

على الصعيد الدولي، يُشكِّل قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة والصفقة الخضراء الأوروبية استثمارات كبيرة في تصنيع المحتوى المحلي؛ وتتمتع كندا بإعفاءات ضريبية بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (59.50 مليار دولار).

وفي آسيا، تقدم كوريا واليابان إعانات دعم للبطاريات والسيارات الكهربائية، وتحظر إندونيسيا تصدير النيكل عالي الجودة إلى قطاع البطاريات، وتقدم الهند حوافز لتطوير صناعة الطاقة الشمسية.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمركز الأبحاث "بيوند زيرو إيميشنز" هايدي لي، إنه "ينبغي ضمان الطلب من خلال متطلبات المحتوى المحلي؛ وهي خطوة تدرسها الحكومة الأسترالية فيما يتعلق بقطاع الرياح البحرية المقبل، ولكنها لم تلتزم بها سابقًا في صناعات التكنولوجيا النظيفة".

ويفيد تقرير المركز بأن متطلبات المحتوى المحلي ستدعم صناعة الطاقة الشمسية بقدرة 5 غيغاواط (14 مليار دولار و6 آلاف وظيفة بحلول عام 2035) وما يعادل 5 مصانع ضخمة للبطاريات (114 مليار دولار و20 ألف وظيفة).

ويقدّر أن تبلغ متطلبات المحتوى المحلي لصناعة طاقة الرياح 36%(35 مليار دولار و2000 وظيفة).

ولا يذكر التقرير مستوى المحتوى المحلي الذي يجب أن تتضمنه السيارات الكهربائية التجارية والمضخات الحرارية، لكنه يحدد هذه الصناعات بقيمة تقديرية تبلغ 37 مليار دولار و18 ألف وظيفة، و17 مليار دولار و7 آلاف وظيفة على التوالي، حسب منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy).

تجدر الإشارة إلى أن قوانين العبودية والأخلاق الحديثة تخلق فرصة شراء محلية بوصفها وسيلة لتجنب السلع غير الأخلاقية وبيعها في الأسواق التي تتمتع بقوانين قوية لمكافحة العبودية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق