تضاعف قدرة تصنيع المحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين.. وتحذيرات من الفائض (تقرير)
%4 فقط من مشروعات الهيدروجين الأخضر في مرحلة التنفيذ
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
- قدرة تصنيع المحللات الكهربائية شهدت نموًا سريعًا
- يجب توخّي الحذر من التوسع في قدرة المحللات الكهربائية
- الصين تتخطى التعهدات المعلنة لقدرات تصنيع المحللات الكهربائية
- تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تسريع تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر
شهدت قدرة تصنيع المحللات الكهربائية نموًا سريعًا على أساس سنوي خلال عام 2023، في ظل التوقعات المستقبلية بزيادة الطلب على الهيدروجين الأخضر، إلا أن معدلات استعمالها ما تزال منخفضة.
وارتفعت القدرة التصنيعية الحالية للمحللات الكهربائية إلى 23 غيغاواط سنويًا مع نهاية عام 2023، مقارنة مع 12 غيغاواط في عام 2022، وفقًا لبيانات حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
واستحوذت الصين على النصيب الأكبر من قدرة تصنيع المحللات الكهربائية عالميًا، بنسبة 60% من إجمالي القدرة لعام 2023، وتليها أوروبا والولايات المتحدة، بنسبة 20% و16% على الترتيب.
ويعتمد إنتاج الهيدروجين الأخضر على المحللات الكهربائية المعتمدة على الطاقة المتجددة، في حين يُنتج الهيدروجين الأزرق من الغاز باستعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، وهما النوعان الأكثر طلبًا لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات.
السعة المعلنة لتصنيع المحللات الكهربائية
بحلول 2030، من المرتقب أن تحظى المحللات الكهربائية بقدرة تصنيع تراكمية تقترب من 170 غيغاواط -تشمل القدرة الحالية التشغيلية-، وذلك وفقًا لما أُعلن في 2023، ارتفاعًا من 102 غيغاواط خلال 2022، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
وتقف 90% من قدرة تصنيع المحللات الكهربائية المعلنة (147 غيغاواط) عند أولى مراحل التطوير، كما أن 40% من القدرة المعلنة لم يُحدَّد موعد معين لتشغيلها، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
فضلًا عن ذلك؛ فإن 13% فقط من القدرة المعلنة، ما يعادل 19 غيغاواط -نصفها في الصين- هي قيد الإنشاء أو وصلت إلى مرحلة الاستثمار النهائي.
وتخطّت الصين -بكثير- مستوى قدرة تصنيع المحللات الكهربائية المطلوبة في سيناريو التعهدات المعلنة (APS) الخاص بوكالة الطاقة الدولية، مع سعة مرتقبة 56 غيغاواط.
وفي حالة استعمال الصين قدرتها التصنيعية الحالية كاملةً، التي تبلغ 13 غيغاواط -60% من القدرة العالمية- فإن الوصول إلى الأهداف المناخية لعام 2030 سيكون ممكنًا لبكين.
وتستطيع الصين، من خلال فائض الإنتاج الصناعي، تلبية 45% من احتياجاتها في سيناريو التعهدات المعلنة بحلول 2030؛ ما قد يمكّنها من تصدير الفائض عن احتياجات السوق المحلية.
ويتطلب مسار التصدير أنْ تعدّل الشركات الصينية في تصميمات المحللات الكهربائية لكي تتناسب مع المعايير المطلوبة في الأسواق التي يجري التصدير إليها.
الوضع في أوروبا وأميركا
تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى السرعة في تنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، واستغلال كل القدرة التصنيعية لديها؛ من أجل الالتزام بالتعهدات المعلنة.
ويُشكّل الاتحاد الأوروبي 14% من قدرة تصنيع المحللات الكهربائية العالمية (170 غيغاواط)، التي من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ بنهاية العقد الحالي، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 25% في حال التزام الكتلة بالتعهدات المعلنة.
ومع ذلك، يشهد الطلب على المحللات الكهربائية في أوروبا نموًا متباطئًا؛ بسبب تأخّر تنفيذ قرارات الاستثمار النهائية والبرامج المعلنة لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر وإجراءات تحفيز الطلب.
في المقابل، تشكّل أميركا 16% من إجمالي القدرة العالمية المتوقع تشغيلها في 2030، مع توقعات بالمزيد من التوسع بعد إقرار قانون خفض التضخم في 2022، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم الطموحات الكبيرة بإضافات أكبر في قدرة تصنيع المحللات الكهربائية في الولايات المتحدة، إلّا أن وصول الشركات المصنعة إلى قرارات الاستثمار النهائية ما يزال بطيئًا.
ويوجد أقل من 3 غيغاواط من القدرة التصنيعية -ما يمثّل 11% من التوسعات بالقدرة المعلنة في أميركا- في مرحلة قرارات الاستثمار النهائي.
الحذر بشأن التوسع
رغم التفاؤل المصحوب بزيادة التوسع في قدرة تصنيع المحللات الكهربائية، فإن وكالة الطاقة الدولية دعت إلى توخّي الحذر من هذا التقدم لعدّة أسباب، من بينها تضاعف إنتاج الصناعات التحويلية في 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه، في الوقت الذي ما تزال معدلات الاستعمال منخفضة جدًا، خاصة أن غالبية مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر لم تتوسع بعد على النطاق التجاري.
فضلًا عن ذلك، فإن تصنيع المحلل الكهربائي يتطلب توريد عدد من المكونات والمعدّات للإنتاج، التي تستعمل -أيضًا- في تصنيع تقنيات أخرى في أسواق أكبر، كما في بطاريات تخزين الكهرباء.
ومن ثم فإن توسيع القدرة التصنيعية يتوقف على مدى توافر هذه المعدات والمكونات اللازمة، بالتوازي بين سوق المحللات الكهربائية والأسواق الأخرى، حتى لا تحدث مشكلات في سلاسل التوريد لأيّ صناعة.
مشروعات إنتاج الهيدروجين
يوجد 20% من قدرة تصنيع المحللات الكهربائية المعلنة لم يُحدَّد موقع معين لها، وقد يتوقف قرار الاستثمار النهائي الخاص بها على التمويل والسياسات الملزمة.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن أقلّ 4% من مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم دخلت بالكامل إلى حيز التنفيذ الفعلي.
كما أن أكثر من ثلث القدرة التصنيعية المعلنة -نحو 145 غيغاواط- لم تصل بعد إلى تحديد موعد معين للتشغيل، وسيعتمد تنفيذها -بشكل كبير- على الطلب على المحللات الكهربائية، ومدى التوسع في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
يشار إلى أن الأرقام المعلنة لقدرة تصنيع المحللات الكهربائية تعتمد على القدرة الاسمية التي أعلنتها كل منشأة، والتي لا يمكن الوصول إليها كاملةً -في بعض الأحيان- إلّا بعد سنوات من التشغيل.
موضوعات متعلقة..
- شركات المحللات الكهربائية تغرق السوق تأهبًا لتوقعات بنمو الطلب على الهيدروجين (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين بالمحللات الكهربائية المتصلة بالشبكة قد يزيد انبعاثات الكربون (تقرير)
- نقص محللات الهيدروجين الكهربائية يعزز التعاون بين أميركا وأستراليا
اقرأ أيضًا..
- أكبر حقل نفط بري في الإمارات.. احتياطيات عملاقة (تقرير)
- واردات الصين من الغاز المسال تنخفض.. وقطر وسلطنة عمان بالقائمة
- اكتشافات نفطية بأكثر من 100 مليون برميل في دولة آسيوية
- بقيادة الجزائر.. سيارات ستيلانتيس تستحوذ على 26% من سوق الشرق الأوسط وأفريقيا