توشك شركة شل العالمية (Shell) على طيّ صفحة جنوب أفريقيا التي رسخت فيها منذ عام 1902، بالتخلّي عن أسهمها في وحدة البيع بالتجزئة والنقل والتكرير، وطرحها للبيع.
وتبلغ حصة الأغلبية لشركة الطاقة في هذه الوحدة 72%، في حين تؤول الحصة الأقلّ (28%) إلى مؤسسة ثيب (Thebe) المحلية للاستثمارات.
ولم تعلن الشركة الأمر بموقعها الإلكتروني رسميًا حتى الآن، لكن تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) رصدت رغبتها في الحفاظ على القدرات التشغيلية لشركة المصب "شل داون ستريم ساوث أفريكا" (Shell Downstream SA)، المعروفة اختصارًا باسم إس دي إس إيه (SDSA).
أصول جنوب أفريقيا
تتضمن أصول شركة شل بقطاع المصب في جنوب أفريقيا استثمارات تتراوح بين 500 و600 محطة وقود، في خطوة تضع نهاية لجهود استمرت نحو 122 عامًا.
وتتضمن أصول شركة المصب -أيضًا- مصفاة سابريف (Sapref)، المشتركة مع شركة النفط البريطانية بي بي (BP)، وهي مصفاة تنتج 180 ألف برميل يوميًا، وكانت تسهم بنحو 35% من احتياجات التكرير في البلاد.
وتوقفت المصفاة عن العمل منذ عام 2022، وعقب ذلك تعرضت لأضرار جراء فيضانات وظواهر مناخية، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الإثنين 6 مايو/أيار 2024.
وتعدّ خطوة سحب الاستثمارات بمثابة ضربة جديدة للاستثمار في جنوب أفريقيا، إذ يأتي إعلان عملاقة الطاقة بعد أيام قليلة من تطورات صفقة استحواذ أكبر شركة تعدين في العالم "بي إتش بي BHP" على "أنغلو أميركان Anglo American".
وكانت شركة الطاقة العالمية قد ألمحت في تقريرها حول انتقال الطاقة، الصادر في مارس/آذار الماضي، إلى أنها ستتخلى عن 1000 محطة وقود، خلال العام الجاري والمقبل.
لماذا الانسحاب؟
أرجعت شركة شل خطّتها للتخلص من 1000 محطة وقود، إلى التركيز على إستراتيجيات انتقال الطاقة، وشحن السيارات الكهربائية، حسب موقع ديلي مافريك (Daily Mavrick) المعني بأخبار جنوب أفريقيا.
وطبقًا التفاصيل التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، ما زال النزاع القضائي بين الشركة ونشطاء البيئة حول الاستكشاف في المناطق البحرية لجنوب أفريقيا قائمًا أيضًا، ما يشير إلى أن غالبية أصولها في البلاد -إن لم تكن كلّها- باتت لا تعود عليها بالنفع.
وأوضحت الشركة أنها اتخذت قرارها ببيع حصتها الكبرى في الشركة المعنية بمباشرة أعمال المصب، بعدما أجرت مراجعة لأنشطتها، دون الإفصاح عن موعد التنفيذ أو كيفية إتمام عملية البيع.
ومن جانب آخر، ضغطت حكومة جنوب أفريقيا على بعض أنشطة الشركة، مثل مصفاة "سابريف"، إذ ألزمت مصافي التكرير عام 2022 الالتزام بإنتاج وقود منخفض التكرير مطابق لمواصفات حددتها، ويبدو أن هذه الاشتراطات لا تطابق تقنية عمل وحدات المصفاة، وفق ما نشرته بلومبرغ اليوم أيضًا.
صراع مالي وتحديات نفطية
هناك زاوية تتعلق باحتمال نشوب خلاف بين شركة شل وشريكتها المحلية "ثيب إنفستمنتس"، تعود جذوره لعام 2022، بعدما ألمحت الأخيرة برغبتها في الانسحاب والتخلّي عن حصة 28% للبحث عن فرصة استثمارية أفضل.
وقُدِّرت قيمة الحصة حينها بنحو 3.7 مليار راند جنوب أفريقي (بما يزيد عن 200 مليون دولار)، ولم يُثَر الحديث بعد ذلك عن عملية البيع إلى أن فاجأت شركة شل الأطراف كافة بقرارها.
(الراند الجنوب أفريقي = 0.054 دولارًا أميركيًا)
وتعطلت عمليات التنقيب بقطاع المنبع للشركة، في ظل مواجهة عمليات المسح الزلزالي للتنقيب في رخصتها قبالة الساحل الشرقي لتحدّيات قانونية، طبقًا لما أورده موقع بيزنس تك أفريكا (Business Tech Africa).
وبعد أن وصل النزاع إلى ساحات القضاء، جاء قرار محكمة جنوب أفريقية لصالح نشطاء البيئة والمهتمين بالحياة البحرية، إذ اتهمت المحكمة الشركة بارتكاب مخالفات في إجراءات حقوق التنقيب.
موضوعات متعلقة..
- حكم قضائي يحرم شل من التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل جنوب أفريقيا
- شل وتوتال إنرجي في جنوب أفريقيا.. محاولة تنقيب جديدة رغم الرفض
- مصافي النفط في جنوب أفريقيا تتوقف عن العمل
اقرأ أيضًا..
- حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف
- أكبر 10 دول في انبعاثات الميثان من مناجم الفحم (إنفوغرافيك)
- محللون: السيارات الكهربائية في الصين وأميركا تخفض الطلب على الوقود.. هل يبالغون؟