هل تنتهي هجمات الحوثيين على ناقلات النفط بانتهاء حرب غزة؟ أنس الحجي يجيب
أحمد بدر
تتواصل هجمات الحوثيين مع استمرار حرب غزة، التي تترك أثرًا في أسواق النفط والمشتقات النفطية العالمية، إذ ما زال أثر الحرب ممتدًا إلى البحر الأحمر الذي تحجم ناقلات النفط عن المرور فيه، وكذلك قناة السويس، التي تكبّد مصر خسائر ضخمة شهريًا.
وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك أخبارًا كثيرة عن اقتراب انفراجة، لذلك يتساءل كثيرون عن أثر انتهاء الحرب في أسواق النفط العالمية والمنتجات النفطية والغاز المسال والفحم وكل ما يتعلق بالطاقة.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدمها الحجي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، في 30 أبريل/نيسان (2024)، بعنوان "ما آثار وقف الحرب في غزة بأسواق الطاقة العالمية وصادرات دول الخليج؟".
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن انتهاء حرب غزة قد يترك أثرًا -أيضًا- بالنسبة إلى نقل ألواح الطاقة الشمسية ومعدات توربينات طاقة الرياح من الصين إلى أوروبا وغيرها.
حرب غزة وهجمات الحوثيين
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن إحدى الخرائط الحديثة، التي تُظهر أماكن ناقلات الغاز المسال في العالم، توضح أنه لا توجد أي ناقلة على الإطلاق في خليج عدن ولا البحر الأحمر، إذ توقف نقل الغاز المسال عبر البحر الأحمر منذ عدة أشهر.
وأضاف: "حتى قطر لا تستطيع تمرير ناقلاتها من هناك، ولا أحد يعرف ما السبب، لأن دول الخليج الأخرى تمرر ناقلاتها النفطية من المنطقة في كل الحالات، واللافت للنظر هو المعلومات المتعلقة بأحدث بيانات السفن في قناة السويس، التي تمكنت وحدة أبحاث الطاقة من توفيرها".
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن "أحدث البيانات تشير إلى أن الانخفاض في عدد الناقلات المارة في قناة السويس كان بحدود 43%، وهذا بالطبع يُعد تحسنًا، لأنه قبل مدة قليلة تجاوز الانخفاض نسبة 50%، ما يعني أن مصر تخسر شهريًا بين 90 و100 مليون دولار، بسبب انخفاض مرور السفن في القناة".
لذلك، يرى الحجي أن الموضوع في البحر الأحمر ليس مرتبطًا بهجمات الحوثيين على السفن، إذ إن القوات الأميركية موجودة في المنطقة منذ عدة أشهر، لوقف ضربات الحوثيين وتأمين السفن، لافتًا إلى أنه إبان حرب الخليج كانت البحرية الأميركية ترافق ناقلات النفط وتحميها.
وتابع: "كانت ناقلات النفط الكويتية تحمل العلم الأميركي، حتى إذا ضُربت تُعد أميركية، لذلك لم يكن أي أحد يقترب منها، ولكن السؤال هنا: لماذا لم يستعمل الأميركيون هذا الأسلوب في المنطقة؟".
وأكدّ أن مسألة هجمات الحوثيين تُعد موضوعًا جزئيًا بالنسبة إلى الأزمة، وستكون هناك معلومات أكثر عن هذا الأمر في المستقبل، وذلك لسبب بسيط، إذ إنه بافتراض أن حرب غزة انتهت غدًا، فمن المفروض منطقيًا أن تتوقف هجمات الحوثيين.
وأردف: "انتهاء حرب غزة دون توقف هجمات الحوثيين قد تكون له انعكاسات مختلفة تمامًا، والسبب هو أن أثر الحرب في أسواق الطاقة ينحصر في أن الشركات مترددة بصورة كبيرة في الاستثمار في الحقول بالأراضي الواقعة بالمياه المحتلة.
وأشار الدكتور أنس الحجي إلى تصريح رئيس شركة شيفرون الأميركية (Chevron)، خلال إعلانه التقرير المالي ربع السنوي للشركة، عند سؤاله عن الحقول في شرق المتوسط، إذ أجاب بدبلوماسية قائلًا: "نحن ما زلنا مهتمين بالاستثمار في المنطقة وتوسيع إنتاجية الحقول هناك، ولكن الوضع السياسي لا يتحمل الآن".
خط أنابيب شرق المتوسط
أكد خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن آثار حرب غزة لا علاقة لها الآن بهجمات الحوثيين نهائيًا، ولكن السبب الرئيس أن المنطقة ملتهبة، والشركات لن تخاطر بزيادة أعمالها هناك.
وأضاف: "مع هذا الاحتقان يأتي خبر انخفاض إنتاج حقل ظهر المصري، وهو أمر مهم وخطير، لأن الانخفاض كبير، ويأتي في وقت يزيد فيه استهلاك مصر من الطاقة بصورة كبيرة وخيالية وتاريخية، لذلك فهناك مشكلة ضخمة".
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هذه المشكلة جعلت فكرة خط الأنابيب من شرق المتوسط، الذي يبدأ من إسرائيل وينتهي في أوروبا للتعويض عن الغاز الروسي أصبحت هباء تذروه الرياح، حتى إنه لم يعد حلمًا الآن وانتهى.
وتابع: "سواء انتهت حرب غزة أم لم تنتهِ، موضوع غاز البحر المتوسط أو أنبوب غاز البحر المتوسط انتهى، فهذا الأثر الأساسي للموضوع، والأمر الآخر المرتبط به -وذكرناه في حلقات سابقة ونؤكده الآن- هو انتشار شائعات مفادها بأن السعودية ترسل النفط إلى إسرائيل يوميًا".
وأوضح أن الشائعات -التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي- وضع أصحابها صورة توضح الشاحنات القادمة إلى مصر، بحجة أن النفط يذهب إلى إسرائيل، وهذا كذب صريح، مؤكدًا أن منصة الطاقة المتخصصة كانت المنصة الوحيدة في العالم التي نشرت تقريرًا مفصلًا عن كل السفن التي تأتي إلى المنطقة.
وأشار إلى أن منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) بيّنت بالتفصيل أن هذا الكلام كذب صريح، ومن روّج له ووضع الصورة أخطأ في وضع التواريخ، مضيفًا: "إذا كانوا أذكياء قليلًا لوضعوا التواريخ بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولكن وضعوا التاريخ في بداية العام الماضي".
وأكد الدكتور أنس الحجي، أن أي شخص أعاد تغريد هذه الشائعات أو علّق عليها، لو كان "اتقى الله" ونظر في المحتوى، لوجد أن المعلومات مؤرخة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من العام الماضي 2023، أي قبل انطلاق حرب غزة وليس بعدها، وهو ما ينفي هذه الشائعات بالكامل.
وأردف: "الآن إذا انتهت حرب غزة، وتوقفت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فسيكون هناك تأثير كبير في أسواق الطاقة، وإذا لم يتوقفوا وخفت الهجمات فهذا يعني -أولًا- أنهم فعلوا ذلك من أجل غزة، وهذا غير صحيح، وثانيًا: لن يتخلوا عن تصدرهم عناوين الصحف وترك كل وسائل الضغط التي لديهم".
موضوعات متعلقة..
- كيف تستغل أميركا هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر لمحاصرة الصين؟ أنس الحجي يجيب
- هجمات الحوثيين على السفن وطرق نقل النفط تفاقم التوترات في البحر الأحمر (مقال)
- ناقلات ديزل ووقود طائرات تحول مسارها عن البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين
اقرأ أيضًا..
- إنتاج أكبر حقل غاز في مصر قد ينتهي خلال 7 أعوام.. وشرط وحيد لاستمراره
- وزير الطاقة السعودي يتحدث عن تغير المناخ.. وشركة وصفها بـ"البطل الوطني" (فيديو)
- إنتاج النفط الأميركي في فبراير يرتفع 578 ألف برميل يوميًا