أطلقت شركة كبرى لإنتاج الفوسفات في المغرب حملة ترويجية للمستثمرين لإصدار سندات دولية، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأت شركة الفوسفات والأسمدة المغربية المملوكة للدولة "المكتب الشريف للفوسفاط" (OCP) حملتها لإصدار سندات دولية بقيمة تصل إلى ملياري دولار لتمويل خطّتها التنموية.
وعيّنت الشركة مصارف بي إن بي باريبا (BNP Paribas) وسيتي (Citi) وجي بي مورغان (JP Morgan) لإدارة السندات.
وكانت أحدث السندات الدولية الصادرة عن المكتب الشريف للفوسفاط عبارة عن إصدار على شريحتين بقيمة 1.5 مليار دولار في عام 2021.
إستراتيجية المكتب الشريف للفوسفاط
ستكون هذه السندات هي الأولى منذ أن أعلن المكتب الشريف للفوسفاط، في عام 2022، إستراتيجية بقيمة 13 مليار دولار للتحول بالكامل إلى الطاقة المتجددة لتشغيل عملياته الصناعية، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.
وتغطي الخطة المدّة بين عامي 2023 و2027، وهي جزء من الإستراتيجية الأوسع للمجموعة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.
وبحسب المخطط الاستثماري، ستُستعمل الطاقة الخضراء لتغذية القدرة الجديدة لتحلية مياه البحر من أجل تلبية حاجيات المجموعة وتزويد المناطق المحيطة بمواقع المكتب الشريف للفوسفاط بمياه الشرب والري.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الخطة الاستثمارية إلى إنهاء اعتماد المجموعة على واردات الأمونيا، وهي عنصر أساس في تصنيع الأسمدة، إذ يهدف المكتب الشريف للفوسفاط إلى استعمال الهيدروجين الأخضر لتغطية احتياجاتها من الأمونيا.
وفي يوليو/تموز 2023، أعلنت المجموعة خططًا لاستثمار 7 مليارات دولار في بناء مصنع للأمونيا في طرفاية، جنوب المغرب، الذي سيعمل على تسخير الهيدروجين الأخضر المنتج من مصادر متجددة.
وتأتي هذه الخطوة لإنتاج الأمونيا الخضراء محليًا مع ارتفاع فاتورة استيراد المجموعة إلى ملياري دولار في عام 2022، بسبب تعرُّضها لصدمة سلسلة التوريد العالمية في أعقاب أزمة أوكرانيا.
وفي غضون ذلك، تعهَّد المكتب الشريف للفوسفاط بإنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2026، يليها هدف طموح يتمثل في إنتاج مليون طن على مدى السنوات الـ4 المقبلة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "موروكو وورلد نيوز" (Morocco World News).
وتخطط شركة الفوسفات العملاقة لزيادة إنتاجها ليصل إجمالي الإنتاج إلى 3 ملايين طن بحلول عام 2032، بما يتماشى مع التزامها بتحقيق استعمال بنسبة 100% للأمونيا الخضراء في منتجاتها.
مشروع مشترك لتعزيز الطاقة المتجددة
في سياقٍ متصل، أعلنت شركة فورتسكيو الأسترالية (Fortescue) أنها ستشكّل مشروعًا مشتركًا مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لتوريد الهيدروجين الأخضر والأمونيا والأسمدة إلى المغرب وأوروبا والأسواق الدولية.
وتشمل الشراكة المتكافئة بين شركة فورتسكيو والشركة المنتجة للأسمدة والفوسفات في المغرب، التطوير المحتمل لمرافق التصنيع ومركز البحث والتطوير في مراكش، لتعزيز صناعة الطاقة المتجددة سريعة النمو في المغرب.
واقترح الشركاء أيضًا التعاون بين صناديق رأس المال الاستثماري للشركات لدفع الاستثمار في التطورات التقنية الرئيسة، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت فورتسكيو: "هدف الشركاء هو توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا لاستعمالهما بوصفهما مصادر للطاقة الخضراء، وفي تصنيع الأسمدة المحايدة للكربون والمخصصة، والتي يمكن للمزارعين في جميع أنحاء العالم الوصول إليها وبأسعار معقولة".
وقال رئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذي للمكتب الشريف للفوسفاط مصطفى التراب: "إن شراكتنا الإستراتيجية مع فورتسكيو هي شهادة على التزامنا المشترك بإزالة الكربون، ودفع تطوير المرافق المتطورة، وتقديم طاقة ومنتجات وتقنيات متجددة تنافسية".
وتابع: "هذه خطوة رئيسة نحو تحقيق رؤيتنا المتمثلة في ضمان الأمن الغذائي العالمي، ومكافحة تغير المناخ، في الوقت نفسه".
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي، المؤسس لشركة فورتسكيو أندرو فورست أن الشركتين ستعملان معًا على بناء منصة رائدة وقادرة على المنافسة عالميًا لمرافقة رحلة المغرب نحو إنتاج الطاقة الخضراء والتصنيع والقوة الصناعية".
وقال: "معًا، سنكون مُنشئًا رئيسًا وممرًا أخضر إلى أوروبا ومن -وإلى- حوض الأطلسي".
وشدد على أن "المغرب سيكون لاعبًا رئيسًا في التحول العالمي للطاقة"؛ نظرًا لما يتمتع به من موارد لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، فضلًا عن موقعه القريب من أوروبا والأميركتين.
موضوعات متعلقة..
- الفوسفات في المغرب يتحول إلى الطاقة النظيفة بصفقة تمويل مع البنك الدولي
- الطاقة النظيفة سلاح صناعة الفوسفات في المغرب.. وصفقة مع الهند قريبًا
- أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم.. المغرب ينافس النرويج
اقرأ أيضًا..
- محللون: إغلاق مضيق هرمز يرفع أسعار النفط.. وهذا موقف 3 دول عربية
- أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية تشهد زيادة قوية (تقرير)
- الهيدروجين الرمادي يحقق طفرة عالمية في إنتاج الزجاج البصري
- السيارات الكهربائية في أوروبا تبحث عن حل سحري للتفوق على الصين