غاز النفط المسال يدعم خطط إيران للتحايل على العقوبات.. والصين أكبر المستفيدين
هبة مصطفى
تتّجه الأنظار إلى مصير غاز النفط المسال الإيراني وحجم صادراته التي تشكل جزءًا رئيسًا من السوق، مع الحديث عن عقوبات وشيكة وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ويبدو أن اقتناص الصين لغالبية صادرات طهران النفطية أثار قلق أميركا حول جدوى عقوباتها، ومع استعداد الأخيرة لفرض المزيد من العقوبات أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قرار يحجّم واردات بكين.
ووفق بيانات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، سجلت صادرات طهران أرقامًا مهمة خلال شهري مارس/آذار 2024 وأبريل/نيسان الجاري، ما دفع محللين إلى "التشكيك" في منع العقوبات لها بصورة كاملة.
ويترقّب محللون وتجار أسواق الطاقة "جدية" فرض عقوبات جديدة على إيران، خاصة بعدما تلقت منشآت تابعة لطهران ضربة جديدة من إسرائيل مساء الخميس 18 أبريل/نيسان الجاري.
وتصاعدت التوترات بين البلدين على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وشهدت الأشهر الماضية مناوشات وتبادل اتهامات بين الدولتين، بالإضافة إلى اغتيال لقادة في إيران وقصف لقنصليتها في العاصمة السورية.
وردّت طهران على هذه الضربة بقصف مواقع في قلب الأراضي المحتلة، مساء السبت 13 أبريل/نيسان، لتعاود إسرائيل رد الضربة مساء أمس الخميس.
بيانات الصادرات
قدّرت صادرات إيران من غاز النفط المسال بنحو 600 ألف طن متري، منذ مطلع الشهر الجاري حتى الآن، حسب بيانات الشحن البحري الصادرة عن ستاندرد أند بورز غلوبال (S&P Global).
واستحوذ البروبان على 400 ألف طن متري منها، في حين شكّل البيوتان الحصة المتبقية (200 ألف طن متري).
وخلال شهر مارس/آذار الماضي، لامست صادرات طهران من غاز النفط المسال حاجز المليون طن متري، رغم التخفيضات التي أقرّها تحالف أوبك+.
وبصورة عامة، سجّلت صادرات غاز النفط المسال الإيراني، خلال الربع الأول من العام الجاري 2024 (من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار) ما يصل إلى 2.8 مليون طن متري.
ووفق هذا المعدل، فإن صادرات طهران ربع السنوية من الغاز زادت بنسبة 34%، مقارنة بالربع ذاته من العام الماضي 2023، إذ تستهدف إيران زيادة الصادرات من المشتقات النفطية للتحايل على العقوبات الأميركية.
ويأتي هذا رغم تراجع صادرات الشرق الأوسط الإجمالية من غاز النفط المسال، خلال الربع الأول أيضًا، التزامًا بتخفيضات أوبك+.
صادرات إيران من غاز النفط المسال
سادت مخاوف من تسبب العقوبات الأميركية المرتقبة في فرض قيود على صادرات إيران من غاز النفط المسال، لكن تاجرًا رجّح عدم وجود تأثير لهذه العقوبات في الآونة الحالية.
وقال إن البيوتان بشكل خاص لن يتأثر، خاصة في ظل تصدير إيران كميات كبيرة منه، ما يدفع طهران لتصبح موردًا رئيسًا في الشرق الأوسط خاصة مع تخفيضات تحالف أوبك+.
وكان للصين نصيب الأسد من صادرات طهران لغاز النفط المسال خلال أبريل/نيسان الجاري، إذ بلغت ما يقارب الثلثين، بعدما استقبلت بكين 400 ألف طن متري من أصل الـ600 ألف طن التي صدرتها إيران.
وتستوعب أكبر الاقتصادات الآسيوية حصة كبيرة من صادرات إيران النفطية، إذ تتلقى مصافي التكرير الخاصة لدى بكين 80% من هذه الصادرات.
ويعكس ذلك إشارات مهمة لدور الصين في مقاومة المحاولات الأميركية والأوروبية في فرض عقوبات جديدة على طهران، خاصة أن الأخيرة كانت لها تجربة سابقة في التحايل على عقوبات واشنطن المفروضة منذ سنوات.
وفي 15 أبريل/نيسان الجاري، أقر الكونغرس الأميركي مشروع قانون يحظر صادرات الطاقة الإيرانية إلى الصين، في محاولة لتقييد نفوذها وعقابًا على ضربها مواقع إسرائيلية قبل أيام، طبقًا لوكالة أنباء إي آند إي نيوز (E&E News) الأميركية المعنية بأخبار الطاقة والمناخ.
هل تتراجع الصين؟
استبعد محللون التزام الصين بالحظر الأميركي، مستندين إلى قدرة مصافي بكين الخاصة على شراء شحنات النفط الإيرانية بأنواعها المختلفة، وليس غاز النفط المسال فقط، حتى وإن أقرت أميركا وأوروبا عقوبات جديدة على طهران.
وقللوا من تأثر كميات الشحنات والتدفقات الإيرانية خلال الآونة الحالية، بالتوترات المتصاعدة التي يشهدها الشرق الأوسط، وفق تصريحات نقلتها عنهم ستاندرد أند بورز غلوبال.
وتُصنف شحنات النفط الإيرانية عادة بوصفها "ماليزية"، وتعتمد عليها مصافي بكين الخاصة بنسبة كبيرة تصل في متوسطها إلى 50% من الخامات المستوردة.
ولعل خطوة العقوبات الجديدة على إيران تأتي في صالح الصين، إذ رجّح متعاملون انخفاض سعر برميل النفط الإيراني لجذب المزيد من المشترين في ظل القيود المرتقبة.
وتتم التعاملات بين منتجي طهران والمشترين الصينيين حاليًا باليوان بدلًا من الدولار، وطُرح برميل الخام الإيراني الخفيف بخصم يتراوح بين 5 و5.5 دولارًا مقارنة بسعر خام برنت، اليوم الجمعة 19 أبريل/نيسان، انخفاضًا من خصم 4 إلى 4.5 دولارًا قبل أيام.
موضوعات متعلقة..
- صادرات إيران من غاز النفط المسال تسجل مستويات قياسية
- سوق غاز النفط المسال العالمية تتجاوز 321 مليار دولار بحلول 2031 (تقرير)
- ما مصير صادرات النفط الإيراني لمصافي التكرير الصينية المستقلة بعد المواجهة مع إسرائيل؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية ترتفع للشهر الثاني.. ودولتان عربيتان ضمن أكبر المستوردين
- رقم غير متوقع لاحتياطيات حقل ظهر المصري بعد انخفاضها
- إزالة انبعاثات الطاقة والنقل في أوروبا تحتاج 1.6 تريليون دولار.. من سيدفعها؟ (تقرير)