دور الهيدروجين الطبيعي في تحقيق الحياد الكربوني يواجه تحديات (تقرير)
نوار صبح
- • يوجد 5 تريليونات طن من احتياطيات الهيدروجين في جميع أنحاء العالم
- • استهلك البشر نحو 105 ملايين طن من الهيدروجين في عام 2023
- • أطنان من الهيدروجين تتدفق سنويًا من منجم الكروميت في ألبانيا
- • التنفيذ التجاري لإمكانات الهيدروجين "الأبيض" (الطبيعي) ترسَّخ في السنوات الـ3 أو الـ4 الماضية
يواجه دور الهيدروجين الطبيعي في تحقيق الحياد الكربوني تحديات الإنتاج والاستعمال، إذ تعترض السياسات المحلية والإجراءات التنظيمية سبيل منتجي هذا الوقود في العديد من البلدان.
وتقدّر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هناك 5 تريليونات طن من احتياطيات الهيدروجين في جميع أنحاء العالم، وأن البشر استهلكوا نحو 105 ملايين طن من الهيدروجين في عام 2023.
وإذا أتيح للبشر استعمال 2% فقط من احتياطيات الهيدروجين الطبيعي المقدّرة، فيمكنهم تلبية الطلب الحالي على مدار الـ1000 عام المقبلة، وفق البيانات المسجلة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
تجدر الإشارة إلى أن فريقًا لحفر الآبار عثر على الهيدروجين الطبيعي في قرية بوراكيبوغو بجمهورية مالي الأفريقية في عام 1987، بعد حفر لمسافة 108 أمتار في أحد المواقع.
إنتاج الهيدروجين الطبيعي
قال رئيس قسم علوم الأرض في جامعة أكسفورد البريطانية، كريس بالنتين: "يُنتَج الهيدروجين الطبيعي عن طريق انقسام الماء بشكل طبيعي من خلال التفاعلات الكيميائية مع الصخور الشائعة".
وأوضح أن "الأرض تنتجه بكميات هائلة.. والتحدي يكمن في الحصول على هذا الهيدروجين والقدرة على استعماله بشكل مُجدٍ"، حسبما نشره موقع إنرجي مونيتور (energymonitor) المتخصص ببيانات وتحليلات الطاقة.
في المقابل، يستمر استثمار قدر كبير من رأس المال في الهيدروجين الأزرق المصنوع من الغاز الطبيعي بتقنية احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، وكذلك الهيدروجين "الأخضر" الذي يُنتَج عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستعمال الطاقة المتجددة.
ويشير المحللون إلى أن استغلال الهيدروجين الطبيعي يمكن أن يكون أرخص تكلفة من نظيريه الأزرق والأخضر، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مدير معهد الطاقة بجامعة دورهام بالمملكة المتحدة، جون غلوياس: "إن المشكلة في تصنيع الهيدروجين تتطلب وضع طاقة في النظام أكبر مما تحصل عليه في النهاية".
من ناحية ثانية، يمكن لهذا النوع من الهيدروجين أن يغيّر غاز الهيدروجين من كونه عامل تخزين للطاقة، وهو ما يكون عليه إذا صُنِّعَ من الميثان أو الماء، إلى ناقل طاقة حقيقي، كما هو الحال في الفحم والأخشاب والبنزين.
محاولة الاستخراج التجارية
تسعى مجموعة متنامية من الشركات إلى الاستفادة من هذا الإمكان، من خلال محاولة استخراج الهيدروجين الطبيعي تجاريًا.
وتحفر شركة غولد هيدروجين Gold Hydrogen الأسترالية الآبار في جميع أنحاء البلاد، وتسعى شركة غيت تك Getech البريطانية إلى الحصول على هذا الهيدروجين في حوض لورين للتعدين في فرنسا، حسبما نشره موقع إنرجي مونيتور (energymonitor).
من ناحيتها، تستهدف شركة ناتشورال هيدروجين إنرجي Natural Hydrogen Energyالأميركية خط الصدع التكتوني الذي يبلغ طوله 1200 ميل (1931.21 كيلومترًا) الذي يمرّ عبر أميركا الشمالية.
وأفادت التقارير أن أطنانًا من الهيدروجين تتدفق سنويًا من منجم الكروميت في ألبانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبشكل منفصل، ورد أن المستثمر الملياردير بيل غيتس كان واحدًا من 5 داعمين لاستثمار نحو 90 مليون دولار في شركة كولوما، وهي شركة تبحث عن هذا النوع من الهيدروجين في ولاية كولورادو الأميركية.
وجهات نظر الخبراء
قال رئيس قسم علوم الأرض في جامعة أكسفورد، كريس بالنتين: "إن التنفيذ التجاري لإمكانات الهيدروجين "الأبيض" (الطبيعي) لم يترسخ إلّا في السنوات الـ3 أو الـ4 الماضية، ولكن الشركات الناشئة تجتذب الآن كميات هائلة من التمويل".
وأوضح أن "بعض الآبار لن تكون ناجحة، وهذا صحيح في مجال النفط والغاز، الذي يبلغ معدل نجاحه 20% فقط"، وتوقّع "أن يشهد الهيدروجين في النهاية معدلات نجاح مماثلة".
ويعتقد الباحث لدى معهد علوم الأرض في فرنسا، فلوريان أوسيلين، أن "استخراج الهيدروجين الطبيعي أمر واقعي"، وأنه "سوف يحدث عاجلًا وليس آجلًا".
وقال: "سيوفر الهيدروجين الطبيعي معظم الطلب الحالي على الهيدروجين، ومن المقرر أن يجعل إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار (العملية التي يُنتَج من خلالها الهيدروجين الرمادي أو الأزرق) غير ذات صلة على الإطلاق، بسبب السعر والبصمة البيئية".
المشكلات المحتملة
يوجد عدد من المشكلات التي تواجه صناعة الهيدروجين الطبيعي المزدهرة. فبادئ ذي بدء، هناك سياسة وطنية، والعقبات التنظيمية التي يواجهها منتجو الهيدروجين الطبيعي في العديد من البلدان.
وقال رئيس قسم علوم الأرض في جامعة أكسفورد، كريس بالنتين: "لا تسمح جميع البلدان حاليًا باستكشاف الهيدروجين موردًا".
وأضاف: "هذا غير ممكن حاليًا في كندا، أمّا في الولايات المتحدة فهي مسألة تتعلق بكل ولاية على حدة"، وأشار إلى أن تغيير اللوائح التنظيمية يمكن أن يكون معقدًا للغاية بالنسبة للشركات الصغيرة للتفاوض بشأنه.
ويرى أحد كبار المديرين لدى "معهد روكي ماونتن" RMI، أوليكسي تاتارينكو، أنه على الرغم من أن الكثير من التكنولوجيا المستعمَلة للتنقيب عن الهيدروجين تُستعمل في النفط والغاز، فإن الابتكار ما يزال مطلوبًا لاستشعار الهيدروجين ورسم خرائطه واستخراجه وتخزينه.
موضوعات متعلقة..
- شركة تستكشف الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا بالذكاء الاصطناعي
- استخراج الهيدروجين الطبيعي يواجه تحديات.. وتحذير من خطر التسرب
- الهيدروجين الطبيعي في أميركا يجذب الشركات الكبرى.. هل تكتمل ثورة "الأبيض"؟
اقرأ أيضًا..
- أين يقع أكبر حقل نفط بحري في العالم؟
- أوبك+ يدعو إلى الالتزام بتخفيضات إنتاج النفط.. ويشيد بتحركات 3 دول
- ارتفاع أسعار النفط يدفع أميركا إلى وقف إعادة ملء الاحتياطي الإستراتيجي
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في مارس.. الإمارات تحتل الصدارة (تقرير)