شبكات الكهرباء الأميركية تواجه مخاطر تصاعد الهجمات السيبرانية والميدانية
أحمد أيوب
ما تزال الهجمات السيبرانية والميدانية على شبكات الكهرباء الأميركية تمثّل مصدر قلق كبيرًا، مع تزايد أعداد هذه الهجمات بصورة ملحوظة.
وقالت مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية (NERC)، إن الشبكات الأميركية باتت أكثر عُرضة للهجمات الإلكترونية والميدانية المتزايدة، مع زيادة عدد النقاط المُستهدفة في هذه الشبكات بنحو 60 نقطة يوميًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وهناك تقديرات تشير إلى أن هذه الهجمات السيبرانية على شبكات الكهرباء الأميركية ستزداد وتيرتها مع قُرب إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد.
تزايد المواقع المُستهدفة
قال مسؤولون تنفيذيون في مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية، إن المواقع الأكثر استهدافًا لهذه الهجمات -سواء في مكونات شبكات الكهرباء المادية أو الافتراضية- زادت إلى نطاق يتراوح بين 23 ألفًا و24 ألف نقطة خلال العام الماضي (2023)، ارتفاعًا من عدد نقاط يتراوح بين 21 ألف نقطة و22 ألف نقطة بنهاية عام 2022، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، في 4 أبريل/نيسان 2024.
وفي هذا الصدد، أشار نائب مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية ماني كانسيل، إلى "أنه من الصعب للغاية معالجة كل نقاط الضعف المشار إليها".
وعزت المؤسسة وجود خطر هذه الهجمات السيبرانية المتزايدة على شبكات الكهرباء الأميركية إلى استمرار الصراع الجيوسياسي العالمي الدائر، سواء الغزو الروسي لأوكرانيا أو الحرب في غزة.
وأشارت المؤسسة إلى تزايد الهجمات المباشرة على مرافق البنية التحتية لشبكات الكهرباء في أميركا منذ عام 2022، مضيفة أنه سُجلت نحو 2800 حالة إطلاق نار وتخريب وضربات أخرى على الشبكات الكهربائية خلال العام الماضي (2023)، وتسبب نحو 3% من هذه الهجمات في انقطاع الكهرباء ومشكلات في تشغيل المحطات والشبكات، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
هجمات الصين وروسيا
تؤكّد المعلومات أن الصين وروسيا هما مصدر هذه الهجمات السيبرانية على مواقع ونقاط شبكات الكهرباء الأميركية، وتوقعت مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية أن تزداد وتيرة هذه الهجمات مع قُرب موعد انعقاد الانتخابات الرئاسية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نورث أميركان إلكتريك ريالبلتي كورب (North American Electric Reliability Corp)، إن التهديدات المتزايدة على البنية التحتية لقطاع الكهرباء في أميركا تأتي من القراصنة المدعومين من الصين، مشيرًا في هذا الصدد -أيضًا- إلى الهجمات المباشرة على عدد من محطات الكهرباء الفرعية في ولاية كارولينا الشمالية أواخر عام 2022، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرغ، في 26 مارس الماضي.
وأضاف "روب"، في مؤتمر لجمعية إمدادات الطاقة الكهربائية في واشنطن: "إننا نتوقع عامًا نشطًا إلى حد ما على صعيد الهجمات السيبرانية".
وهذه الهجمات هي امتداد لسلسلة الهجمات الغامضة على محطات الكهرباء الأميركية منذ عام 2022، وهو ما يسلط الضوء على نقاط الضعف التي تعاني منها البنية التحتية للكهرباء في أميركا، التي حذّر مسؤولو الأمن من أنها تمثل هدفًا متزايدًا لـ"المتطرفين والمخربين"، بحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووصلت الهجمات والعمليات التخريبية بمحطات الكهرباء الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ عقد من الزمن خلال العام قبل الماضي (2022)، إذ جرى الإبلاغ عن أكثر من 100 حادث في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022.
ومنذ ذلك الحين، أُبلغ -أيضًا- عما لا يقل عن 18 هجومًا أو هجومًا محتملًا على محطات فرعية ومحطات توليد الكهرباء في فلوريدا وكارولينا الشمالية وأوريغون وكارولينا الجنوبية وواشنطن.
ومن غير المعروف مَن يقف وراء هذه الهجمات التخريبية، لكن زيادة هذه الهجمات أثارت قلق المسؤولين الفيدراليين والمحللين الأمنيين، الذين حذروا العام الماضي من وجود خطط لدى جماعات متطرفة محلية لمهاجمة شبكة الكهرباء، فضلًا عن الهجمات الصينية والروسية.
موضوعات متعلقة..
- قراصنة الطاقة.. ثعابين روسيا تبث سمومها في وجه الأميركان
- لماذا يبدو الأمن السيبراني في قطاع الطاقة الأضعف بين جميع القطاعات؟ (تحليل)
- أخطر هجمات سيبرانية تستهدف شركات الطاقة.. ابتزاز أرامكو أشهرها (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- اتهامات تهريب النفط في ليبيا تتزايد.. وهذا دور صادرات الوقود الروسية
- نيوم السعودية يمكنها إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع (تقرير)
- صادرات مصر من الغاز المسال تنخفض 78% في 3 أشهر