واردات توربينات الرياح في أوروبا تواجه حظرًا محتملًا
دول الاتحاد تناقش القرار
حياة حسين
تواجه واردات توربينات الرياح في أوروبا حظرًا محتملًا، ما يثير تساؤلات عن استهداف كيانات محددة، خاصة أن الاتحاد بدأ مناقشة الأمر بعد منع شركة "هواوي" الصينية Huawei من تشغيل شبكات الجيل الخامس "5 جي" بكلّ الدول الأعضاء.
ويبحث الاتحاد الأوروبي حظر تلك الواردات لأسباب يقول إنها تتعلق بأمن دول القارة العجوز، لكن يتساءل بعضهم عن التأثير السلبي للقرار المحتمل في أمن الطاقة وهدف تحقيق الحياد الكربوني على حدّ سواء.
وأشار تقرير، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن تلك المناقشات واللغط حول الحظر المحتمل لواردات توربينات الرياح في أوروبا، تأتي وسط مساعٍ عالمية لتحقيق تحول الطاقة، وتبنّي مصادر الطاقة المستدامة، ما قد يؤشر إلى أن الاتحاد الأوروبي يقف في مفترق طرق بهذا الشأن.
حظر هواوي
حظر الاتحاد الأوروبي عمل شركة هواوي الصينية في شبكات الجيل الخامس في أيّ من الدول الأعضاء، ويناقش حاليًا حظر واردات توربينات الرياح في أوروبا.
وتشير هذه الخطوة إلى تحول كبير في النهج الذي يتبنّاه الاتحاد الأوروبي في التعامل مع أمن الطاقة والعلاقات الجيوسياسية، ولكنه يثير أيضًا تساؤلات حول العدالة واستهداف كيانات تجارية محددة.
ومع تأجُّج أزمة تغير المناخ، أصبح إلزاميًا خفض انبعاثات الكربون بصورة عاجلة، ظهرت الطاقة المتجددة بوصفها من المصادر الضرورية لتحقيق هذا الهدف.
ومزارع الرياح -على وجه الخصوص- ظهرت بوصفها مصدرًا وفيرًا ونظيفًا للكهرباء، وباتت منتشرة في أنحاء العالم، راسمة لوحات طبيعية، حسبما ذكر موقع "إي يو ريبورتر"، يوم الجمعة 29 مارس/آذار 2024.
غير أنه تصاعدت مخاوف في اتجاه موازٍ من الاعتماد على التقنيات الأجنبية والمخاطر الأمنية المحتملة، ما دفع الاتحاد الأوروبي لإعادة تقييم مسألة الاعتماد على الإمدادات غير الأوروبية.
وخلق منع شركة هواوي الصينية من المشاركة في تركيب شبكات الجيل الخامس، صدمة بقطاع الاتصالات الأوروبية.
ويثير القرار المحتمل لحظر واردات توربينات الرياح في أوروبا الجدل بشأن ما إذا كانت المسألة تتعلق بالأمن السيادي للقارة، بينما تصاعدت الانتقادات من أن تلك الإجراءات تستهدف بصورة غير عادلة كيانات تجارية محددة.
حظر واردات توربينات الرياح في أوروبا
قد تكون مناقشة حظر واردات توربينات الرياح في أوروبا جزءًا من الحرب التجارية المشتعلة منذ مدة بين الصين والغرب على أرض احتياجات مكافحة تغير المناخ.
ويشعر الغرب، سواء في أميركا أو أوروبا، بالقلق من الهيمنة الصينية على قطاعات الإنتاج في مجال السيارات الكهربائية ومكونات مزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية، خاصة أن بكين تستطيع تقديم منتجات رخيصة قادرة على التنافس للأسواق العالمية.
كما نجحت شركات اتصالات صينية في تقديم منتجاتها من السيارات الكهربائية، مثل "هواوي" و"شاومي" Xiaom، بينما تراجعت شركة آبل الأميركية العملاقة للهواتف الذكية Apple عن إنتاج مركبة كهربائية ذاتية القيادة، بعد 10 سنوات من الدراسة.
ورغم أن المناقشات الدائرة -حاليًا- حول حظر واردات توربينات الرياح في أوروبا المحتمل تهدف إلى تحقيق الأمن، فإن هذا الأمر حال تحقيقه قد يضرّ بأمن الطاقة، خاصة أن دول القارة، لا سيما من خارج الاتحاد، تعتمد على تلك الواردات بشكل كثيف.
لذلك نتج عن المناقشات مخاوف من الإضرار بسلاسل إمداد مشروعات مزارع الرياح.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تشجيع تطوير ونشر توربينات الرياح المنتجة محليًا، بهدف تعزيز استقلاله في مجال الطاقة، والحدّ من التعرّض للاضطرابات الخارجية، ومع ذلك، يرى بعضهم أن مثل هذه التدابير تضرّ بشكل غير عادل بالشركات الأجنبية مثل هواوي، التي قد يكون لديها عروض تنافسية.
تطور النظرة الأوروبية
يعكس الحظر المحتمل لواردات توربينات الرياح في أوروبا تطورًا لموقف الاتحاد من قضايا التجارة العالمية والتعاون، لذلك قد يكون له آثار جيوسياسية أوسع نطاقًا، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويعني ذلك أن الحظر المحتمل، ومنح الاتحاد الأولوية للصناعة المحلية، في ظل صراع عالمي للهيمنة على قطاع الطاقة المتجددة، قد يتسبب في توتر العلاقات مع شركاء القارّة التجاريين.
كما قد يدفع دولًا أخرى للسير على طريق مشابه، لتحقيق الاستقلال الطاقي.
وينتقد بعضهم القرار المحتمل لحظر واردات توربينات الرياح في أوروبا، كونه قد يؤدي إلى صراع تجاري، يقضي على التعاون الدولي في مجال مكافحة تغير المناخ.
وعلى جانب آخر، يواجه تطبيق هذا القرار المحتمل تحديات عديدة، منها أنه سيحدّ من عملية الابتكار وسبل الوصول إلى حلول طاقة مناسبة.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات طاقة الرياح البحرية تتقلص في أوروبا وأميركا.. والصين صامدة (تقرير)
-
السيارات الكهربائية الصينية كابوس يؤرق المصنعين في أوروبا وأميركا
-
أوروبا مهددة بالتخلف عن أميركا والصين في سباق الطاقة المتجددة
اقرأ أيضًا..