شركات المحللات الكهربائية تغرق السوق تأهبًا لتوقعات بنمو الطلب على الهيدروجين (تقرير)
شركة واحدة فقط تحقق أرباحًا في 2023 بسبب طلبات نيوم السعودية
نوار صبح
- الشركات الجديدة تملأ بمنتجاتها السوق التي تعاني فائض المعروض حاليًا
- قدرة التجميع السنوية تصل إلى أكثر من 50 غيغاواط بحلول نهاية هذا العام
- %68 من القدرة العالمية لتصنيع المحللات الكهربائية تقع في الصين
- قدرة التصنيع القصوى لا تعكس بالضرورة عدد المحللات الكهربائية التي يمكن لمصنّع معين إنتاجها
يستثمر مصنعو المحللات الكهربائية في مصانع جديدة بقدرة تفوق الطلب الفعلي من مطوري مشروعات الهيدروجين الأخضر في العام المقبل، ويعود ذلك إلى توقعات بانتشار سريع واسع النطاق لهذه التقنيات في إطار التحول إلى الطاقة النظيفة.
يأتي ذلك في وقت تملأ فيه الشركات الجديدة السوق التي تعاني فائض المعروض حاليًا، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي تحليلها الجديد، بعنوان "تصنيع المحلل الكهربائي 2024.. عدد كبير جدًا من الأسماك في بركة صغيرة"، تشير شركة الأبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس إن إي إف BNEF إلى أن المصانع في جميع أنحاء العالم يمكن أن تنتج ما يصل إلى 31.7 غيغاواط من المحللات الكهربائية سنويًا في نهاية عام 2023.
وتعادل هذه الكمية 17 ضعف ما جرى تسليمه في ذلك العام وأكثر من 7 أضعاف السعة المتوقع تسليمها في عام 2024، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight)، المعني بأخبار صناعة الهيدروجين العالمية.
بدورها، أعلنت الشركات المصنعة المزيد من التوسعات، لتصل قدرة التجميع السنوية إلى أكثر من 50 غيغاواط بحلول نهاية هذا العام، وترتفع إلى ما يقرب من 75 غيغاواط في عام 2025.
ويمكن أن يكون هذا التوسع السريع ظاهريًا خبرًا سارًا لمطوري مشروعات الهيدروجين الأخضر، ما يضمن إمكان تلبية الطلبات على نطاق واسع، مع احتمالية خفض سعر المحلل الكهربائي.
في المقابل، لم يقيّم مطورو مشروعات الهيدروجين الطلبات الرئيسة المتوقعة في عام 2023، ويرجع ذلك في الغالب إلى طرح الإعانات بصورة أبطأ من المتوقع في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يترك مصنعي المحللات الكهربائية دون دخل يُذكر من استثماراتهم عالية التكلفة.
أرباح وخسائر شركات المحللات الكهربائية
أعلنت شركة واحدة فقط من شركات تصنيع المحللات الكهربائية تحقيق ربح في عام 2023، وهي تيسين كروب نوسيرا Thyssenkrupp Nucera الألمانية، التي حققت دخلًا صافيًا قدره 23 مليون دولار، وفقًا لشركة الأبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس BNEF.
ويرجع ذلك أساسًا إلى التنفيذ المستمر لطلب 2.2 غيغاواط من أكبر منشأة للهيدروجين الأخضر قيد الإنشاء في العالم، مشروع نيوم في المملكة العربية السعودية.
وأعلنت بقية الشركات خسائر سنوية تتراوح بين 13 مليون دولار لشركة إنابتر Enapter إلى ما يقرب من 1.4 مليار دولار لشركة "بلوغ باور" Plug Power الأميركية.
وعلى الرغم من أن 68% من القدرة العالمية لتصنيع المحللات الكهربائية -21 غيغاواط- تقع في الصين، تشير شركة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس إلى أن الحصة المملوكة للشركات الغربية في البلاد انخفضت إلى أقل من 10%.
من ناحية ثانية، لا تستثمر هذه الشركات عمومًا في القدرة التصنيعية الإضافية في هذه المنطقة بسبب المنافسة المتزايدة من الموردين الصينيين الجدد الذين دخلوا السوق، فضلًا عن احتمال الدعم الحكومي من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى جانب الحوافز المقدمة من الهند لشركات التصنيع المحلية.
ورفضت بعض الشركات المصنعة للمحللات الكهربائية مثل نيل Nel الاتهامات بزيادة العرض، بحجة أن قدرة التصنيع القصوى لا تعكس بالضرورة عدد المحللات الكهربائية التي يمكن لمصنّع معين إنتاجها، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).
وترى شركة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس أنه حتى بافتراض أن 50% فقط من السعة القصوى تنتج محللات كهربائية، فإن "القدرة الفائضة ما تزال تمثل مشكلة على المستوى العالمي".
ازدياد المنافسة
تحذر شركة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس من أنه على الرغم من هذا الفائض الكبير في العرض، فإن المزيد من الشركات المصنعة للمحلل الكهربائي تملأ السوق بمنتجاتها، إذ تدعي أكثر من 100 شركة الآن أنها تنتج المعدات.
وقد أدى هذا إلى إضعاف سوق المحللات الكهربائية القلوي بصورة كبيرة، إذ تمثل الشركات الـ10 الأوائل 50% فقط من السعة في نهاية عام 2023، مقارنة بـ84% في عام 2021.
وتُعد سوق المحللات الكهربائية بغشاء تبادل البروتونات أكثر إنتاجًا، إذ من المرجح أن تمثل 5 شركات 72% من القدرة الإنتاجية بحلول نهاية هذا العام، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير شركة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس إلى أن تصنيع المحلل الكهربائي القلوي ما يزال متفوقًا على المحللات الكهربائية بغشاء تبادل البروتونات بنسبة 75-80% من حصة السوق.
الأداء الضعيف
يشير تقرير شركة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس إلى مشروع كوكا Kuqa بقدرة 260 ميغاواط في شينجيانغ، الصين، الذي يستعمل المحللات القلوية بصفتها المنشأة الأكثر شهرة ذات الأداء الضعيف.
وتشمل مشكلات المعدات مشروع الطاقة إلى الهيدروجين الأخضر، وهو مشروع بقدرة 2.5 ميغاواط في مايوركا (لإنتاج المحللات الكهربائية بغشاء تبادل البروتونات)، ومشروع هايسينرجي Hysynergy 1، وهو مشروع بقدرة 20 ميغاواط في الدنمارك (للمحللات القلوية).
تُضاف إلى ذلك محطتان بقدرة 10 ميغاواط قيد التطوير في الولايات المتحدة (إحداهما قلوية، والأخرى المحللات الكهربائية بغشاء تبادل البروتونات).
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط الأميركي يهبط 762 ألف برميل يوميًا في يناير
- نواب يشترطون استئناف صادرات نفط كردستان لاستقبال رئيس وزراء العراق في أميركا
- توقعات إنتاج النفط الروسي تربك الخبراء.. و3 سيناريوهات محتملة (تحليل)