سجلت واردات فيتنام من الفحم في 2024 قفزة هائلة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى ضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي، مثلما حدث في العام الماضي (2023).
وتواجه الحكومة ضغوطًا متزايدة بعد فشلها في ضمان إمدادات الكهرباء المستمرة خلال موجة الحر الطويلة في الصيف الماضي؛ ما دفع بعض المصانع إلى تعليق الإنتاج مؤقتًا.
ووفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ارتفعت واردات فيتنام من الفحم، ومعظمها من أستراليا وإندونيسيا، بنحو 88% بحلول 15 مارس/آذار 2024، مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2023.
وفي الشهرين الأولين من العام، ارتفع الإنتاج -أيضًا- بنسبة 3.3% من المناجم المحلية، التي تغطي عادةً نحو نصف الطلب في فيتنام، وفقًا للتقديرات الرسمية.
واردات فيتنام من الفحم
ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن رئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشينه، تعهّد خلال اجتماع مع المستثمرين الأجانب الأسبوع الماضي، بأنه لن يكون هناك المزيد من نقص الكهرباء.
وقال الباحث في شؤون فيتنام في مركز أبحاث "آي إس إي إيه إس" (ISEAS) فان شوان دونغ، إن قدرة فيتنام المحدودة على استعمال الطاقة المتجددة والتزاماتها بتجنّب انقطاع التيار الكهربائي تجعل من "الحتمي" استيراد المزيد من الفحم.
يأتي ذلك بعد زيادة واردات فيتنام من الفحم بنسبة 61% العام الماضي (2023)، مع استئناف محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم إنتاجها الكامل، تماشيًا مع الاستعمال المتزايد من قبل إندونيسيا وماليزيا ونظيراتها الإقليمية الأخرى.
وقال تاجر مقيم، إنه من المتوقع أن ترتفع واردات فيتنام من الفحم في 2024 خلال النصف الثاني من العام، في حين من المتوقع أن تعزز شركات صناعة الصلب وغيرها من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة إنتاجها.
ولم تتوفر حتى الآن تفاصيل بشأن توليد الكهرباء في عام 2024، ولكن شكّلت المحطات التي تعمل بالفحم نحو 60% من إجمالي الإنتاج يوم الإثنين (25 مارس/آذار 2024)، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز عن مشغّل شبكة الكهرباء في فيتنام.
ويُظهر مزيج الواردات والإنتاج المحلي أن إمدادات الفحم تجاوزت 8 ملايين طن متري شهريًا في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الأكثر هدوءًا عادةً، أي أعلى بنحو 9% من المتوسط الشهري على مدى العامين الماضيين.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود فيتنام ضمن أكثر 10 دول استهلاكًا للفحم في العالم:
انقطاع الكهرباء في فيتنام
من جانبها، أعربت الشركات الأجنبية العاملة في فيتنام عن مخاوفها المتزايدة بشأن النقص المحتمل في الكهرباء وتداعياته المحتملة على جداول الإنتاج.
ووفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن ما يثير القلق بشكل خاص المخاطر المرتبطة بنقص الكهرباء في المناطق الشمالية، لا سيما خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران.
وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء فام مينه تشينه يوم 19 مارس/آذار 2024، سلّط مندوبو الأعمال من شركات الاستثمار الأجنبي المباشر، الضوء على الحالات التي شهدت فيها المناطق الصناعية انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، ما أدى إلى تعطيل العمليات التجارية العادية ودورات الإنتاج.
وأدى عدم القدرة على التنبؤ بمواعيد التسليم بسبب عدم انتظام إمدادات الكهرباء إلى إعاقة الكفاءة التشغيلية بشدة، ما دفع بعض الشركات إلى إعادة النظر في إستراتيجيات الإنتاج العالمية الخاصة بها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "في إن إكسبريس" (VNExpress).
وحثّ رئيس غرفة التجارة والصناعة الكورية في فيتنام (Kocham) هونغ سون، الحكومة على اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان احتياطيات كافية من الكهرباء، خاصةً خلال أوقات ذروة الطلب، لحماية الأنشطة الصناعية الجارية.
وحذّر رئيس غرفة التجارة الأميركية في هانوي (AmCham) جوزيف أودو، من العوائق المحتملة أمام الأهداف الاقتصادية لفيتنام في غياب إمدادات كهرباء موثوقة وفعّالة من حيث التكلفة.
وذكر أودو تقديرات البنك الدولي التي تشير إلى خسائر اقتصادية كبيرة تصل إلى نحو 1.4 مليار دولار، أي ما يعادل 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي، بسبب انقطاع الكهرباء العام الماضي (2023).
تحركات حكومية لمنع تكرار الأزمة
ردًا على هذه المخاوف المتزايدة، طمأن نائب وزير الصناعة والتجارة، نغوين سينه نهات تان، المستثمرين الأجانب على الجهود المتضافرة للتخفيف من تحدّيات إمدادات الكهرباء.
وأكد التزام الحكومة بضمان استمرار إمدادات الكهرباء دون انقطاع، مسلطًا الضوء على المبادرات الجارية لتعزيز البنية التحتية وأنظمة النقل، خاصة في المنطقة الشمالية.
تريد فيتنام -التي تعدّ من بين أكبر 20 مستهلكًا للفحم في العالم من حيث الحجم- تقليل اعتمادها على الوقود، لكنها ما تزال تتوقع عدم الوصول إلى ذروة الاستهلاك هذا العقد.
ومع تأخُّر خطط تعزيز الطاقة المتجددة والغاز، تريد الحكومة إكمال خط نقل بحلول يونيو/حزيران لنقل الكهرباء من وسط البلاد إلى شمالها الصناعي.
وهذا هو المكان الذي حدث فيه انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحرارة في العام الماضي (2023)، وتزيد ظاهرة النينو المناخية من خطر حدوثه خلال العام الجاري (2024).
وتعمل الحكومة أيضًا على وضع قواعد جديدة للسماح للمصانع بشراء الكهرباء مباشرةً من المنتجين.
موضوعات متعلقة..
- خطة لتعزيز استعمال الفحم في فيتنام تضرب بعرض الحائط الجهود الأوروبية
- أول شحنة غاز مسال تعزز طموح فيتنام في تخليها عن الفحم
- خطط تحول الطاقة في آسيا تميل إلى الانسجام مع توسع قطاع الفحم (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي إلى كوريا الشمالية.. موسكو تضرب العقوبات بمبدأ "الخام مقابل السلاح"
- توقعات بتضاعف تجارة الغاز المسال العالمية إلى 805 ملايين طن سنويًا (تقرير)
- الطلب على الهيدروجين قد يقفز إلى 298 مليون طن سنويًا بحلول 2050
- حرب أسعار البطاريات.. نعمة أم نقمة على السيارات الكهربائية؟
Hello
I want activated carbon from veitnam