انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة ترتفع للعام الثالث على التوالي
قرب مستوياتها القياسية لعام 2019
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
ارتفعت انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة عالميًا خلال العام الماضي (2023)، لتكون قرب مستوياتها القياسية المسجلة عام 2019، لكن تحقيق التعهدات الحالية خاصة بعد قمة المناخ كوب 28 في الإمارات (أواخر 2023) قد يخفض غالبية هذه الانبعاثات.
وأظهر تقرير حديث، اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، زيادة انبعاثات الميثان المرتبطة بقطاع الطاقة عالميًا إلى 128.74 مليون طن خلال 2023، مقارنة مع 125 مليون طن في العام السابق له.
وانخفضت انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة خلال عام 2020 جراء جائحة كورونا، قبل أن تعاود الصعود سنويًا خلال الأعوام الـ3 التالية، لتكون قرب مستويات عام 2019 التي تصل إلى 130 مليون طن.
انبعاثات الميثان المرتبطة بالطاقة في 2023
خلص مؤشر تتبّع الميثان العالمي الخاص بوكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج الوقود الأحفوري واستهلاكه أدى إلى أكثر من 118 مليون طن من انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة في عام 2023، وهو ارتفاع طفيف مقارنة بعام 2022.
وبلغت انبعاثات الميثان من أنشطة النفط 49 مليون طن خلال 2023، مقابل 48 مليون طن في 2022، في حين بلغت انبعاثات الغاز الطبيعي والفحم 29 مليونًا و40 مليون طن، مقابل 28 مليونًا و39 مليون طن على التوالي في 2022.
وجاءت 10 ملايين طن أخرى من انبعاثات الميثان من الطاقة الحيوية، معظمها من الاستعمال التقليدي للطاقة -مثل حرق الأخشاب للطهي والتدفئة-، وفق تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء 13 مارس/آذار 2024.
ويُعد غاز الميثان مسؤولًا عما يقرب من ثلث الارتفاع في درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية، ويمثل قطاع الطاقة -بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم والطاقة الحيوية- ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الميثان الناتجة عن النشاط البشري، بعد قطاع الزراعة.
أكبر مصدري انبعاثات الميثان عالميًا
تمثل الدول الـ10 الأكثر انبعاثًا نحو 80 مليون طن من انبعاثات غاز الميثان من الوقود الأحفوري في عام 2023، أي ثلثي الإجمالي العالمي، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتُعد الولايات المتحدة -أكبر منتج عالمي للنفط والغاز- أكبر مصدر لانبعاثات الميثان الناجمة عن عمليات النفط والغاز، بنحو 13.3 مليون طن، تليها روسيا 11.2 مليون طن، ثم إيران 6 ملايين طن، في حين تعد الصين أكبر مصدر للانبعاثات في قطاع الفحم.
الرسم التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة ويرصد أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الميثان من الفحم خلال 20 عامًا:
وبصفة عامة، بلغت كمية غاز الميثان المفقودة في عمليات الوقود الأحفوري على مستوى العالم خلال عام 2023، 170 مليار متر مكعب، أي أكثر من إنتاج قطر من الغاز الطبيعي.
وتختلف كثافة انبعاثات الميثان الناتجة عن إنتاج النفط والغاز بصورة كبيرة، فالنرويج وهولندا لديهما أدنى كثافة للانبعاثات، إلى جانب دول الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات، في حين لدى تركمانستان وفنزويلا أعلى المعدلات.
خفض انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة
يجب أن تنخفض انبعاثات غاز الميثان من الوقود الأحفوري بنسبة 75% خلال هذا العقد (2030)، من أجل تحقيق هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، وفق وكالة الطاقة.
وتؤكد وكالة الطاقة الدولية، أن خفض انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة أمر فعّال للغاية من حيث التكلفة، إذ يمكن تجنب 40% من الانبعاثات الناتجة عن أنشطة الوقود الأحفوري دون أيّ تكلفة، موضحة أن قيمة الميثان المحتجز أعلى من تكلفة إجراءات خفض انبعاثاته.
ويتطلب خفض انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري بنسبة 75% بحلول 2030، إنفاق نحو 170 مليار دولار، أي أقل من 5% من دخل هذه الصناعة عام 2023.
وتتوقع وكالة الطاقة تسارع الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة في 2024 وما بعده، بعد التعهدات المعلنة في قمة المناخ كوب 28 في الإمارات.
وحال تنفيذ جميع التعهدات الخاصة بالدول والشركات في الوقت المحدد، فسيكون ذلك كافيًا لخفض انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري بنسبة 50% بحلول عام 2030.
ومن ناحية أخرى، أشارت وكالة الطاقة إلى مشكلة تتعلق بصحة البيانات وشفافيتها، ففي الوقت الحالي، تقل انبعاثات غاز الميثان التي تشير إليها تقارير شركات النفط والغاز الحالية بنسبة 95% عن تقديرات وكالة الطاقة الدولية لعام 2023، في حين أن مستويات الانبعاثات التي أبلغت عنها البلدان أقل بنحو 50%.
موضوعات متعلقة..
- انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة ترتفع للعام الثاني على التوالي
- تباطؤ نمو انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا خلال 2022 (تقرير)
- ملامح انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا (رسوم بيانية)
اقرأ أيضًا..
- أكبر مشروع للطاقة الشمسية في السعودية يحقق رقمًا قياسيًا عالميًا
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات أسعار النفط في 2024 و2025
- بالأرقام.. صادرات مصر من الغاز المسال تهبط بصورة حادة منذ بداية 2024