يترقب قطاع التعدين في سلطنة عمان طفرة خلال السنوات المقبلة، عبر تطوير عدد من المناجم، في ظل الخطط الحكومية الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني.
واحتفلت شركة تنمية معادن عمان اليوم الإثنين 26 فبراير/شباط (2024) بوضع حجر الأساس لمشروع إعادة تطوير منجمي الأسيل والبيضاء للنحاس، الواقعين ضمن المربع 4 بولايتي صحار ولوى، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويعدّ مشروع تطوير مناجم الأسيل والبيضاء أحد أول مشروعات تنمية معادن عمان في تعدين خام النحاس، إذ كشفت برامج الاستكشاف والتنقيب المكثفة التي نفّذتها الشركة خلال عام 2022 وجود احتياطيات تجارية من خام النحاس تُقدَّر بنحو 2.78 مليون طن بالمنجمين– أحد أقدم مناجم النحاس في عمان - بالمربع 4 التابع لشركة عمان للتعدين، إحدى شركات تنمية معادن عمان.
مناجم الأسيل والبيضاء
تشمل مراحل المشروع أعمال التأهيل والإنشاءات لمناجم الأسيل والبيضاء، تتبعها عمليات التعدين السطحي، ومن ثم البدء بعمليات المعالجة والتكثيف.
ومن المتوقع البدء بإنتاج خام النحاس من منجم الأسيل خلال العام الجاري، على أن يبدأ الإنتاج من منجم البيضاء خلال عام 2026، إذ تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع نحو 800 ألف طن من خام النحاس سنويًا.
وبحسب الاحتياطيات الحالية، ستبلغ مدة مشروع تطوير مناجم الأسيل والبيضاء 4 سنوات في مرحلته الأولية، وستواصل شركة تنمية معادن عمان أعمال الاستكشاف والتنقيب في المناطق المحيطة بالمشروع، بهدف الحصول على احتياطيات جديدة واستمرار الإنتاج.
ويعدّ مشروع تطوير مناجم الأسيل والبيضاء أبرز إنجازات إستراتيجية التحول في شركة تنمية معادن عمان، وستدعم تحسين الأداء المالي للشركة واستغلال الموارد البشرية والخبرات الفنية، بالإضافة الى استعادة مكانة شركة عمان للتعدين في أسواق إنتاج خام النحاس.
وتأسست شركة تنمية معادن عُمان عام 2017، برؤية إستراتيجية واضحة للاستثمار في قطاع التعدين في سلطنة عمان، وزيادة إسهاماته في نمو القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال إيجاد فرص عمل وبناء قدرات وكفاءات محلية، إلى جانب دعم الأعمال الصغيرة وتنمية القيمة المحلية المضافة.
ومن المتوقع أن يصل إسهام قطاع التعدين في سلطنة عمان بالناتج المحلي الإجمالي إلى 2.6% بحلول 2028، مقابل 1.4% عام 2020، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تعدين النحاس في سلطنة عمان
قال الرئيس التنفيذي للشركة المهندس ناصر بن سيف المقبالي: "يمثّل المشروع انطلاقة جديدة لسلسلة من مشروعات التعدين في الشركة، ونسعى أن يكون المشروع خطوة رائدة نحو إعادة استخراج خام النحاس في سلطنة عمان، بعد توقّف دام سنوات".
ويهدف المشروع -بالشراكة مع القطاع الخاص- إلى تعزيز القيمة المضافة المحلية وتعظيم سلاسل القيمة، إذ قامت تنمية معادن عمان بإسناد عقود أعمال التعدين لإحدى الشركات الوطنية، بينما ستتولى شركة موارد للتعدين مهمة معالجة وتكثيف خام النحاس من خلال وحدة تكثيف خام النحاس التابعة لها، والواقعة في منطقة وادي الجزي بولاية صحار.
وتمثّل الخطوة شراكة نموذجية مع القطاع الخاص، تعكس سعي الشركة الحثيث نحو التكامل وتطوير قطاع التعدين في سلطنة عمان.
وعملت شركة تنمية معادن عمان على قيادة وتنفيذ إستراتيجية التحول الطموحة لشركة عمان للتعدين منذ عام 2021، بالاستفادة من الموارد الجيولوجية والإمكانات المختلفة للشركة.
وأضاف الرئيس التنفيذي: "منذ أن نُقلَت شركة عمان للتعدين للمجموعة قبل عامين، عملنا على تنفيذ إستراتيجية طموحة للتحول بهدف إعادة تشغيل الشركة والاستفادة من أصولها الجيولوجية التي لم تُستَكشَف سابقًا، للتغلب على بعض التحديات التي مرت بها الشركة، وخلال مدة وجيزة تمكّنّا من التغلب على العديد من هذه التحديات، بدعم من جهاز الاستثمار العماني، وشركائنا في وزارة الطاقة والمعادن، وغيرها من الجهات الحكومية".
موضوعات متعلقة..
- أبرز منتجات قطاع التعدين في سلطنة عمان (رسم بياني)
- قطاع التعدين في سلطنة عمان.. ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 2023 تشهد قفزة ضخمة
- رابطة منتجي النفط الأفارقة: نواجه 3 تحديات.. والأولوية لأزمات الكهرباء (خاص)
- روسيا تترقب تغيرات إستراتيجية بقطاع النفط والغاز في 2024 (مقال)