قادت تجارة الغاز المسال الأرباح التي حقّقتها شركة شل (Shell) متعددة الجنسيات، خلال الأشهر الـ3 الأخيرة الممتدة من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الأول (2023).
وتولي الشركة أهمية متزايدة بإنتاج طاقة منخفضة الكربون وموثوقة وميسورة التكلفة، وإلى ذلك يؤدي الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال دورًا لا غنى عنه في سد هذا الطلب مع المساهمة في التحوّل إلى مستقبل طاقة أكثر استدامة.
ويُسهم الغاز في تحقيق مرونة أنظمة الطاقة واستقرارها؛ ما يتيح تكامل مصادر الطاقة المتجددة ودعم إزالة الانبعاثات من مختلف القطاعات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وترى شل أن هناك حاجة ماسّة إلى إزالة الكربون من سلسلة قيمة الغاز، ولا سيما في سياق مساعي الشركة لأن تصير كيانًا حيادي الكربون في منظومة الطاقة العالمية بحلول أواسط القرن الحالي (2050).
ثُلث الأرباح
حقّقت شل قرابة ثلث أرباحها الإجمالية في الربع الرابع من العام المنصرم (2023) بفضل الـ2.4 مليار دولار المتحققة من تجارة الغاز المسال التي شهدت طلبًا قويًا قبيل فصل الشتاء، وفق ما صرحت به 3 مصادر مطلعة إلى وكالة رويترز.
ولم تكشف شل النقاب عن حجم الأموال التي حقّقتها من تجارة الغاز المسال حينما أعلنت نتائجها الفصلية للربع الربع من عام 2023 في 1 فبراير/شباط (2024) والتي أظهرت تحقيق الشركة صافي عائدات يُقدَّر بـ7.2 مليار دولار.
ونادرًا ما تكشف الشركة عن تفاصيل إضافية تتعلق بأداء تجارتها باستثناء منشوراتها العامة، وتُسلّط أرباحها المتحققة من قطاع الغاز المسال الضوء على أهمية تلك السلعة الحيوية في محفظتها الاستثمارية.
وقال المصدران إن الأرباح الفصلية التي حققتها شل من تجارة الغاز المسال كانت من بين الأعلى في تاريخ الشركة، غير أن ناطقًا باسم الشركة رفض التعليق على بيانات الأرباح.
وتدير الشركة، أكبر تاجر للنفط والغاز في العالم، عمليات في قطاع الغاز المسال العالمي تتيح لها الاستفادة من التحولات الإقليمية في الطلب والأسعار.
أداء قوي
في 1 فبراير/شباط (2024) قال الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان، إن الأداء القوي الذي أظهرته شل يُعزى، بوجه عام، إلى فتح فرص التجارة، المعروفة باسم المراجحة بين الأسواق الشرقية والغربية مع دخول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُقصَد بمصطلح المراجحة بشراء وبيع الأصل المالي نفسه في أسواق مالية مختلفة بهدف الاستفادة من فروق الأسعار الموجودة بينهما.
وأضاف صوان أن فرص المراجحة قد تراجعت، منذ بداية العام الحالي (2024)، نتيجة انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بسبب وفرة الإمدادات واعتدال ظروف الشتاء.
حصة عالمية كبيرة
في العام المنصرم (2023) استأثرت شركة شل بنحو 17% من حجم تجارة الغاز المسال العالمية البالغة سعتها 404 ملايين طن متري، وفقًا لبيانات الشركة.
ولم تكن تجارة الغاز في محفظة الشركة تؤتي ثمارها دائمًا؛ إذ تكبّد هذا القطاع خسائر قاربت 1 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2023 بعد أن تأثر التجار سلبًا بالزيادة الحادة في أسعار الغاز الأوروبية جراء وقف روسيا إمداداتها عن القارة العجوز، وفق ما نشرته رويترز في نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
وسبق أن قالت شل إنه من المتوقع أن توفّر عمليات تجارة الغاز المسال ارتفاعًا تتراوح نسبته بين 2% و4% في عائدات الشركة على متوسط رأس المال المستَعمل، والذي لامست نسبته 18.8% في عام 2023.
وضع الهيمنة
تتوقّع شل أن تؤدي تجارة النفط والغاز والكهرباء دورًا حاسمًا في حين تتفاوض الشركة بشأن تحول الطاقة، ومن الممكن أن تساعد تلك التجارة على تعزيز العائدات المتحققة من النفط والغاز، وحماية الشركة من التذبذبات في أسعار تلك السلع الإستراتيجية.
وسيكتسب الوضع المهيمن الذي تتمتع به شل في سوق الغاز المسال أهمية خاصة في المدى الطويل.
من جهته قال الرئيس العالمي لإستراتيجية الطاقة في جيه بي مورغان كريستيان مالك: "بنت شركة شل نطاقًا واسعًا كي تقدر على السيطرة على تجارة الغاز المسال من خلال كميات الغاز وأسطول كبير من الناقلات".
وأوضح مالك: "سيسمح هذا النطاق كذلك لشركة شل بإحكام السيطرة على تجارة الغاز المسال حتى في ظل انخفاض أسعار الغاز"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أنه من المرجّح أن تستمر الشركة في الاحتفاظ بمكانة مهيمنة في سوق الغاز المسال؛ ما يمكّنها من الاستفادة من اضطرابات السوق لعقود من الزمن.
نتائج أعمال شل في 2024
أظهرت نتائج أعمال شل في 2023 هبوطًا ملحوظًا في الأرباح بنسبة 29% على أساس سنوي؛ متأثرةً بانخفاض أسعار الطاقة، وتراجع مستويات الطلب.
وفي العام المنصرم بأكمله (2023) لامست أرباح الشركة ما قيمته 28.25 مليار دولار، بحسب ما ورد في بيان نتائج أعمالها الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واقترنت أرباح شل لعام 2023 بهبوط هوامش ربح المواد الكيميائية وأنشطة التكرير وانكماش مبيعات الوقود، في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، في أعقاب نجاح كبير في عام 2022، بدعم من زيادة أسعار الطاقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
توقعات 2024
توقّعت شل أن تتراوح النفقات الرأسمالية النقدية لعام 2024 بأكمله بين 22 و25 مليار دولار، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُتوقّع أن تأخذ أرباح الشركة المعدلة شكل مصروفات صافية تلامس نحو 400-600 مليون دولار في الربع الأول من 2024، ومصروفات صافية تبلغ نحو 1.5-2.1 مليار دولار للعام بأكمله (2024).
وبخصوص الغاز المسال رفعت الشركة توقعاتها لحجم إنتاجها من تلك السلعة شديدة البرودة خلال الأشهر من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من عام 2024، بعد إعادة تشغيل منشأتها العملاقة للغاز المسال العائمة "بريلود" قبالة سواحل أستراليا.
ومن المتوقّع أن يصل إنتاج الغاز إلى قرابة 930-990 ألف برميل يوميًا، ويُتوقع كذلك أن تلامس أحجام تسييل الغاز المسال نحو 7-7.6 مليون طن.
موضوعات متعلقة..
- "شل مصر" تؤكد استمرارها في إنتاج النفط والغاز مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني
- نتائج أعمال شل في 2023 تهبط بالأرباح 30%
- نتائج أعمال شل في 2023 تهبط بالأرباح 30%
اقرأ أيضًا..
- ذكرى غزو أوكرانيا.. 11 تقريرًا ترصد تطورات أسواق الطاقة (ملف خاص)
- قطاع البطاريات الأوروبي.. إستراتيجية بـ6 محاور قد تخرجه من أزمته
- شركة نفط عالمية ديونها تتجاوز 100 مليار دولار