تمويل مشروعات الهيدروجين الطبيعي بـ20 مليون دولار.. طفرة مرتقبة
دينا قدري
يحظى الهيدروجين الطبيعي باهتمام دولي متزايد، نظرًا لأنه يُمكن أن يكون مصدرًا هائلًا للطاقة الخالية من الكربون، في عالم يسعى لخفض انبعاثاته والسيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري.
ودعمًا لأجندة الرئيس جو بايدن للاستثمار في أميركا، أعلنت وزارة الطاقة منح 20 مليون دولار لتمويل 16 مشروعًا في 8 ولايات، لتسريع عملية توليد الهيدروجين الطبيعي تحت سطح الأرض.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تقدم الوزارة منحًا بحثية لأفضل المختبرات والجامعات والشركات الخاصة الأميركية، لتطوير الهيدروجين منخفض التكلفة ومنخفض الانبعاثات، ما سيساعد في تحقيق أهداف الرئيس بايدن الطموحة بشأن المناخ وإزالة الكربون.
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تختار فيها حكومة الولايات المتحدة فرقًا تنافسية للبحث في هذا النوع من التقنية، مؤكدة أن الهيدروجين النظيف سيعمل على تعزيز استقلال الطاقة الأميركية، مع تقليل تأثير الطاقة في البيئة في آنٍ واحد.
تمويل مشروعات الهيدروجين الطبيعي
قالت وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة للطاقة التابعة لوزارة الطاقة، إنه يجري توزيع نحو 20 مليون دولار من المنح على 16 فريقًا، مع التركيز على تطوير طرق للمساعدة في تحفيز توليد الهيدروجين الطبيعي وتدفقه، وتحسين التقنيات الهندسية لاستخراج الوقود.
وعلى الرغم من أن المبلغ الإجمالي بالدولار ليس مرتفعًا، فإن برنامج البحث والتطوير هو الأول من نوعه فيما يتعلق بالهيدروجين الطبيعي.
وقالت مديرة الوكالة إيفلين وانغ: "إن تسريع تطوير الهيدروجين النظيف منخفض الانبعاثات وتمكين نشره على نطاق واسع، أمر بالغ الأهمية لخفض الانبعاثات التي تعرّض الصحة العامة للخطر وتلوث النظم البيئية المحلية، وهو عنصر أساسي في خطة الرئيس بايدن لمعالجة أزمة المناخ"، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة.
وأضافت: "ستستكشف فرق المشروع من جميع أنحاء البلاد إمكان تسريع إنتاج الهيدروجين الطبيعي واستخراجه، مع تسريع الحلول التي نحتاج إليها لخفض تكاليف الطاقة وزيادة أمن الطاقة في بلادنا".
ومن بين المستفيدين مختبرات لورانس بيركلي، ولورانس ليفرمور، ولوس ألاموس الوطنية، وكلية كولورادو للمناجم، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة تكساس.
وتعد شركة كولوما (Koloma) واحدة من 4 شركات خاصة فقط حصلت على المنح، وهي شركة ناشئة ذات تمويل جيد يدعمها بيل غيتس، سرعان ما أصبحت أبرز الشركات في الصناعة الجديدة.
وجمعت تلك الشركات أكثر من 100 مليون دولار من المستثمرين، بما في ذلك شركة "بريكثرو إنرجي فانتشرز" (Breakthrough Energy Ventures) التي أسسها بيل غيتس، وتتحرك بسرعة لتكون أول من ينقب عن الهيدروجين تحت الأرض.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كولوما، بيت جونسون: "نشارك وجهة نظر وزارة الطاقة أن هذه التكنولوجيا تمثل فرصة هائلة لإنتاج هيدروجين منخفض التكلفة ومنخفض الكربون، ومن مصادر محلية.. نحن متحمسون للعمل مع الوكالة في هذا المجال الحيوي للتنمية".
مزايا الهيدروجين الطبيعي
يتسم الهيدروجين بالمرونة في إنتاج الطاقة، إذ يُمكن استعماله لخفض انبعاثات الكربون من إنتاج الصلب والمواد الكيميائية وتكرير النفط والأمونيا، وتشغيل المركبات، وتخزين الكهرباء أو إنتاجها، ما يجعله وقودًا نظيفًا مقنعًا.
إلا أن استخراجه من الماء وغيره من مصادر الوقود غير الأحفوري يظل مكلفًا.
ويُعد الهيدروجين الطبيعي جذابًا بصورة خاصة، لأنه الوقود الأقل تكلفة، ويستعمل تقنيات الحفر التي أتقنتها صناعة النفط والغاز منذ مدّة طويلة، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن مجلة "فوربس" الأميركية (Forbes).
وعلى عكس رواسب النفط والغاز، الملوثة والمحدودة، يجري توليد الهيدروجين الطبيعي بصورة مستمرة.
ويوجد الهيدروجين الطبيعي -المعروف أيضًا باسم الهيدروجين الأبيض- بصورة حرة في طبقات الأرض، ويتطلب الوصول إليه القيام بعمليات الحفر، مثلما هو الحال مع آبار النفط والتكسير المائي الهيدروليكي.
وحسب تعريف منصة الطاقة المتخصصة، يتميّز هذا النوع من الهيدروجين بقدرته على أن يصبح مصدرًا أوليًا للطاقة بتكلفة منخفضة وانبعاثات قليلة، ويمكن استخراجه بوساطة الحفر، إذا اكتُشِفَ بكميات وفيرة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين المختلفة حسب طريقة الإنتاج:
وهناك نظريات مختلفة حول كيفية تكوين الهيدروجين، لكن النظرية السائدة هي أنه منتج ثانوي لتفاعل كيميائي مستمر بين اختلاط الحرارة والماء مع الحديد في حالة الأكسدة.
وغالبًا ما يُعثر عليه بالقرب من خطوط الصدع، وتشير التقديرات الأولية لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أنه وفير للغاية.
على الصعيد العالمي، قد تكون كمية الهيدروجين الطبيعي "فلكية" بناءً على مدى شيوع الظروف اللازمة لتوليده، كما قال مدير برنامج وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة للطاقة، دوغ ويكس، العام الماضي. وقدر أنه يمكن أن يصل إلى 150 مليون طن متري.
أحدث اكتشافات الهيدروجين الطبيعي
في تطور جديد، عثر باحثون على "مصدر ضخم" للهيدروجين الطبيعي شبه النقي في قاع منجم لخام الكروم تحت الأرض في ألبانيا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ووصف المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) -الذي شارك في البحث- ذلك بأنه "أعلى تدفّق طبيعي للهيدروجين جرى قياسه حتى الآن".
واكتشف الباحثون أن هذا الموقع كان يضخ 11 طنًا من الهيدروجين النقي بنسبة 84% سنويًا، ولكن بناءً على عينات الهواء في الأعمدة والكهوف الأخرى، حسبوا أن المنجم كلّه كان يطلق نحو 200 طن من الهيدروجين سنويًا، خلال السنوات الـ6 الماضية على الأقل.
وكان ذلك أعلى بـ1000 مرة من الهيدروجين الذي أُطلق في مواقع مماثلة جيولوجيًا في أماكن أخرى من العالم، مثل سلطنة عمان.
ومن شأن هذه الاكتشافات أن تحفّز المغرب وسلطنة عمان على المضي قدمًا في التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي، بعد إطلاق تجربتين واعدتين لاستكشاف هذا النوع من الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- جنوب أستراليا تستقطب شركات لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي
- الهيدروجين لن يزيح الغاز الطبيعي من مزيج الطاقة قبل 20 عامًا (تقرير)
- شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا قد تتجاوز 31 ألف كيلومتر (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أوبك تثبت توقعات الطلب على النفط.. وتخفض تقديرات المعروض في 2024
- وزير: قدرات ضخمة لإنتاج الغاز الجزائري.. ونستقطب دول البحر المتوسط
- أنس الحجي: الغاز الروسي قد يشهد حصارًا أميركيًا جديدًا.. وبوتين تعلّم الدرس
- تويوتا تفوز في رهان السيارات الهجينة.. وفورد تدفع ثمن الاندفاع نحو الكهرباء (تقرير)