وزير: قدرات ضخمة لإنتاج الغاز الجزائري.. ونستقطب دول البحر المتوسط

أحمد بدر

2024-02-13

0 1٬135

استطاع الغاز الجزائري أن يفرض نفسه بصفته مصدرًا موثوقًا للطاقة في مختلف الأسواق العالمية، في وقت يشهد فيه العالم تحديات اقتصادية وتوترات جيوسياسية، تلقي بظلال وخيمة على أسواق الطاقة.

ويرى وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن سوق الغاز العالمية تشهد خلال السنوات الأخيرة مرحلة عدم استقرار، في ظل تقلّب أسعار الغاز وظهور فاعلين جدد، بجانب الأزمات الجيوسياسية.

وأوضح أن الغاز الجزائري تمكَّن من إثبات مرونته في تجاوز هذه التقلبات، مع تمكُّن الدولة من إثبات نفسها بصفتها موردًا آمنًا وموثوقًا للطاقة، لافتًا إلى أن السوق العالمية تخضع اليوم إلى آليات جديدة، تزيد من حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين، إذ أدى ظهور مصدّرين جدد للغاز المسال -مثل أميركا- إلى اختلال التوازنات التقليدية للأسواق.

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، خلقت مستويات احتياطيات الغاز الأوروبية المرتفعة حالة من الشك بشأن تطور الطلب الأوروبي على المدى القصير، في حين تسهم آليات، مثل تجميع المشتريات الأوروبية أو تعديل الكربون على الحدود، بخفض الشفافية المطلوبة لتحقيق استقرار الأسواق".

تنافسية الغاز الجزائري

قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، إن الغاز الجزائري يتمتع بميزات تنافسية، لا سيما أن البلاد لديها احتياطيات غازية كبيرة مؤكدة، بالإضافة إلى بنية تحتية مهمة تسمح بإنتاج الغاز ونقله وإسالته، بجانب خطوط نقل مباشرة مع أوروبا.

وأضاف: "عززت الاستثمارات الكبيرة، التي قدّمتها الدولة خلال السنوات الماضية، من القدرة الضخمة لإنتاج الغاز الجزائري، كما وفرت طاقات تصدير قادرة على الاستجابة بشكل سلس ومرن لتقلبات الطلب العالمي على الغاز"، وفق ما جاء في حواره مع مجلة "الجيش" الجزائرية.

وأشار الوزير إلى أن الجهد المبذول والحفاظ على التنافسية، وأوقات التسليم القصيرة التي تتميز بها البلاد في مجال الغاز المسال، جعلت الجزائر مصدرًا لاستقطاب الدول المطلة على سواحل البحر المتوسط خصوصًا، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، وفق محمد عرقاب، تعمل الدولة على خفض البصمة الكربوني في مجال الصناعة الغازية، وذلك من خلال خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يمكّنها من تعزيز دور ومكانة الغاز الجزائري بصفته داعمًا لانتقال الطاقة.

ومن الناحية الجيوسياسية، يرى أن موقع الجزائر في شمال أفريقيا يجعلها مصدرًا إستراتيجيًا قريبًا من أوروبا، إضافة إلى أن التعاون المتزايد مع دول أفريقيا المنتجة، مثل نيجيريا، في مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري "أنبوب الغاز العابر للصحراء"، يعزز مكانتها بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة.

وأوضح الوزير أن موقف الجزائر الفعال ضمن المنظمات الحكومية الدولية، مثل منتدى الدول المصدّرة للغاز، أو أوبك، أسهم في تعزيز مصداقيتها لدى الشركاء الدوليين في مجال الطاقة، ما يدعم مكانة البلاد الطاقية في البحر المتوسط.

وتابع: "احتياطيات الغاز الجزائري المؤكدة، مع الاكتشافات الأخيرة، ستفتح آفاقًا واعدةً وضمانات للمستثمرين والمورّدين بشأن موثوقيتنا وقدراتنا على المدى الطويل، إذ تسعى الدولة إلى تعزيز وتثبيت مكانتها بصفتها شريكًا غازيًا رائدًا على الصعيدين الإقليمي والدولي".

الغاز الجزائري إلى أوروبا

منتدى الدول المصدرة للغاز

وصف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب اجتماع منتدى الدول المصدّرة للغاز، الذي تستضيفه بلاده في المدة بين 29 فبراير/شباط الجاري و2 مارس/آذار 2024، بأنه حدث مهم بالنسبة للبلاد، إذ سيحضره رؤساء دول وحكومات، وخبراء في مجال صناعة الغاز من جميع أنحاء العالم.

وأوضح الوزير أن المنتدى يعدّ فرصة لتبادل الأفكار ووجهات النظر لدفع صناعة الغاز إلى الإسهام في تحقيق أمن الطاقة، ودعم تحول الطاقة على المدى الطويل، وفق ما نشرته مجلة "الجيش" واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مقر منتدى الدول المصدرة للغاز — مقرّ منتدى الدول المصدرة للغاز - الصورة من إنرجي فويس

وأضاف محمد عرقاب: "من بين الأهداف الإستراتيجية المنتظرة من قمة الجزائر، جعل الغاز موردًا رئيسًا نظيفًا لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، بجانب دعم سيادة الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز على مواردها الغازية".

ولفت إلى أن المنتدى فرصة لرؤساء الدول والحكومات لمناقشة التحديات العالمية في مجال الغاز، واستعراض ودراسة التطورات التي تشهدها أسواق الغاز العالمية، في ظل التغيرات الجيوسياسية والهيكلية، لا سيما المتعلقة بإزالة الكربون من الغاز الطبيعي، واحتجازه وتخزين واستعماله.

وتوقّع عرقاب أن تخرج قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر بتوصيات إستراتيجية مهمة، من خلال تبنّي إعلان مهم يضمن التزام الدول الأعضاء بالتعاون لمواجهة التحديات العالمية والتغيرات الجيوسياسية، وضمان مصالحها المشتركة بمجال الغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..