- المفاعلات المعيارية الصغيرة والمتوسطة تدعم التقدم نحو حصول الجميع على مصادر الطاقة الحديثة
- المفاعلات المعيارية الصغيرة والمتوسطة ليست محصنة ضد التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لتغير المناخ حاليًا
- توقعات بأن يصل عمر المفاعلات الصغيرة والمتوسطة في المستقبل إلى 100 عام أو أكثر
- درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤثر في محطات الطاقة النووية بعدة طرق
تعزز المفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة "المعيارية" أهداف التنمية المستدامة بطريقة صديقة للمناخ، وتدعم التقدم نحو حصول الجميع على مصادر الطاقة الحديثة.
وعلى الرغم من أنها قد لا يكون لها تأثير سلبي في تغير المناخ خلال المستقبل فإن المفاعلات المعيارية الصغيرة والمتوسطة ليست محصنة ضد التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لتغير المناخ حاليًا.
وفي الآونة الأخيرة، اكتسبت فئة جديدة من المفاعلات النووية الصغيرة المخصصة لتوليد الكهرباء شعبية كبيرة، ومن المفترض أنها أكثر ملاءمة للاستعمال في البلدان النامية، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ميزات المفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة
تتميز المفاعلات الصغيرة والمتوسطة "المعيارية" بتكاليف رأسمالية أقل وأوقات بناء أقصر من المفاعلات المرتبطة بمحطات الطاقة النووية التقليدية.
ولأن إنتاجها من الطاقة أقل، يمكنها العمل مع شبكات ذات سعة أقل، ومن الممكن وضعها في مناطق نائية وأقل نموًا، بل ويمكن حتى تعديلها وتحديثها، لتتناسب مع البنية التحتية القائمة عندما يتم إيقاف تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم.
ويعني التصميم المعياري أنه يمكن بناؤها بسهولة، وتوسيعها بمرور الوقت، لتتناسب مع الطلب المحلي على الكهرباء، حسبما نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
وتفسر هذه الخصائص -إلى جانب انخفاض انبعاثات الكربون وانخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن الحوادث والتلوث لكل وحدة من الكهرباء المنتجة، مقارنة بالعديد من مصادر الطاقة الأخرى- السبب الذي دفع العشرات من الدول إلى التعبير عن اهتمامها ببناء المفاعلات المعيارية الصغيرة.
في المقابل، يتخذ ما لا يقل عن 40 دولة خطوات نحو بناء محطات نووية صغيرة على أراضيها، ووفقًا للبيانات الصادرة عن وكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والرابطة النووية العالمية.
وقد أحصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما لا يقل عن 80 تصميمًا للمفاعلات المعيارية الصغيرة، معظمها مخصص لإنتاج الكهرباء لمدة 60 عامًا أو أكثر.
ومع توفر الوقت المسموح به للتشييد وإيقاف التشغيل والتمديدات المحتملة لعمر التشغيل، فمن المتوقع أن يصل عمر المفاعلات الصغيرة والمتوسطة في المستقبل إلى 100 عام أو أكثر.
المفاعلات والمخاطر المناخية
يشكل تغير المناخ وآثاره المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك على السياسة والأمن، مخاطر على محطات الطاقة النووية وغيرها من البنية التحتية الحيوية.
وتشمل الآثار المباشرة الظواهر الجوية القاسية سريعة الظهور، على سبيل المثال العواصف وموجات الحر، والفيضانات المفاجئة، فضلًا عن الظواهر بطيئة الظهور، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وندرة المياه، والتغيرات في هطول الأمطار أو متوسط درجات الحرارة.
ويمكن لهذه العوامل أن تقوّض الأداء الآمن والمأمون للمحطات النووية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الجفاف، خصوصًا بسبب الطلب المتزايد على المياه، إلى تعطيل إمدادات مياه التبريد للمفاعل، ما قد يستلزم إغلاقه، في حين أن الفيضانات أو العواصف يمكن أن تلحق الضرر بالمنظومات الحيوية.
ويتوقع محللون أن تستمر انقطاعات الكهرباء بسبب تغير المناخ في الارتفاع بين محطات الطاقة النووية في العالم.
ويمكن أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة في محطات الطاقة النووية بعدة طرق، حسبما نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
على سبيل المثال، يمكن لدرجات الحرارة الأكثر دفئًا أن تعزز النمو السريع للطحالب أو غيرها من المواد البيولوجية، التي يمكن أن تسد بدورها مآخذ مياه التبريد، ما يقلل الإنتاج وحتى يتطلب إغلاق المحطة، خصوصًا في المناطق الأكثر دفئًا أو المفاعلات التي تستعمل مياه البحر للتبريد.
وأعلنت بعض الدول اهتمامها ببناء مفاعلات معيارية صغيرة ومتوسطة تقع في مناطق معرضة بشدة للآثار المادية لتغير المناخ، بما في ذلك البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
وعلى الرغم من أن الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في عام 2011 كان ناجمًا عن كارثة طبيعية لا علاقة لها بتغير المناخ، فقد أظهر أنه حتى في دولة صناعية غنية مثل اليابان، فإن المنشآت النووية يمكن أن تكون عرضة للظواهر الطبيعية القاسية.
بناء المفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة على المدى الطويل
يشير الطلب الحالي على المفاعلات الصغيرة والمتوسطة إلى أن عدد محطات الطاقة النووية العاملة في جميع أنحاء العالم من المتوقع أن يرتفع بصورة كبيرة، ويقع العديد منها في المناطق النائية أو في البلدان المعرضة لتغير المناخ، إذ قد تكون القدرة والموارد على الاستجابة لحالات الطوارئ محدودة.
وبالنظر إلى أن أغلب المفاعلات الصغيرة والمتوسطة لا تزال في مرحلة التصميم، فمن الممكن مراعاة المخاطر المرتبطة بالمناخ في الميزات التقنية وعمليات النشر النهائية.
ويمكن معالجة التهديدات الأكثر حدة الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية على السلامة النووية عن طريق إغلاق المفاعل حتى انتهاء الحدث.
وعلى الرغم من أن المفاعلات الصغيرة والمتوسطة أحدث وأصغر من المفاعلات التقليدية، فإن المخاطر المرتبطة أحيانًا بعمليات الإغلاق هذه ينبغي أن تكون محدودة.
اقرأ أيضًا..
- نقص الكهرباء يهدد الزراعة في واحة المُغرة المصرية.. والطاقة الشمسية غير كافية (تحقيق)
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من تقلبات أسواق الغاز العالمية في 2024
- أنس الحجي: أسواق النفط في 2023 شهدت مفاجآت.. أبرزها روسيا وأميركا (صوت)