تستعد إيران لدخول نادي الدول المنتجة والمصدّرة للهيدروجين، في إطار الإستراتيجية التي تتبنّاها حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي لتنويع الاقتصاد الوطني والتركيز على الصناعات ذات القيمة المضافة.
قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية (NIOC)، محسن خوجاشمهر: "نحن جادّون في إنتاج الهيدروجين وتصديره، وقريبًا سننشئ أول مشروع تكنولوجي لإنتاج الهيدروجين في البلاد".
وأضاف خلال مشاركته في حدث عن الهيدروجين في طهران اليوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني (2024): "ستدخل إيران إلى مجموعة منتجي الهيدروجين ومصدّريه"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
استغلال الموارد غير التقليدية
أكد خوجاشمهر أن استعمال الموارد الهيدروكربونية غير التقليدية مثل الصخر النفطي والغاز والهيدروجين هو تطور كبير في عالم الطاقة.
وقال: "إن خطط شركة النفط الإيرانية حول استعمال الاحتياطيات غير التقليدية تجاوزت مرحلة البحث، ودخلت المرحلة التجريبية، وسنعلن النتائج قريبًا".
وأضاف: "سنعلن قريبًا إضافة كمية كبيرة من الاحتياطيات الهيدروكربونية غير التقليدية في البلاد"، حسبما ذكرت وكالة شانا.
وقال رئيس شركة النفط الإيرانية، في إشارة إلى خطة أوروبا لإنتاج ملايين الأطنان من الهيدروجين: "إن هذه القارة أنجزت نصف خطة الإنتاج فقط، وستعمل على تطوير القدرة في المستقبل، من أجل الوصول إلى أسواق الهيدروجين العالمية".
وأضاف: "يجب أن ندخل سوق الهيدروجين بجدّية.. لذلك لا بد أن تصبح عملية البحث والتطوير لهذه المادة هدفنا من أجل إنتاج هيدروجين اقتصادي يمكن الوصول إليه بسهولة".
وشدد خوجاشمهر على أن شركة النفط الوطنية جادة في إنتاج وتصدير الهيدروجين، "وقريبًا سننشئ أول مشروع تكنولوجي لإنتاج الهيدروجين في البلاد"، داعيًا الجامعات، بوصفها إحدى الدوائر العلمية في البلاد، للمساعدة في مجال تطوير تكنولوجيا الهيدروجين.
الهيدروجين في إيران
قال نائب وزير النفط لتكرير وتوزيع المنتجات النفطية، جليل سالاري، إن إنتاج كل طن هيدروجين من المصادر الهيدروكربونية يكلّف نحو 400 دولار.
وشدد على أن استعمال الهيدروجين في سلة الوقود في إيران، خاصة في قطاع النقل، سيعمل على ترشيد الاستهلاك وخفض الانبعاثات.
وأضاف أن مصافي النفط تنتج كميات كبيرة من الهيدروجين تُستَعمَل في عمليات التكرير والبتروكيماويات، قائلًا: "إن النوعية والكمية للمنتجات النفطية على أساس المعايير البيئية أمر بالغ الأهمية.. لذلك هناك توجّه للتوسع في إنتاج الهيدروجين".
وأعلن أن إنتاج الهيدروجين في إيران من خلال في مصافي النفط يبلغ نحو 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، حسبما ذكرت شانا.
وأشار جليل سالاري إلى أن هناك خططًا لزيادة تحسين استهلاك الوقود، قائلًا: "نظرًا لأننا بعيدون عن المعايير العالمية في استهلاك أنواع الوقود الأخرى مثل الغاز، فلا يمكننا التوقف عن التفكير في استعمال الهيدروجين".
وأوضح أن أسطول السيارات الخفيفة والدراجات النارية في البلاد يستهلك حاليًا 115 مليون لتر بنزين يوميًا، والمركبات الثقيلة تستهلك 63 مليون لتر ديزل يوميًا، ومحطات توليد الكهرباء تستهلك 70 مليون لتر ديزل يوميًا.
وأضاف أنه يُنتَج حاليًا 2.2 مليون برميل من النفط المكرر في مصافي إيران، بما يعادل 60 مليون لتر من زيت الوقود، موضحًا أن هناك خططًا لخفض كمية إنتاج زيت الوقود إلى ثلث الكمية الحالية خلال الأعوام المقبلة.
التنافس مع دول الخليج
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الإيرانية ماجد شيجاني، إن الدول المجاورة على الخليج العربي تتقدم بفارق كبير عن طهران في مجال تطوير تكنولوجيا الهيدروجين.
وأضاف: "ينبغي إنشاء هيكل حاكم وعلمي للتقارب بين المراكز العلمية من أجل تطوير تكنولوجيا الهيدروجين"، مشيرًا إلى أن الهيدروجين أصبح أحد المصادر الرئيسة في سلسلة الطاقة، إذ يعدّ عنصرًا مهمًا على طريق التنمية المستدامة والنظيفة.
وقال: "يعدّ الهيدروجين اليوم خيارًا مناسبًا لتوفير الوقود النظيف وتوفير الطاقة التي تحتاج إليها المركبات والمنازل السكنية ومحطات الكهرباء"، حسبما ذكرت وكالة شانا.
وشدد على ضرورة التخطيط لإعداد صورة شاملة لصناعة الهيدروجين في إيران وقدرات إنتاجه من خلال الاستعانة بصناعة الغاز الإيرانية، من أجل اختيار الطريقة الأكثر توفيرًا، موضحًا أن زيادة إنتاج الهيدروجين من شأنها تخفيف الضغط في حجم استهلاك الغاز الطبيعي.
وأكد ماجد شيجاني أن شركته تعتزم إعداد المسار الأمثل لتطوير الهيدروجين في إيران بصفة أحد المصادر الأولية الرئيسة للطاقة في مستقبل البلاد، كونها المسؤولة عن خطط التطوير الإستراتيجي للهيدروجين في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول سابق: سلطنة عمان تتجه إلى العالمية بمجال الهيدروجين.. وهذا مصير مفاوضات الغاز الإيراني (حوار)
- إنتاج النفط والغاز في إيران قد يستمر 100 عام
اقرأ أيضًا..
- ما موعد انتهاء قطع الكهرباء في مصر؟.. وتشابه يجمع بين الجزائر والقاهرة
- وحدة أبحاث الطاقة: الصين تسيطر على المعادن الأرضية النادرة والمكونات الشمسية
- هجمات الحوثيين على السفن وطرق نقل النفط تفاقم التوترات في البحر الأحمر (مقال)
