هوس الانبعاثات يدفع شركة قهوة كندية لاستعمال المراكب الشراعية.. ما القصة؟
الرحلة استغرقت 20 يومًا من كولومبيا إلى كندا
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
سيطر هوس الانبعاثات على عقول بعض تجار القهوة في العالم، إلى حد استعمال المراكب الشراعية التقليدية دون التفكير في مخاطر الاعتماد عليها في نقل كميات كبيرة من البضائع.
في هذا السياق، أعلنت شركة تحميص القهوة الكندية "كافيه ويليام" (Café William) تفاصيل أول مركب شراعي لشحن وارداتها من البن إلى أميركا الشمالية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقالت الشركة، إن هدفها من إعادة استعمال المراكب الشراعية التقليدية هو خفض البصمة الكربونية، عبر طرق نقل مستدامة صديقة للبيئة بدلًا من النقل عبر السفن العاملة بالوقود الأحفوري.
تفاصيل أول رحلة كندية لنقل القهوة
انطلقت أول رحلة لشحن القهوة عبر المراكب الشراعية من ميناء سانتا مارتا بكولومبيا في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، متجهة إلى أميركا الشمالية.
وحمل المركب الشراعي قرابة 72 ألف كيلوغرام من حبوب البن لمدة 20 يومًا، تمثّل عمر الرحلة من كولومبيا إلى كندا، بحسب منصة أوفشور إنرجي المتخصصة (offshore-energy).
وتقول شركة كافيه ويليام الكندية، إن اختيارها للمراكب الشراعية يأتي في إطار خطة لتقليل الانبعاثات وتعزيز الممارسات المستدامة عبر سلسلة التوريد الخاصة بها.
كما تطمح الشركة إلى أن تكون فكرتها في استعمال هذه المراكب سابقة جيدة تساعد الشركات العاملة في القطاع على محاكاتها، ما قد يؤدي إلى دعم جهود خفض الانبعاثات وتعزيزها في قطاع القهوة عالميًا.
خفض طن كربون لكل حاوية
تقدّر الشركة الكندية حجم الانبعاثات المتجنبة من عمليات شحن القهوة بالمراكب الشراعية بنحو طن واحد من ثاني أكسيد الكربون لكل حاوية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتخطّط الشركة لزيادة عدد المراكب الشراعية الناقلة لحبوب البن المستورد إلى سلسلة مقاهيها في كندا بنسبة 100% على المدى الطويل.
وكانت الشركة الكندية قد أعلنت استثمارها الأول في بناء سفينة شراعية خالية من الانبعاثات في عام 2021، بغرض نقل حبوب البن من أميركا الجنوبية إلى مصنع التحميص الخاص بها في مدينة شيربوك بمقاطعة كيبيك الكندية.
ويحمل المركب، الذي نقل أول شحنة قهوة خالية من الانبعاثات اسم سيبا (Ceiba)، وهو مركب شراعي تقليدي ذو ثلاثة سوارٍ بُنيت في كوستاريكا.
تفاصيل تصميم المركب
يتضمّن تصميم المركب تزويده بمحرك كهربائي مساعد إلى جانب أشرعة، لتحقيق أقصى قدر من الموثوقية والكفاءة.
ويمكن لهذه المحركات الكهربائية أن تكون قادرة على استعمال مزيج من خلايا وقود الهيدروجين الخضراء مع البطاريات التي سيُجرى شحنها بوساطة المراوح ذات الحركة المتغيرة المستعملة في الدفع البحري.
ويُحاط استعمال المراكب الشراعية في شحن البضائع بمخاطر عالية خاصة في البحار والمحيطات الهائجة، إذ يمكن للعواصف الشديدة أو الرياح أن تحرفها عن مسارها أو تغرقها في بعض الحالات.
كما يمكن للرحلة أن تتأخر كثيرًا إذا كانت الرياح هادئة، لأن حركة هذه المراكب مرتبطة بها، وهو ما تحسّبت له الشركة الكندية عبر تزويد المركب بمحرك كهربائي مساعد.
ورغم ذلك، ما تزال مخاطر تعرّض المراكب الكهربائية لحوادث الحرائق في عرض البحر واسعة، وعادة ما يحرص البحارة على تدريب العمال على تفادي الأسلاك والوصلات الكهربائية في كل مكان على ظهر السفينة، خشية تعرضها للخطر، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- ما هي البصمة الكربونية لكرة القدم؟
- وسائل النقل.. كيف تختلف البصمة الكربونية للفرد؟
- مسؤولة إماراتية: انبعاثات قطاع الشحن البحري تُنذر بخسائر فادحة لكوكب الأرض
اقرأ أيضًا..
- أميركا تشتري النفط الروسي بزيادة 15 دولارًا عن السقف السعري
- صفقة اندماج ضخمة بقطاع الطاقة.. الأولى في 2024
- اختطاف ناقلة نفط في خليج عمان
- الجزائر تلغي 23 شركة بقطاع الكهرباء والغاز.. ما القصة؟