أخبار النفطرئيسيةنفط

تسليم الوقود في ألمانيا ضحية احتجاجات ضد الحكومة

المزارعون قطعوا الطُرق اعتراضًا على سياسة التقشف

إيمان محمود

يشهد تسليم الوقود في ألمانيا أزمة بعد تفجّر الأوضاع بين احتجاجات المزارعين التي انتشرت عدواها لتطال قطاعات أخرى، حتى أصبح المشهد أقرب إلى إضراب عام، وذلك بسبب سياسة التقشف التي أقرّتها الحكومة الاتحادية.

وكانت بداية تضرُّر التسليمات صباح يوم الاثنين (8 يناير/ كانون الثاني)، حين خرج المزارعون في احتجاجات عارمة بالجرارات عرقلت وصول شحنات الوقود من مصافي التكرير إلى المناطق الواقعة جنوب البلاد.

وحتى اليوم الخميس (11 يناير/ كانون الثاني 2024)، لم تتوقف الاحتجاجات والإضرابات التي أضرت بتسليمات الوقود في ألمانيا، بل التحقت بها قطاعات أخرى، بحسب ما تابعت منصة الطاقة المتخصصة.

واندلع فتيل الأزمة حينما اتخذت الحكومة، نهاية العام الماضي 2023، قرارًا تدريجيًا بإلغاء دعم الديزل المستعمل في قطاع الزراعة، بناءً على حكم قضائي.

خطة الحكومة

تمثّلت الخطة بإلغاء تخفيضات الضرائب على الوقود في ألمانيا، خاصةً الدعم على الديزل المستعمل في الزراعة، وإلغاء الإعفاء من الضرائب على مركبات الزراعة.

وينص القرار، الذي يأتي في إطار سياسة التقشف، على إلغاء الخصم الضريبي على الديزل تدريجيًا خلال 3 سنوات، وإنهاء أيّ دعم للديزل بدءًا من عام 2027.

ومن شأن هذا القرار توفير نحو مليار يورو للحكومة، لكن على الجانب الآخر، ووفقًا لوزارة الزراعة الاتحادية، ستبلغ الخسارة السنوية لشركة متوسطة الحجم -على سبيل المثال- نحو 1000 يورو خلال عام 2024 فقط.

(اليورو = 1.10 دولارًا أميركيًا).

واختتم عام 2023 بمعدل قياسي من واردات ألمانيا من الديزل، ففي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بلغت وارداتها 750 ألف طن من الديزل والديزل الأحمر الرديء "gasoil"، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الوقود في ألمانيا
المزارعون يتظاهرون بالجرارات في شوارع ألمانيا - المصدر (BNN Breaking)

رد فعل غاضب

أثارت الخطوة استياء المزارعين الذين بدؤوا بتنظيم مظاهرات واحتجاجات بالجرارات في أنحاء البلاد، وأغلقوا الطرق الفرعية والسريعة؛ ما أدى إلى تعطيل حركة المرور، وزاد من التوترات في المناطق المتأثرة.

وأثّرت الاحتجاجات على تسليمات الوقود في ألمانيا، بعد أن عرقلت عمل مصافي تكرير النفط وشركات النقل؛ ما أدى إلى تأخّر في تسليم الوقود وزيادة التكاليف، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ الأميركية.

وأصدر مجمع بايرن أويل لمعالجة النفط والمملوك لشركة فارو إنرجي بي في "Varo Energy BV"، بيانًا موجهًا للشركات، أفاد بصعوبة وصول الشحنات، مشيرًا إلى أن تأثير الاحتجاجات في محطة نوشتات كان شديدًا بشكل خاص.

وبحسب البيان، بدأت الاحتجاجات التي أثّرت في المصافي وعاقت عمليات تكرير النفط في الساعة 5 صباحًا بالتوقيت المحلي من يوم الإثنين الماضي (8 يناير/كانون الثاني).

ومن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات طوال الأسبوع الجاري، فضلًا عن دعوات لمسيرة كبيرة تُقام في برلين يوم الإثنين المقبل (15 يناير/كانون الثاني).

الإضراب يشل حركة البلاد في ألمانيا
الإضراب يشلّ حركة البلاد في ألمانيا - الصورة من (Euractiv)

جهات تلتحق بالإضراب

على صعيد آخر، بدأ سائقو القطارات الألمانية إضرابهم ضد سياسة التقشف، الأربعاء (10 يناير/ كانون الثاني 2024)، على أن يستمر حتى يوم الجمعة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثّر بشكل أكبر في وسائل النقل وتسليمات الوقود في ألمانيا.

ودعت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" الركاب إلى تأجيل الرحلات المقررة، نظرًا للإضراب الذي تنظّمه نقابة سائقي القطارات الألمانية (جي دي إل)، الذي انطلق في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي لألمانيا.

ويأتي الإضراب بعد فشل مفاوضات حول أجور وعدد ساعات العاملين بالقطاع، ومن المرجح أن تكون هذه مجرد بداية موجة من الإضرابات هذا العام، بحسب ما أوردته يورونيوز.

وفي قطاع الشحن، بدأ السائقون إضرابهم في الساعة السادسة من مساء الثلاثاء (9 يناير/ كانون الثاني 2024) على أن يستمر حتى الساعة 6 من مساء يوم الجمعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق