أعلنت أنغولا انسحابها من منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك، بعد سلسلة من الخلافات حول حصص إنتاج النفط لعدد من الدول الأفريقية.
وقال وزير النفط والغاز الأنغولي، ديامانتينو دي أزيفيدو، اليوم الخميس (21 ديسمبر/كانون الأول 2023)، إن قرار الانسحاب اتُّخِذ في جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس البلاد جواو لورنسو، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة الأنباء الأنغولية (ANGOP).
وكانت نيجيريا وأنغولا من بين عدّة دول حصلت على أهداف أقلّ في اجتماع تحالف أوبك+ الأخير في يونيو/حزيران 2023، بعد سنوات من الفشل في تحقيق الأهداف السابقة.
وحتى أكتوبر/تشرين الأول، كانت أنغولا تضخ أقلّ من حصتها لعام 2024، وفقًا لتقييمات مصادر مستقلة استشهدت بها أوبك.
أسباب انسحاب أنغولا من أوبك
قال وزير النفط والغاز الأنغولي ديامانتينو دي أزيفيدو: "نشعر أن أنغولا في هذه اللحظة لن تكسب شيئًا من البقاء في المنظمة.. وقررت الانسحاب دفاعًا عن مصالحها".
وشدد على أن البلاد أوفت دائمًا بالتزاماتها، وناضلت طوال الوقت من أجل تجديد أوبك، ومساعدة أعضائها في الحصول على المزايا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة الأنباء الأنغولية.
وأوضح الوزير -في حديثه للصحافة- أنه "عندما نكون في المنظمات ومساهماتنا وأفكارنا لا تُحدث أيّ تأثير، فإن أفضل شيء هو الانسحاب".
يُذكر أن أنغولا انضمت طوعًا إلى منظمة الدول المصدّرة للنفط في عام 2006.
وقد تحوّل قرار الانسحاب من منظمة الدول المصدّرة للنفط، اليوم الخميس (21 ديسمبر/كانون الأول 2023)، إلى مرسوم بقانون وقعّه رئيس الجمهورية جواو لورينسو.
أزمة أنغولا في منظمة أوبك
تعليقًا عن انسحاب أنغولا من منظمة أوبك، قال محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، إنه على الرغم من أن البلاد عانت من انخفاض الإنتاج في السنوات الأخيرة، فإنها كانت واحدة من "أكبر دولتين" بأفريقيا في أوبك، إلى جانب نيجيريا.
وبعد هذا القرار، أصبحت نيجيريا المنتج الوحيد في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، الذي ينتج أكثر من مليون برميل يوميًا؛ إذ يُعدّ إنتاج الكونغو وغينيا الاستوائية والغابون، أقلّ من 300 ألف برميل يوميًا.
وأوضح نادر إيتيّم أنه في يونيو/حزيران 2023، حصلت أنغولا على تخفيض كبير في هدف الإنتاج لعام 2024 بموجب اتفاق أوبك+، لتصل حصتها إلى 1.28 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 175 ألف برميل يوميًا عن هدفها لعام 2023.
وقال: "كان من المفهوم أن هذه الأرقام أولية، في انتظار مزيد من التقييم من قبل 3 مصادر ثانوية، وقد أدى إلى خفض حصتها بمقدار 200 ألف برميل يوميًا، لتبلغ حصتها 1.08 مليون برميل يوميًا".
وشدد نادر إيتيّم على أن هذا الأمر أغضب أنغولا، التي طلبت إعادة التقييم؛ إذ أرادت 1.18 مليون برميل يوميًا.
وقد بلغ إنتاج أنغولا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 -حسب بيانات أوبك- نحو 1.13 مليون برميل يوميًا، في حين إن حصّتها في تحالف أوبك+ تُقدَّر بـ1.28 مليون برميل يوميًا.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- متوسط إنتاج منظمة أوبك من النفط، وفقًا لتقدير شركات المراقبة، حسب أحدث البيانات:
أعضاء منظمة أوبك
يعود تاريخ نشأة منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك إلى عام 1960، خلال مؤتمر استضافته بغداد في المّدة بين 10 و14 سبتمبر/أيلول.
وتهدف المنظمة لتنسيق السياسات النفطية وتوحيدها بين الدول الأعضاء، من أجل تأمين أسعار عادلة ومستقرة لمنتجي النفط، بالإضافة لتوفير إمدادات نفطية فعّالة واقتصادية ومنتظمة للدول المستهلكة.
وفي البداية، كانت المنظمة تضمّ 5 دول مؤسسة، لكن هذا العدد شهد اختلافات على مرّ السنين اللاحقة، ما بين الانضمام والمغادرة، حتى استقر أعضاء منظمة أوبك -حاليًا- عند 12 دولة، بعد انسحاب أنغولا.
وفي الوقت الحالي، تضم أوبك الدول المؤسسة، وهي: إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا، بالإضافة إلى الجزائر والكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وليبيا ونيجيريا والإمارات.
وتتعاون منظمة الدول المصدّرة للنفط مع 10 دول -بقيادة روسيا- من منتجي الخام من خارج المنظمة، فيما يُعرَف باسم تحالف أوبك+، من أجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية.
وإلى جانب روسيا، يضم التحالف أذربيجان والبحرين وبروناي وقازاخستان وماليزيا والمكسيك وعمان والسودان وجنوب السودان، بالإضافة إلى إعلان انضمام البرازيل، بدءًا من العام المقبل (2024).
موضوعات متعلقة..
- اتفاقية تقاسم الإنتاج النفطي تنهي خلافًا لنصف قرن بين الكونغو وأنغولا
- إنتاج النفط والغاز في أنغولا يشهد 6 تطورات مهمة (تقرير)
- نيجيريا وأنغولا وراء زيادة فجوة المعروض النفطي في أوبك+ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- مفاجأة.. احتياطيات ضخمة من الغاز في ليبيا تتجاوز أي توقعات (خاص)
- وزير الطاقة السعودي: لدينا 1200 موقع جاهز لتنفيذ محطات شمسية (فيديو)
- خريطة مشروعات تصدير الغاز المسال عالميًا تضم 3 دول عربية (تقرير)
- صناعة المعادن الأرضية في أوروبا تنطلق ببداية 2024.. هل تستغني عن الصين؟ (تقرير)