صراع النفط بين فنزويلا وغايانا يصل إلى نقطة الغليان.. تطور خطير يُغضب أميركا
محمد عبد السند
- فنزويلا تأمر شركات النفط الأجنبية العاملة في منطقة متنازع عليها في غايانا بالانسحاب
- العقوبات الأميركية أثرت سلبًا في قطاع النفط بفنزويلا
- تصل احتياطيات غايانا النفطية إلى ما يزيد على 10 مليارات برميل
- وافق أكثر من 95% من الناخبين على المطالبة بسيادة فنزويلا الإقليمية على إيسيكويبو
- طالبت غايانا محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بالتدخل في هذا النزاع مع فنزويلا
وصل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا إلى منعطف خطير قد يخرج معه عن السيطرة، في أعقاب التهديد الذي أصدرته كاراكاس لمطوري الخام العاملين في المنطقة الواقعة في المياه الإقليمية المتنازع عليها بين البلدين.
وتبرز فنزويلا بصفتها أحد البلدان الغنية بالنفط، غير أن العقوبات الأميركية المفروضة على كاراكاس أثّرت سلبًا في الإنتاج وتسويقه، نتيجة إحجام الشركات العالمية عن الاستثمار والتعاون معها.
أما غايانا فتلامس احتياطياتها النفطية ما يزيد على 10 مليارات برميل في 12 منطقة تحت مياه البحر الكاريبي جرى التنقيب فيها حتى الآن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أحدث التطورات في صراع النفط بين فنزويلا وغايانا منحت الأولى شركة إكسون موبيل (ExxonMobil) الأميركية وغيرها من منتجي النفط البحري الآخرين مهلة 90 يومًا، لوقف عملياتها في المياه المتنازع عليها قبالة سواحل غايانا، وفق ما أورده موقع آرغوس ميديا (argus media) المتخصص في شؤون الطاقة.
منطقة نزاع
يأتي هذا التهديد في إطار مساعي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للاستيلاء على منطقة إيسيكويبو غرب غايانا، التي ظلّت محل نزاع لأكثر من نصف قرن، كما يلي هذا التهديد تكثيف الوجود العسكري الفنزويلي على الحدود الفاصلة بين البلدين.
ونشر مادورو خريطة جديدة تبرز فيها إيسيكويبو الغنية بالنفط والخاضعة لإدارة غايانا المجاورة، ولاية فنزويلية جديدة، كما يخطط مادورو لطباعة بطاقات هوية فنزويلية للمقيمين الحاليين في المنطقة.
تهديدات مادورو
وصف مسؤولون في غايانا تهديدات مادورو بأنها محاولة لصرف انتباه الفنزويليين عن مجموعة واسعة من التحديات الداخلية التي تواجهها كاراكاس، قائلين إن المستثمرين في قطاع النفط الفنزويلي "ليس لديهم ما يخشونه" من غايانا.
ولم تؤدِّ الإجراءات الأخيرة التي كشفت عنها فنزويلا إلى تنصل المستثمرين الأجانب من التزاماتهم، وفق ما قاله رئيس غايانا عرفان علي، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف علي: "موقف مستثمرينا، من بينهم إكسون موبيل، لم يتغير".
واشتعلت التوترات حول إيسيكويبو للمرة الأولى في عام 2016، حينما أعلنت إكسون موبيل أول اكتشافاتها النفطية العديدة في مربع ستابروك (Stabroek) قبالة سواحل المنطقة.
ويضم شركاء إكسون موبيل في المشروع شركة هيس (Hess) الأميركية المستقلة وشركة نيكسن (Nexen)، الوحدة التابعة لشركة سينوك (CNOOC) الصينية الحكومية.
يُشار إلى أن رائدة الطاقة الأميركية شيفرون (Chevron) -مُنتِج النفط الأميركي الوحيد الذي يحتفظ بشراكات في فنزويلا- بصدد الاستحواذ على هيس.
تدويل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا
قالت إكسون موبيل، إن الصراعات المشتعلة حول الحدود الوطنية "يتعيّن مواجهتها من قبل الحكومات والمنظمات الدولية ذات الصلة"، في تصريحات أدلت بها إلى آرغوس ميديا.
وسبق أن طالبت غايانا محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بالتدخل في هذا النزاع، وحذرت المحكمة كاراكاس من اتخاذ مزيد من الإجراءات في هذا الخصوص، لا سيما فيما يتعلق بالاستفتاء الوطني الذي نظمته فنزويلا في 3 ديسمبر/كانون الأول (2023).
وفي الاستفتاء وافق أكثر من 95% من الناخبين على المطالبة بسيادة فنزويلا الإقليمية على إيسيكويبو.
جيش غايانا يتأهب
قال رئيس غايانا عرفان علي هذا الأسبوع، إن الإجراءات التي كشفت عنها فنزويلا تمثّل "تجاهلًا صارخًا" لأوامر محكمة العدل الدولية.
ومن المقرر أن تتقدم غايانا بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد فنزويلا، بسبب أوامرها التي أصدرتها للشركات الأجنبية بمغادرة مواقع الامتيازات النفطية التي منحتها إياها غايانا.
وسيجري إخطار محكمة العدل الدولية -كذلك- بأن فنزويلا تتعمد إحداث انقسامات بين شركة النفط الوطنية الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا Petróleos de Venezuela وشركة التعدين الحكومية سي في جي (CVG)، من أجل تقديم امتيازات للتنقيب في المنطقة المتنازع عليها، وفق ما قاله علي.
وتابع علي: "جيش غايانا يظل في حالة استنفار، وقد انخرط في مناورات عسكرية، من بينها مع القيادة الجنوبية الأميركية، لحماية وحدة وسيادة البلاد".
وواصل: "غايانا ترى في هذا تهديدًا وشيكًا لوحدة وسلامة أراضيها، وبناءً عليه ستكثّف إجراءاتها الاحترازية لحماية تلك الأراضي".
سلاح العقوبات
قال رئيس غايانا عرفان علي، إنه سيطالب رسميًا مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على فنزويلا بسبب خرقها المزعوم لأمر محكمة العدل الدولية، ما من شأنه أن يمنع الشركات الأجنبية من العمل على الامتيازات النفطية في منطقة إيسيكويبو، وفق ما قالته منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وأفاد علي: "غايانا ستحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات مناسبة في تلك القضية"، في تصريحات أدلى بها في 5 ديسمبر/كانون الأول (2023)، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أنه قد تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحصل منه على تعهد بالمساعدة من قبل التحالفات الدولية، من بينها أميركا والمملكة المتحدة وفرنسا، وهو ما قد يُعجّل باشتعال فتيل صراع النفط بين فنزويلا وغايانا.
في أواخر 5 ديسمبر/كانون الأول (2023)، أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الشركات المملوكة للدولة بتروليوس دي فنزويلا، وكوربوراسيون فنزولانا دو غايانا (Corporacion Venezolana de Guayana) بمنح تراخيص لاستكشاف واستغلال النفط والغاز والموارد المعدنية في إيسيكويبو، البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع.
وقال، إن الشركات الأجنبية أمامها مهلة 3 أشهر، للانسحاب من الامتيازات التي منحتها إياها غايانا في المنطقة البحرية.
موضوعات متعلقة..
- صراع النفط والغاز بين فنزويلا وغايانا يصعد إلى مرحلة جديدة
- إنتاج النفط في غايانا يستعد للتفوق على فنزويلا والجزائر وأغلب دول أفريقيا (تقرير)
- أنس الحجي: استحواذ شيفرون على "هيس" هدفه غايانا.. ولهذه الأسباب قد يتدخل الجيش الأميركي
اقرأ أيضًا..
- موازنة السعودية تتوقع تراجع الإيرادات النفطية 28 مليار دولار في 2023
- أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا توصل الكهرباء إلى الشبكة (فيديو)
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 27% في سبتمبر
- أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر تشهد ظهور الجزائر والعراق (تقرير)