- كمبوديا تتراجع عن تنفيذ مشروع محطة كهرباء عاملة بالفحم
- كمبوديا تمضي قدمًا في جهود تطوير الطاقة المتجددة
- خطط في كمبوديا لبناء محطة غاز طبيعي مسال
- تستهدف كمبوديا تنويع مصادر الطاقة لديها، عبر تعزيز معدلات توليد الكهرباء من طاقة الشمس والرياح
- تستكشف كمبوديا بناء محطة غاز مسال لاستيراد هذا الوقود الإستراتيجي شديد البرودة
خطت كمبوديا خطوة مهمة بإلغائها محطة كهرباء تعمل بالفحم، وذلك ضمن مساعيها لخفض اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري، والاستعاضة عنها بمصادر أنظف وأكثر استدامة، في إطار جهودها لتعزيز التحول الأخضر، وتعزيز أمن الطاقة .
ومن المتوقع أن تتضاعف سعة الكهرباء المركبة الإجمالية في البلد الواقع جنوب شرق آسيا، 3 مرات، لتصل إلى 10 غيغاواط، بحلول عام 2050، مع استمرار الطاقة الكهرومائية بتأدية دور رئيس في سعة قطاع الكهرباء، وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، تخلّت كمبوديا عن خطط لبناء مشروع محطة كهرباء تعمل بالفحم سعة 700 ميغاواط، بقيمة إجمالية تلامس 1.5 مليارات دولار في إحدى المحميات الواقعة على طول الساحل الجنوب الغربي للبلاد، معلنةً أنها ستبني محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي بسعة 800 ميغاواط بدلًا منها، وفق ما صرّح به وزير الطاقة الكمبودي كيو روتاناك إلى وكالة رويترز.
محطة غاز مسال
في إطار المشروع، تستكشف كمبوديا بناء محطة غاز مسال لاستيراد هذا الوقود الإستراتيجي شديد البرودة، وإعادة تغويزه؛ تمهيدًا لاستعماله في محطة الكهرباء، بحسب ما أضافه روتاناك.
وستكون محطة الغاز المسال المخططة -التي من المرجح أن تكون منشأة برية ثابتة- الأولى من نوعها في كمبوديا، وستسهم بتحويل البلاد إلى سوق واردات جديدة في منطقة جنوب شرق آسيا.
وأضاف روتاناك: "رئيس الوزراء الكمبودي هن مانيت سيعلن رسميًا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2023) إلغاء مشروع محطة كهرباء تعمل بالفحم في محافظة كوه كونغ، وسيكشف خطة لبناء محطة غاز مسال بدلًا منها، تدخل حيز التشغيل بعد نهاية العقد الجاري (2030)"، في تصريحاته إلى رويترز، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
لكن روتاناك لم يُدلِ بأيّ تفاصيل تتعلق بتكلفة محطة الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي، أو حتى محطة الغاز الطبيعي المسال.
ولطالما واجهت محطة الكهرباء العاملة بالفحم بوتوم ساكور (Botum Sakor) انتقادات لاذعة من قبل أنصار البيئة وبعض السكان المحليين؛ لتداعياتها على بعض أكثر مناطق الغابات كثافة سكانية في كمبوديا؛ ما يُهدد بقطع أرزاق المواطنين، وتلويث المحمية التي تضم عشرات الأنواع من الكائنات الحية المهددة بالانقراض؛ نتيجة غبار الفحم.
مصادر الطاقة النظيفة
يعكس قرار إلغاء مشروع محطة كهرباء تعمل بالفحم -التي كان من المقرر أن تدخل حيز الإنتاج بحلول نهاية أواسط العقد الحالي (2025)- التزام بنوم بنه بتبنّي مصادر الطاقة النظيفة، وفق ما قاله وزير الطاقة كيو روتاناك.
وترغب كمبوديا برفع حصتها في سعة توليد الكهرباء النظيفة إلى 70% بحلول عام 2030، من 52% في العام الماضي (2022)، عبر بناء محطات طاقة شمس ورياح، إلى جانب مشروعات في مجال الطاقة الكهرومائية.
وفي هذا الصدد قال روتاناك: "إعلان إلغاء محطة كهرباء تعمل بالفحم كُشِف في كمبوديا، غير أنه يبعث برسالة إلى قمة المناخ كوب 28"، في إشارة منه إلى مؤتمر المناخ السنوي الذي تستضيف نسخته الحالية مدينة دبي، وتستمر فعالياته حتى 12 ديسمبر/كانون الأول (2023)، بحضور مسؤولين من وزارة البيئة الكمبودية.
الطاقة الكهرومائية
شهدت كمبوديا نموًا بنحو 15% في الطلب على الكهرباء سنويًا في العقد الماضي، وتقتحم -حاليًا- مجال الطاقة الكهرومائية في مسعى منها لسدّ مستويات هذا الطلب، بخلاف بلدان أخرى في المنطقة -مثل ماليزيا وفيتنام- التي تتجه نحو استعمال الفحم في توليد الكهرباء.
وتمثّل موارد الكهرباء النظيفة، وفي مقدّمتها الطاقة الكهرومائية، نصيب الأسد من استهلاك الكهرباء السنوي في كمبوديا، غير أن البلاد ما زالت تعاني تقلبات الإنتاج نتيجة اضطرابات الطقس المتكررة التي تؤثّر في توليد الطاقة الكهرومائية التي تعدّ المورد الرئيس لتوليد الكهرباء النظيفة في البلاد.
وقبل عامين، أعلنت كمبوديا أنها لن تبني أيّ محطة كهرباء جديدة تعمل بالفحم، باستثناء تلك الموجودة قيد البناء -الآن-، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع إلغاء مشروع بوتوم ساكور، أضحى مشروع الكهرباء المولدة بالفحم الوحيد المتبقي قيد التطوير في كمبوديا، عبارة عن وحدة صغيرة مؤجلة منذ مدة طويلة، بسعة 265 ميغاواط، في مقاطعة أودار مينشي الشمالية.
وأتمّ وزير الطاقة الكمبودي تصريحاته بقوله، إن مشروع بوتوم ساكور كان من المقرر بناؤه وتشغيله من قبل رويال غروب (Royal Group)، وهي مجموعة محلية تتدير استثمارات في قطاعي الاتصالات والنقل.
فائض كهرباء
بدءًا من عام 2022، استهلكت كمبوديا ما يزيد على 62% من الكهرباء النظيفة، التي يأتي أكثر من 40% منها من محطات الطاقة الكهرومائية، وأكثر من 10% من الطاقة الشمسية، والباقي من الكتلة الحيوية، والواردات من لاوس المجاورة، وفق ما قاله روتاناك، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن كمبوديا لديها القدرة -حاليًا- على توليد كهرباء بسعة نحو 4000 ميغاواط سنويًا، لكن استهلاكها السنوي يبلغ نحو 2400 ميغاواط فقط؛ لذا تُخطط البلاد لتصدير الفائض من الكهرباء إلى دول المنطقة في المستقبل، بحسب ما نشره موقع "فيتنام بلاس" (Vietnam Plus).
تنويع مصادر الكهرباء
تستهدف كمبوديا تنويع مصادر الكهرباء لديها عبر تعزيز معدلات توليد تلك السلعة الإستراتيجية من طاقة الشمس والرياح، وهو التحول الذي غذّته التقلبات الواضحة في الطاقة الكهرومائية نتيجة التغيرات المناخية.
وتعتمد كمبوديا على الطاقة الكهرومائية، لكنها تتطلع إلى تقليص اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري، والاستعاضة عنها بمصادر الطاقة النظيفة.
ويبقى أمن الطاقة في كمبوديا أولوية قُصوى، في حين تحاول الحكومة سدّ مستويات الطلب المتنامية على الكهرباء، وخفض اعتمادها على واردات الكهرباء من الدول المجاورة.
وبالفعل، أعدّت الحكومة في كمبوديا خطة تنمية طاقة بي دي بي (PDP) للمدة من عام 2022 إلى 2040، لتعزيز أمن الطاقة، عبر الاستفادة من موارد الطاقة المحلية.
وتستهدف الخطة -أساسًا- التحول إلى شبكة كهرباء أنظف، مع التركيز على الطاقة الكهرومائية وخفض الواردات.
موضوعات متعلقة..
- خبرة إيران في قطاع النفط والغاز تجذب اهتمام كمبوديا وفنزويلا
- طموحات كمبوديا النفطية تصطدم بسرقة شحنة بـ20 مليون دولار
- تشغيل محطة كهرباء بالغاز المسال في كمبوديا
اقرأ أيضًا..
- قبل اجتماع أوبك+.. 3 سيناريوهات لسياسة إنتاج النفط في 2024
- الرئيس التنفيذي لأكوا باور: محطة شمسية ضخمة بمشروع نيوم.. وهذه خططنا لمصر والمغرب (حوار)
- توتال إنرجي تشارك بمشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم بين المغرب وبريطانيا