صادرات الفحم الأميركية تغزو أوروبا منذ العقوبات على روسيا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة
استفادت صادرات الفحم الأميركية من الحظر الأوروبي المفروض على صادرات الفحم الروسي منذ اندلاع الحرب الأوكرانية المستمرة حتى الآن.
وزادت صادرات الفحم من الولايات المتحدة بمقدار 5.7 مليون طن أميركي (5.2 مليون طن متري)، خلال الأشهر الـ12 التي أعقبت دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي على الفحم الروسي حيز التنفيذ الكامل في أغسطس/آب 2022، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وأظهر التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الزيادة في صادرات الفحم الأميركية خلال هذه المدة كانت مدفوعة بصورة رئيسة بتعزيز شحناتها إلى أوروبا بنسبة 22%.
وبلغ إجمالي ما صدّرته الولايات المتحدة إلى أوروبا قرابة 33.1 مليون طن أميركي (30 مليون طن متري)، خلال الـ12 شهرًا الممتدة بين أغسطس/آب 2022 ويوليو/تموز 2023، مقارنة بـ27.1 مليون طن أميركي (24.6 مليون طن متري) خلال المدة نفسها قبل العقوبات.
* الطن الأميركي = 0.9071847 طنًا متريًا.
الحظر الأوروبي للفحم الروسي
بلغت واردات أوروبا من الفحم الروسي قرابة 84.6 مليون طن أميركي (76.7 مليون طن متري) في عام 2021، وهو ما كان يمثل ثلث إجمالي صادرات روسيا من الفحم.
وقرر الاتحاد الأوروبي، في أبريل/نيسان 2022، فرض عقوبات على صادرات الفحم الروسي بعد شهرين من غزو موسكو لأوكرانيا، مع السماح للعقود الموقّعة مسبقًا بإنجاز عملياتها التجارية حتى أغسطس/آب 2022.
وانخفضت عمليات شراء الفحم الروسي من قِبل المستوردين الأوروبيين إلى الصفر تقريبًا مع دخول الحظر الأوروبي حيز التنفيذ الكامل أوائل أغسطس/آب 2022، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ووجدت صادرات الفحم الأميركية فرصتها للنفاذ إلى السوق الأوروبية لتعويض إمدادات الفحم الروسي المحظورة إلى جانب دول أخرى موردة للفحم عالميًا مثل جنوب أفريقيا وكولومبيا.
حركة صادرات الفحم في القارات الأخرى
لم تقتصر زيادة صادرات الفحم الأميركية على أوروبا المأزومة فحسب، بل امتدت الزيادة في التصدير إلى آسيا وأميركا الجنوبية، بينما انخفضت إلى أفريقيا وأستراليا وأوقيانوسيا وأميركا الشمالية.
وتؤدي الولايات المتحدة دور المورد المُرجح في أسواق الفحم البخاري (الفحم الحراري) العالمية -بحسب وصف إدارة معلومات الطاقة الأميركية- ما سمح لها بتحويل صادراتها إلى أوروبا بسهولة.
وبلغ إجمالي صادرات الفحم الحراري الأميركية إلى أوروبا 14.4 مليون طن أميركي (13.06 مليون طن متري)، خلال الـ12 شهرًا الممتدة من أغسطس/آب 2022 إلى يوليو/تموز 2023، بزيادة 51% عن المدة نفسها قبل العقوبات.
كما زادت صادرات الفحم الأميركية من هذا النوع إلى آسيا بنسبة 6% خلال المدة نفسها، بينما انخفضت بدرجات متفاوتة إلى القارات الـ4 الأخرى التي اعتادت التصدير لها من قبل.
ويتمتع الفحم الحراري الأميركي بجودة عالية وقيمة تسخين عالية تعادل الفحم الروسي؛ ما يجعله بديلًا جيدًا للدول المعتمدة على روسيا، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتصدّر الولايات المتحدة أنواعًا أخرى من الفحم؛ أبرزها الفحم المعدني (فحم الكوك) -المستعمل حصرًا في إنتاج الحديد والصلب- حيث زادت صادراتها إلى أوروبا بنسبة 6% خلال المدة المشار إليها، لتصل إلى 18.6 مليون طن أميركي (16.87 مليون طن متري).
كما زادت صادرات الفحم المعدني الأميركية إلى أميركا الجنوبية خلال المدة نفسها، لكنها انخفضت إلى أفريقيا وآسيا وأستراليا وأوقيانوسيا، وكذلك إلى بقية دول أميركا الشمالية.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الفحم الأميركي تسجل مستويات قياسية.. مصر والمغرب ضمن كبار المستوردين
- الفحم الروسي يتسلل إلى أوروبا.. برلماني بولندي يكشف طرق التحايل على قرارات الحظر
- العقوبات الأوروبية على الفحم الروسي.. نعمة لآسيا وتركيا (تقرير)
- انخفاض طفيف في صادرات الفحم الأميركية خلال 2022.. والهند أكبر المستوردين
اقرأ أيضًا..
- مدير وحدة أبحاث الطاقة: تخزين الكهرباء قد ينقذ مصر في المستقبل
- إسرائيل تستأنف ضخ الغاز إلى مصر تدريجيًا.. وطفرة خلال 24 ساعة (تحديث)
- خبير: مصر تعاني بعد وقف الغاز الإسرائيلي.. وهذه تقديرات "شرق المتوسط"