رئيس كوب 28 يدعو إلى توحيد جهود العالم لتحقيق إنجازات مناخية (فيديو)

شدد رئيس قمة المناخ في الإمارات كوب 28 (COP28) الدكتور سلطان أحمد الجابر على ضرورة تضافر وتوحيد جهود العالم في مواجهة تداعيات تغير المناخ، من أجل تحقيق الإنجازات المناخية المنشودة في القمة التي تحتضنها دبي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقال في كلمته بافتتاح الاجتماعات الوزارية التمهيدية لـ "COP28"، إن رئاسة القمة تعمل على تحقيق تقدّم جوهري في العمل المناخي من خلال توفيق الآراء وتعزيز التعاون الفعّال لضمان الوصول إلى الأهداف المناخية والتنموية المشتركة.

وتعدّ الاجتماعات الوزارية التمهيدية، التي تُعقد في أبوظبي اليوم الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول، وغدًا الثلاثاء، لقاءً تحضيريًا للوزراء والمفاوضين استعدادًا لقمّة المناخ كوب 28، حسب بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وشهدت فعالية هذا العام حضور أكثر من 100 وفد و70 وزيرًا من جميع أنحاء العالم، ما يفوق ضعف العدد المعتاد للمشاركين في هذه الاجتماعات السنوية.

نسير بخطى بطيئة

يرى سلطان الجابر أنه برغم الانقسام العالمي الحالي الذي تتعدد أسبابه، فإن هناك حاجة ملحّة إلى تضافر وتوحيد الجهود حول موضوع العمل المناخي، وإظهار قدرة المجتمع الدولي على الإنجاز، وتوجيه رسالة واضحة تدعم الأمل والتكاتف والاستقرار والرفاه، وتؤكد ضرورة المحافظة على إمكان تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.

وأشار إلى أن هذه الزيادة كانت قبل اتفاق باريس تتجه نحو مستوى يفوق 4 درجات مئوية، بينما تُقدَّر حاليًا بما يتراوح بين درجتين و3 درجات مئوية، استنادًا إلى السياسات المعلنة، ووفقًا للتقرير الصادر مؤخرًا عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ما يعني أن العالم يسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بسرعة غير كافية.

وأكد أهمية تكثيف جهود جميع الأطراف لمعالجة التحديات بشكل أكثر فعالية، في ضوء محدودية الوقت المتاح للعمل وضرورة تسريع الإجراءات المطلوبة وتفادي تأخيرها.

وحسب بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، شدد سلطان الجابر على أن مصالح كل طرف في العمل المناخي هي مصلحة مشتركة للجميع، وضرورة أن تقدّم إنجازات كوب 28 دليلًا على جدوى العمل متعدد الأطراف.

وجدد تأكيد ضرورة تقديم استجابة حاسمة وفعالة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتصحيح مسار العمل العالمي الهادف لتحقيقها.

وأضاف أن مجالات التركيز الرئيسية تتضمن تحقيق نتائج قوية في مجال "التخفيف"، والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن "التكيف"، وحلول رائدة في مجال "التمويل"، بما يشمل تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، والوفاء خلال قمة المناخ "COP28" في دبي بالتعهدات التي تمّت في قمة المناخ السابقة كوب 27 في شرم الشيخ.

التكيف مع المناخ

أكد رئيس قمة المناخ في الإمارات كوب 28 ضرورة مضاعفة تمويل "التكيف" بما يشمل تقديم تعهدات للصندوق المخصص لهذا الهدف، وكذلك أهمية تحقيق نقلة نوعية في مؤسسات التمويل الدولية، وبناء وتعزيز أسواق الكربون، وحشد وتحفيز استثمارات القطاع الخاص ليرتفع التمويل المناخي من المليارات إلى التريليونات.

وأشار إلى ضرورة الحدّ من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية، وزيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة، موضحًا التزام 85% من اقتصادات العالم بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.

وقال، إن الحقائق العلمية توضح حاجة العالم إلى حلول قوية للحدّ من الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030، لافتًا إلى رغبة بعض الأطراف في إدراج بنود تتعلق بالوقود التقليدي والطاقة المتجددة في النصوص المطروحة للتفاوض.

قمة المناخ في الإمارات

طالب سلطان الجابر المشاركين في الاجتماعات الوزارية التمهيدية بتكثيف التعاون والتنسيق للتوصل إلى حلول تحقق الأرضية المشتركة والتوافق بين جميع الأطراف في هذا المجال، مؤكِّدًا ضرورة التحلّي بالمسؤولية اللازمة للقيام بذلك، واتخاذ نهج عملي يحتوي الجميع، ولا يترك أحدًا خلف الرَكب.

واستعرض الجابر في كلمته مستجدات السياسات والآليات والمبادرات التي اقترحتها رئاسة قمة المناخ في الإمارات، إذ سلّط الضوء على استجابة أكثر من 20 شركة للنفط والغاز للدعوة إلى خفض انبعاثات غاز الميثان إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2030.

وأكد ضرورة تدفّق التمويل إلى دول الجنوب العالمي الأشد حاجةً إليه، واستعادة ثقة الدول النامية بوعود الدول المتقدمة، لافتًا إلى أهمية الوفاء بالتعهدات السابقة، ومن أهمها الالتزام بتوفير مبلغ 100 مليار دولار من التمويل المناخي سنويًا.

دعا الجابر إلى تحقيق الهدف العالمي بشأن "التكيف"، والعمل على الحدّ من إزالة الغابات، والحفاظ على مخازن الكربون الطبيعية، بالإضافة إلى قيام الدول بإدماج الاستثمارات الداعمة للطبيعة في إستراتيجياتها الوطنية للمناخ.

وشدد على كل الأطراف لتوقيع إعلانَي "COP28" بشأن كل من "النظم الغذائية" و"الصحة"، مؤكدًا أن العالم يترقب نتائج مفاوضات الأطراف التي ستؤثّر بجميع الأفراد ومستقبل الأجيال الحالية والمقبلة.

وقال، إن المشاركين في هذه الاجتماعات التمهيدية يمتلكون الإرادة والخبرة والعزيمة لإحداث التغيير الجذري والنقلة النوعية المطلوبة في العمل المناخي، وحثّهم على تعزيز جهود التفاوض وإنجاز تقدّم ملموس لتحقيق النجاح المنشود في كوب 28.

موضوعات متعلقة..

• قمة المناخ في الإمارات.. 6 خطوات رئيسة لتسريع تحول الطاقة (تقرير)
• خفض انبعاثات التبريد.. اتفاقية عالمية تُبصر النور في كوب 28

اقرأ أيضًا..

• أسعار النفط تتراجع 1.5%.. وخام برنت فوق 89 دولارًا
• إسرائيل توقف صادرات الغاز إلى مصر والأردن دون أي تنسيق
• الطاقة الشمسية في أوروبا تتفوق على "الرياح" خلال 2023.. ما السبب؟ (تقرير)