ما زالت صناعة النفط والغاز في أفريقيا تتطلع إلى التحرر من القيود المفروضة عليها؛ نتيجة افتقارها لتقنيات الإنتاج في هاتين السلعتين الإستراتيجيتين؛ ما يجبر بلدان القارة السمراء المنتجة لهما على استيرادها من الخارج، أو حتى الاستعانة بمطورين أجانب لاستكشاف مواردها الهيدروكربونية.
ويبرز توجه قوي -حاليًا- لدى الدول الأفريقية المنتجة للنفط والغاز إلى تطوير قدراتها في مجالات استكشاف وإنتاج ومعالجة الموارد الهيدروكربونية في مشتقاتها النفطية؛ بهدف تغطية مستويات الطلب المحلي المتنامي، بدلًا من الاستعانة بالخبرات الأجنبية لأداء تلك المهام.
وفي ضوء تلك الخلفية، قال الأمين التنفيذي للمجلس النيجيري لتطوير ومراقبة المحتوى "إن سي دي إم بي" إنغر سيمبي وابوتي، إن أكثر من 90% من المعدات المستعملة في صناعة النفط والغاز في أفريقيا مستوردة من الخارج، وفق ما أوردته صحيفة ديلي بيست Daily Beast النيجيرية.
التحدي الأكبر
أوضح وابوتي أن تصنيع المكونات المحلية هو التحدي الرئيس الذي يواجه صناعة النفط والغاز في أفريقيا، في تصريحاته التي جاءت خلال مشاركته في النسخة الثالثة من الطاولة المستديرة للمحتوى المحلي الأفريقي التي استضافتها العاصمة النيجيرية أبوجا خلال يومي 25 و26 أكتوبر/تشرين الأول (2023) تحت عنوان "تعزيز المحتوى المحلي في أفريقيا للأفارقة".
وأشار وابوتي إلى أن أحد الحلول المقترحة لتلك المعضلة التي تعانيها صناعة النفط والغاز في أفريقيا يتمثل في إبرام اتفاقيات قوية لتعزيز خدمات الجودة وتصنيع المعدات، وتأسيس الشراكات العابرة للحدود، والتفكير خارج الصندوق وتحسين موارد التمويل أو توفير مصادر تمويل إضافية لمواجهة التحديات التي تواجه البلدان المنتجة للنفط والغاز في أفريقيا.
وأضاف: "90%، إن لم يكن أكثر، من المعدات المستعملة في صناعة النفط والغاز بأفريقيا تُستَورد من الخارج؛ نظرًا إلى أننا لا نركز على تصنيع بعض المكونات محليًا".
وتابع: "لا نحتاج إلى المبالغة في التأكيد على أهمية تطوير حلول ذكية وفاعلة من حيث التكلفة لمواجهة التحديات المحلية القائمة".
موضوع ملائم
قال وزير الدولة للموارد النفطية النيجيري السيناتور هاينكن لوكبوبيري، إن موضوع المناقشة التي تركز عليها النسخة الحالية من الطاولة المستديرة للمحتوى المحلي الأفريقي، ملائم للغاية.
وأضاف لوكبوبيري: "الموضوع ملائم جدًا لأفريقيا التي تسعى إلى التحول من مجرد مزود المواد الخام، إلى تطوير سعتها وقدرتها على استكشاف وإنتاج ومعالجة الموارد الهيدروكربونية في مشتقاتها النفطية".
وأكد أن المهمة الجماعية الملقاة على عاتق المنظمة الأفريقية لمنتجي النفط "آبو" تتمحور حول الإدارة المسؤولة لصناعة النفط والغاز في أفريقيا، لافتًا إلى أن التعاون من شأنه أن يحقق الاستدامة.
وأردف: "الهدف الرئيس لهذا التجمع هو تعزيز فهم كيفية تحسين مستقبلنا والتعاون المتوقع لتحقيق فوائد اقتصادية مهمة لقارتنا".
وواصل: "هدفنا هو أن نحقق نموًا مستدامًا، ونضمن أمن الطاقة في صناعة النفط والغاز في أفريقيا".
شُح الكهرباء
أعرب الأمين العام للمنظمة الأفريقية لمنتجي النفط "آبو" الدكتور عمر فاروق إبراهيم، عن بالغ أسفه من مواصلة أفريقيا الاعتماد على تقنيات النفط والغاز الأجنبية رغم كون بلدان القارة منخرطة في أنشطة إنتاج النفط منذ قرابة 100 عام، وتحقيقها عائدات بمليارات الدولارات.
وتابع: "من المؤسف أننا أصبحنا نعتقد أن مثل هذا الاعتماد على تقنيات النفط والغاز أمر طبيعي، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن القارة الأفريقية لديها أعلى نسبة من سكانها التي تعاني شُح الكهرباء، مع وجود أكثر من 600 مليون أفريقي يعيشون دون كهرباء، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون دون وصول إلى الطاقة الحديثة".
وواصل إبراهيم: "70% من النفط الذي ننتجه نُصدره، والأمر كذلك فيما يتعلق بالغاز".
ولفت إلى أنه يتعين السماح لمنتجي النفط الأفارقة باستعمال مواردهم الهيدروكربونية لتفادي شُح الكهرباء.
وسلّط الضوء على حقيقة مؤداها أن الكهرباء هي المحفز الأكبر للتحول المنشود في أفريقيا، مردفًا أنه لا يتعين التخلي عن الموارد الهيدروكربونية حال أرادت أفريقيا تحقيق أمن الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- موارد النفط والغاز في أفريقيا تتطلب 3 عوامل رئيسة لتحقيق عوائد مرتفعة (تقرير)
- 4 عوامل تدعم زيادة موارد النفط والغاز في أفريقيا (تقرير)
- استكشاف النفط والغاز في أفريقيا ينتعش رغم انخفاض استثمارات 3 دول عربية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مقترح أوروبي قد يضع صادرات الغاز الجزائري في ورطة
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعاتها للطاقة المتجددة.. وهجوم جديد على النفط والغاز
- انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام