الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. قدرات واعدة تقودها 3 دول عربية (تقرير)
نوار صبح
- قدرة الهيدروجين المعلنة تتجاوز حاليًا قدرة الطاقة الشمسية في أفريقيا
- الجهود الأفريقية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين سوف تساعد بعضها
- عام 2023 يشهد انطلاق العديد من مشروعات الهيدروجين المهمة في أفريقيا
- عائدات تصدير الهيدروجين الأفريقي تصل إلى 110 مليارات دولار أميركي بحلول عام 2050
تعكس مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا قدرات واعدة ومربحة، وسط النمو التنافسي في مجال محللات الهيدروجين الكهربائية. وبالنظر إلى بيئتها ومواردها الطبيعية، تتمتع القارة السمراء بمكانة متميزة تؤهلها للريادة في إنتاج هذا الوقود.
في هذا السياق، يناقش تقرير "حالة الطاقة الأفريقية في الربع الثاني من عام 2023"، الذي أصدرته مؤخرًا غرفة الطاقة الأفريقية (energychamber)، التوقعات الحالية والمستقبلية لمصادر الطاقة المتجددة في القارة.
وقد تجاوزت قدرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا المعلنة، التي تبلغ نحو 125 غيغاواط، قدرة الطاقة الشمسية في القارة، وتحتلّ الآن في المرتبة الثانية بعد طاقة الرياح من حيث مصادر الطاقة المتجددة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتسهم مصر وموريتانيا وجنوب أفريقيا والمغرب وناميبيا وجيبوتي بجميع هذه القدرات تقريبًا، وهي مجموعة الدول التي شكّلت مؤخرًا تحالف الهيدروجين الأخضر في أفريقيا (إيه جي إتش إيه).
ويُعدّ التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر مجموعة طموحة، تهدف إلى إنتاج 30 إلى 60 مليون طن من الهيدروجين النظيف سنويًا لإضافة ما يصل إلى 126 مليار دولار أميركي للناتج المحلي الإجمالي لأعضائها بحلول عام 2050، وخلق ما يصل إلى 4 ملايين فرصة عمل جديدة.
وإذا تمكّن هذا التحالف من تحقيق هذه الأهداف، أو حتى الاقتراب من توقعاته، فإن هذه الآفاق ستقطع شوطًا طويلًا في تأمين الوصول الموثوق إلى الكهرباء لملايين الأفارقة الذين يعانون حاليًا من فقر الطاقة.
ويرجّح المحللون أن تمهد المجموعة الطريق لانتقال إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، إلى مناطق أخرى من القارة.
أهمية الهيدروجين
يمكن استعمال الهيدروجين مادةً خامًا في إنتاج الصلب والأمونيا وتوليد الكهرباء وتخزينها، وحتى بعض أنواع الوقود.
تجدر الإشارة إلى أن عمليات إنتاج الهيدروجين التقليدي تولِّد كميات كبيرة من انبعاثات الكربون. وعندما يُنتَج بالتحليل الكهربائي المدعوم بالطاقة المتجددة، كما تتعهد مجموعة التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر، فإن الهيدروجين يُعدّ وقودًا صديقًا للبيئة بسبب الانبعاثات المنخفضة للغاية طوال دورة حياته.
وتتميز أفريقيا بوفرة مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي يمكن تسخيرها لتحويل الهيدروجين إلى مصدر طاقة مستدام، فضلًا عن كونه أداة قوية لإزالة الكربون.
ويُعَدّ منتجو الهيدروجين في أفريقيا بوضع جيد يسمح لهم بإنتاج الهيدروجين النظيف بتكلفة أقلّ بكثير من نظرائهم الأوروبيين، بما يصل إلى 3 أرباع، بفضل توافر الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وانخفاض تكاليف الإنتاج، وفقًا لتحليل شركة ديلويت.
ويشير تقرير غرفة الطاقة الأفريقية (energychamber) إلى أنه مع ارتفاع قدرة الهيدروجين خلال ثلاثينيات القرن الحالي، فإن متوسط القدرة التراكمية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أفريقيا سوف يصل إلى 75% من سعتها الإجمالية.
وهذا يعني أن الجهود الأفريقية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين سوف تساعد بعضها وتنمو لتصبح مصادر طاقة مهمة.
وعلى الرغم من أن الاقتصادات الأفريقية أقلّ تطورًا من الدول الغربية، يبدو أن أفريقيا في هذه الحالة قد تستفيد من افتقارها النسبي إلى التصنيع من خلال التعلم من أخطاء الآخرين، والاستغناء عن بعض التكنولوجيات غير الفعالة أو القصيرة الأمد.
المشروعات قيد التنفيذ
يلاحظ خبراء الصناعة ارتفاعًا سريعًا بتطوير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا. ويساعد العدد الهائل من العمالة المطلوبة خلال مرحلة البناء على خلق فرص عمل على امتداد سلسلة القيمة، ويوفر فرص تدريب متخصصة لتحقيق فائدة مستمرة للمجتمعات المحلية.
وقد شهد عام 2023 انطلاق العديد من مشروعات الهيدروجين في أفريقيا.
ويُعدّ مشروع أمان في موريتانيا أكبر مشروع لتطوير الهيدروجين الأخضر في القارة حتى الآن، إذ من المتوقع أن يصل إنتاجه إلى 1.7 مليون طن سنويًا.
وتشهد ناميبيا تطورات كبيرة في اقتصاد الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك مشروع تسو كايب بقدرة 3 غيغاواط وسعة إنتاجية تبلغ 300 ألف طن سنويًا وتطوير 3 وديان لإنتاج الهيدروجين في خاراس وكونين وخليج والفيس.
وأطلقت جنوب أفريقيا العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر الرئيسة، مثل محطة الأمونيا الخضراء التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 780 ألف طن سنويًا، ومشروع الهيدروجين المتجدد هاي-شيفت، الممولة جزئيًا بدعم مالي قدره 15 مليون يورو (15.91 مليون دولار) من ألمانيا.
ويشير الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، إلى وجود المغرب والجزائر ومصر وجنوب أفريقيا بين الدول المرشحة عالميًا لإنتاج الهيدروجين:
وفي الوقت نفسه، توجد لدى مصر خطط لإنشاء مصنع للتحليل الكهربائي بقدرة 4 غيغاواط في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، من بين مناطق أخرى، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
بدوره، يتعاون المغرب مع شركات عالمية لإطلاق مبادراته الخاصة بالهيدروجين الأخضر، بما في ذلك مشروع آمون بقدرة 900 ألف طن سنويًا.
وأعلنت جيبوتي عن خطط لبناء مركز للهيدروجين الأخضر بقدرة 10 غيغاواط، بالإضافة إلى شراكة مع شركة آي بي بي فورتسكيو فيوتشر لدراسة جدوى الهيدروجين الأخضر بموقعين في البلاد.
استثمار واعد ومربح
أفادت دراسة مشتركة، أجراها بنك الاستثمار الأوروبي (إي آي بي) والاتحاد الأفريقي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية، أن "الشيء المهم فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر هو أنه مع زيادة الاستثمار، يظل جذابًا تجاريًا، وفي النهاية، مربحًا".
وتتوقع شركة ديلويت أن تصل عائدات التصدير من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا إلى 110 مليارات دولار أميركي بحلول عام 2050.
وبحلول ذلك العام، تتوقع الشركة الاستشارية أن منطقة شمال أفريقيا -بفضل إمكانات تصدير تبلغ نحو 44 مليون طن- ستكون واحدة من 4 مناطق في العالم ستمثّل ما يقرب من نصف إنتاج الهيدروجين العالمي و90% من تجارته.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا يترقب طفرة بقيادة 3 دول عربية
- المغرب ومصر يقودان استثمارات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. تريليون دولار سنويًا
- 5 دول تقود مسيرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. أبرزها المغرب ومصر
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: المملكة تستعد لبناء أول محطة طاقة نووية
- ليغو تعلن فشل خطط الاستغناء عن النفط في صناعة لعب الأطفال
- تأجيل زيادة أسعار المحروقات في المغرب بسبب الزلزال.. هل ترفعها الشركات؟
مقال رائع تنقصه إحصائيات اكثر دقة