مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال يصطدم بعقوبات أميركية جديدة
ميتسوي اليابانية أول الممتثلين.. وشركة إماراتية ضمن المتضررين
أحمد أيوب
يواجه مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال تحديات قد تُصَعِّب إمداده بالخدمات اللوجستية؛ ومن ثَم تأثر إنتاجه قبيل تشغيل خط الإنتاج الأول به نهاية العام الجاري (2023).
يأتي ذلك بسبب العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على عدد من الكيانات والشركات التي تُقدم خدمات من شأنها تيسير صادرات الغاز الروسي المسال، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، السبت 16 سبتمبر/أيلول (2023).
وأعلنت شركة "ميتسوي" اليابانية -المساهمة في المشروع- أنها ستمتثل للعقوبات الأميركية المفروضة على الشركات التي تقدم الخدمات المختلفة لإتمام مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال.
ويأتي ذلك القرار، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. على الرغم من أن الشركة اليابانية من المفترض أن تحصل على حصة من الإنتاج، توردها للسوق اليابانية التي تستورد كل احتياجاتها من الطاقة.
عقوبات مُرتبطة بالمشروع
فرضت الولايات المتحدة الأميركية حزمة جديدة من العقوبات على 37 كيانًا وشركة تُساعد في تسهيل حركة الصادرات الروسية.
ومن بين هذه الكيانات شركة الشحن "أركتيك ترانسشيبمنت" (Arctic Transshipment) الروسية التي ستشغل منصتي تخزين عائمتين للغاز لدعم صادرات مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال.
وصُممت منصتا التخزين العملاقتان "كورياك" (Koryak) و"سام" (Saam) لنقل الغاز الطبيعي المسال من ناقلات الدرجة الجليدية التابعة لشركة "نوفاتيك" إلى ناقلات الغاز المسال التقليدية.
وتُسهم هذه العملية في زيادة الإنتاجية وخفض تكلفة نقل صادرات مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال، بحسب ما نشره موقع ذا ماريتيم إيجزيكيوتيف (The Maritime Executive).
وبناءً على ما سبق؛ فإن شركة "أركتيك ترانسشيبمنت" تُعَد عنصرًا رئيسًا في نجاح المشروع، وهي مملوكة بنسبة 90% لشركة "نوفاتيك" الروسية مُطور المشروع الروسي للغاز المسال.
وتمتلك شركة "ميتسوي" اليابانية ( Mitsui)، وزميلتها "جوغميك" (JOGMEC) حصة الـ10% المتبقية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشملت العقوبات الأميركية شركتي "جي إس سي إنرجيز" (JSC Energies)، و"نوفا إنرجيز" (Nova Energies)، اللتين تُقدمان خدمات هندسية لدعم تطوير المشروع.
وطالت العقوبات كذلك شركة "غرين إنرجي سولوشنز" (Green Energy Solutions) ومقرها أبوظبي لتقديمها الخدمات الهندسية والتكنولوجيا للمشروع.
مشروع أركتيك-2
يُعَد مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال بمثابة محطة للغاز المسال تقع في شبه جزيرة غيدان شمال سيبيريا.
وتُعَد شركة "نوفاتيك الروسية" هي المُساهم الأكبر في المشروع بحصة نسبتها 60%، بينما تتوزع نسبة الـ40% على مساهمين آخرين من بينهم شركة "سينوك" الصينية (CNOOC)، و"سي إن بي سي" (CNPC)، و"توتال إنرجيز" (Total Energies)، و"ميتسوي" و"جوغميك" اليابانيتين.
وصُمم مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال لتشغيل 3 خطوط إنتاج بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 19.8 مليون طن.
وتُقدر استثمارات المشروع بـ25.5 مليار دولار، بحسب موقع "إن إس إنرجي" (NS Energy)، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتخطط شركة "نوفاتيك" لإطلاق أول خط إنتاج في مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال نهاية العام الجاري، على أن يصل إلى طاقته الإنتاجية القصوى بحلول عام 2026.
يتضمن مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال تركيب 3 هياكل تعتمد على الجاذبية في خليج أوب ومرافق تخزين الغاز الطبيعي المسال المرتبطة بها بسعة إجمالية تبلغ 687 ألف متر مكعب.
ويشمل المشروع إنشاء 3 وحدات لتسييل الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية تبلغ 6.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا لكل منها.
وسيورد الغاز الطبيعي المسال المنتج من مشروع أركتيك-2 إلى أسواق الغاز الطبيعي المسال الآسيوية عبر طريق بحر الشمال بواسطة أسطول من ناقلات الغاز الطبيعي المسال من الدرجة الجليدية.
رد ميتسوي على العقوبات
قالت شركة ميتسوي اليابانية (Mitsui)، يوم السبت 16 سبتمبر/أيلول 2023، إنها ملتزمة بالامتثال للقيود المفروضة بموجب العقوبات الأميركية الجديدة على مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال.
وأشارت "ميتسوي" -في تعليق عبر البريد الإلكتروني-: "نحن على علم بالعقوبات الأمريكية الجديدة ونظل ملتزمين بالامتثال للعقوبات الدولية"، مُضيفةً أنها على اتصال بشركائها في المشروع والحكومة اليابانية وأطراف أخرى "لمناقشة الخطوات التالية"، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وبحسب مصدر في الحكومة اليابانية؛ فإن العقوبات قد تُصعِّب كيفية تقديم شركة "ميتسوي" ومساهم ياباني آخر هو شركة "جوغميك" الدعم للمشروع، ويمكن أن تتسبب العقوبات -كذلك- في تأخير الإنتاج من مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال.
ومن المقرر أن تحصل ميتسوي وجوغميك على مليوني طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأدانت اليابان الغزو الروسي لأوكرانيا -الذي وصفته موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة"- لكنها تحتفظ بحصص في عدد من مشروعات الوقود الأحفوري الكبرى في روسيا بوصفها مسألة تتعلق بأمن الطاقة، وتستورد طوكيو كل احتياجاتها من الطاقة تقريبًا.
موضوعات متعلقة..
- نوفاتيك الروسية توقع اتفاقًا طويل الأمد لتقاسم إنتاج أركتيك للغاز المسال
- روسيا.. قوة عالمية كبرى في صناعة النفط والغاز (10 رسومات بيانية)
- فرض عقوبات على الغاز الروسي سيرفع الأسعار.. شركة نمساوية تحذر
اقرأ أيضًا..
- ملامح الطلب العالمي على النفط والمعروض في 2024 (تقرير)
- لماذا عادت مؤشرات فقر الطاقة للارتفاع عالميًا؟ خبير يجيب
- طريق بديل لقناة السويس.. أول شحنة غاز مسال تصل وجهتها النهائية