سوق الطاقة الحرارية الأرضية قد تنمو إلى 10 مليارات دولار بحلول 2033 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- اتجاه العالم للتقنيات النظيفة داعم قوي لنمو الطاقة الحرارية الأرضية
- رغم توقعات النمو القوي، هناك تحديات تعوق تقدّمها بشكل أكبر
- الولايات المتحدة تمتلك قدرات كبيرة في إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية
- الصين تطبّق تشريعات وسياسات لدعم انتشار الطاقة الحرارية الأرضية
تشهد سوق الطاقة الحرارية الأرضية اهتمامًا عالميًا كبيرًا مع توقعات بأن تحقق نموًا ملحوظًا، بصفتها أحد المصادر المتجددة، التي تساعد العالم على تحقيق أهداف خفض الانبعاثات وتوفير الإمدادات النظيفة.
وتوقّع تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث الأميركية فاكت إم آر (Fact.MR) أن تصل القيمة السوقية للطاقة الحرارية الأرضية بحلول عام 2033، إلى 10 مليارات دولار، لتحقق معدل نمو سنويًا مركبًا بنسبة 6.5% خلال المدة الزمنية (2023-2033).
وتقدّر شركة الأبحاث سوق الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا خلال العام الجاري (2023) بنحو 5.32 مليار دولار، ارتفاعًا من 5 مليارات دولار العام الماضي (2022).
وتؤكد أن اتجاه العديد من الدول إلى استعمال الطاقة الحرارية الجوفية بصفتها صديقة للبيئة يساعد في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفض من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
نمو كبير لسوق الطاقة الحرارية الأرضية
أرجع التقرير توقعاته بالنمو السريع لسوق الطاقة الحرارية الأرضية إلى اتجاه العديد من حكومات العالم نحو تطبيق لوائح وسياسات صارمة للتصدي للتغيرات المناخية، ما يعزز النمو خلال المدة الزمنية (2023-2033).
ويشير التقرير إلى أن الطلب على الطاقة عالميًا يشهد ارتفاعًا كبيرًا، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة ومستويات التلوث عالميًا، ليكون ذلك دافعًا إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة للوقود الأحفوري.
وبناءً على ذلك، تبرز الطاقة الحرارية الأرضية بصفتها مصدرًا نظيفًا يمكن الاعتماد عليه مع تميزه بتكلفة تنافسية، وهو ما يظهر بشكل واضح عند استعمالها في العمليات الصناعية، إذ تعمل على زيادة كفاءة الطاقة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وتشهد سوق الطاقة الحرارية الأرضية انتعاشًا متزايدًا، مع اتجاه الحكومات والشركات الخاصة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لإقامة مشروعات جديدة أو تطوير أخرى قائمة، وسط تطور التكنولوجيا الخاصة بها، ما أدى إلى تحسّن كفاءة توليد الكهرباء منها.
وقد دفعت الابتكارات في تقنيات الحفر وتصميم المحطات إلى جذب المزيد من المستثمرين لسوق الطاقة الحرارية الأرضية، إذ تكتسب شعبية أكبر في المناطق الحضرية، بفضل توفيرها حلول تدفئة منخفضة التكلفة ومستدامة للمباني السكنية والتجارية.
تحديات نمو سوق الطاقة الحرارية الأرضية
رغم تأكيد التقرير اهتمام كل من القطاع الخاص والحكومة بتطوير الطاقة الحرارية الأرضية والنمو الكبير المتوقع لها عالميًا، فإنه رصد مجموعة من التحديات التي تمثّل عائقًا أمام نمو الطلب عليها.
ومن أبرز التحديات، ارتفاع التكلفة الأولية ومخاطر الاستكشاف والقيود الجغرافية، موضحًا أن زيادة الاستثمار الرأسمالي الأولي للاستكشاف والحفر وإنشاء المحطات يمثّل تحديًا، خصوصًا للدول ذات الموارد المالية المحدودة، وتعاني من افتقار خيارات التمويل.
وبالتوازي مع ارتفاع التكلفة، قد يكون الاستكشاف غير الناجح مع خزانات ذات درجة حرارة غير مجدية اقتصاديًا تحديًا أمام نموها، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن التحديات -كذلك- تعرّض الخزانات الحرارية الأرضية للنضوب أو التبريد، ما يؤدي إلى تراجع قدرة توليد الكهرباء، وهو ما يؤكد أهمية الإدارة السليمة لتلك المكامن ومراقبتها لضمان استدامتها لمدّة طويلة الأجل.
ورغم النظر إلى الطاقة الحرارية الأرضية بكونها مصدرًا نظيفًا للطاقة، فإنها قد تتسبب في تأثيرات بيئية خلال مرحلتي الحفر والبناء، ليتطلب ذلك إجراء تقييمات بيئية للمشروع، بهدف تقليل تلك التأثيرات لمواجهة أيّ مخاطر محتملة.
وهناك تحدٍّ آخر متمثل في دمج الطاقة الحرارية الأرضية بالشبكات الكهربائية الحالية، بسبب طبيعتها المتقطعة والتغيرات في توليد الكهرباء، وهو ما يبرز مدى الحاجة إلى شبكة مستقرة ذات سعة مرتفعة تستوعب تقلبات الطاقة الحرارية الأرضية.
ماذا عن الولايات المتحدة؟
تعدّ الولايات المتحدة من الدول التي تمتلك قدرات كبيرة في إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية، مع وفرة الموارد وحلول التدفئة والتبريد.
ووفقًا لشركة الأبحاث، تسهم محطات الطاقة الحرارية الأرضية بجزء كبير في إنتاج الطاقة المتجددة بالولايات المتحدة، مع تمتّع محطاتها بسعة مركبة كبيرة.
وتتوافر موارد الطاقة الحرارية في الولايات الغربية بشكل كبير، مثل كاليفورنيا ونيفادا وأوريغون، لتكون مواقع رئيسة لتطويرها في الولايات المتحدة.
وبعيدًا عن توليد الكهرباء، تُستعمل الطاقة الحرارية الأرضية في التدفئة والتبريد داخل الولايات المتحدة، إذ تُعتمد أنظمتها بشكل متزايد في القطاع السكني والتجاري والصناعي.
ويوضح التقرير أن محطات الطاقة الحرارية الأرضية في الولايات المتحدة أنتجت في عام 2020 نحو 17 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء، لتسهم بـ0.4% من إجمالي توليد الكهرباء على نطاق المرافق في البلاد.
وبفضل الولايات المتحدة، تؤدي أميركا الشمالية دورًا بارزًا في نمو سوق الطاقة الحرارية الأرضية على المستوى العالمي.
الصين تطبّق سياسات داعمة
تطبّق الصين سياسات تساعد على الترويج والدعم لسوق الطاقة الحرارية الأرضية وغيرها من المصادر النظيفة، في إطار مواجهة الانبعاثات الكربونية وتلوث الهواء.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة الصينية أطلقت سياسات وحوافز وإعانات لتشجيع تطوير واستعمال الطاقة الحرارية الأرضية، إذ تعمل بشكل كبير على تطوير قدراتها المركبة.
ويؤكد أن الطاقة الحرارية الأرضية في الصين ذات شعبية، خصوصًا في المناطق ذات الموارد الوفيرة منها، إذ توفر حلًا فعالًا لتدفئة المباني السكنية والتجارية، ما يقلّل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وبصفة عامة، تضخّ الصين استثمارات في تطوير تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية وتحسين كفاءة محطاتها، وكذلك في تقنيات الحفر وإدارة المكامن وتقنيات التبادل الحراري.
ومن جهة أخرى، يتجه القطاع التجاري عالميًا إلى الاعتماد على الطاقة الحرارية الأرضية لتحقيق الاستدامة وتعزيز كفاءة الطاقة، ما يقلل من استهلاك الطاقة وتكاليف التشغيل.
وفي حالة رغبة المطور للمباني التجارية وأصحاب العقارات في الحصول على شهادة الاستدامة، فإنه يلجأ إلى الاعتماد على أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية لتعزيز الكفاءة وتقليل انبعاثات الكربون.
موضوعات متعلقة..
- استغلال الطاقة الحرارية الأرضية يتوسع بتقنية حفر جديدة
- توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية يتصدر اهتمامات أميركا
- الطاقة الحرارية الأرضية.. مستقبل واعد ينتظر سلطنة عمان (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: الصين تقتنص صدارة طاقة التكرير عالميًا من أميركا.. وتدير علاقاتها بتوازن
- إنتاج الغاز المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته في 3 سنوات
- نتائج أعمال أرامكو في صدارة كبرى شركات النفط العالمية (رسوم بيانية)