تسعى صناعة الطاقة النووية في الهند إلى منح الشركات الخاصة مزيدًا من الصلاحيات للمشاركة في تطوير مفاعلات معيارية صغيرة، ضمن إطار هدف الحكومة للتخلص من اعتمادها على الفحم.
وتسمح الهند -حاليًا- بالتكنولوجيا والبناء من القطاع الخاص في المحطات النووية، لكن العمليات وإدارة الوقود تخضع لسيطرة الشركات الحكومية.
ولذلك، تُراجع نيودلهي قانون الطاقة الذرية المعمول به منذ 6 عقود، من أجل السماح بمزيد من المشاركة من الشركات غير الحكومية، وفق ما أكده وزير الطاقة الذرية جيتندرا سينغ، الأربعاء (2 أغسطس/آب 2023)، في ردّ مكتوب على أسئلة في البرلمان.
وأوضح سينغ أن المحادثات الفنية التفصيلية جارية لتقييم جدوى تكنولوجيا المفاعلات المعيارية الصغيرة، كما تستكشف الحكومة التعاون مع الدول الأخرى من أجل التطوير المشترك لمثل هذه المفاعلات، بحسب ما جاء في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
محطات الطاقة النووية في الهند
برزت شركة "إن تي بي سي" الحكومية -أكبر منتج للكهرباء في الهند- بوصفها بطلًا نوويًا، وتراهن بشكل كبير على المفاعلات المعيارية الصغيرة، لأنها أسرع في البناء وأسهل في التكيف مع متطلبات الشبكة، ويمكن أن تكون -أيضًا- بمثابة حلّ للكهرباء خارج الشبكة في المواقع البعيدة.
وقال وزير الطاقة الذرية جيتندرا سينغ، إن الهند لديها حاليًا نحو 7.5 غيغاواط من قدرة الطاقة الذرية، وجميعها تديرها شركة الطاقة النووية الهندية، وتهدف إلى توسيعها لما يقرب من 22.5 غيغاواط بحلول عام 2031.
وأضاف سينغ أن الزيادة ستحدث في المقام الأول من خلال محطات كبيرة الحجم، وفق ما جاء في التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقد اكتسب النقاش حول المفاعلات المعيارية الصغيرة زخمًا في الأشهر الأخيرة، إذ تسعى الهند -ثالث أكبر مصدر للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في العالم- إلى مصادر نظيفة للكهرباء لتقليل اعتمادها على الفحم، الذي ينتج حاليًا نحو 70% من الكهرباء في الهند.
والتزمت الدولة بتشغيل نصف قدرتها على توليد الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول نهاية هذا العقد، وهو إنجاز رئيس في هدفها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الانبعاثات الناجمة عن توليد الكهرباء في الهند:
اتفاقية لبناء 6 مفاعلات نووية
في سياقٍ متصل، وقّعت شركة "إن تي بي سي" الهندية وشركة الطاقة النووية الهندية اتفاقية المشروع المشترك التكميلية، في مايو/أيار 2023، لتطوير 6 مفاعلات المياه الثقيلة المضغوطة بقدرة 700 ميغاواط عبر موقعين.
وستقوم شركة المشروع المشتركة "مبدئيًا" بتطوير مفاعلين للمياه الثقيلة المضغوطة بسعة 700 ميغاواط في ولاية ماديا براديش و4 مفاعلات في ولاية راجاستان، وفق ما نقلته منصة "وورلد نوكلير نيوز" (World Nuclear News)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ هذه المفاعلات من بين قائمة من 10 مفاعلات للمياه الثقيلة المضغوطة التي حصلت على الموافقة الإدارية والمالية لتُبنى ضمن أسطول الطاقة النووية في الهند.
ووصف وزير الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة راج كومار سينغ توقيع هذا المشروع المشترك بأنه بمثابة "خطوة نحو زيادة قدرتنا على الطاقة النووية".
وقال سينغ -الذي شهد توقيع الاتفاقية في نيودلهي- : "الطلب على الكهرباء في البلاد ينمو سريعًا، ونحن بحاجة إلى زيادة قدرتنا على التوليد جنبًا إلى جنب مع الطلب"، مشددًا على ضرورة إضافة المزيد من الطاقة الخضراء في إطار تحول الطاقة.
وتخطط شركة "إن تي بي سي"، المملوكة للدولة، لزيادة قدرتها على توليد الكهرباء إلى نحو 130 غيغاواط بحلول عام 2032.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في الهند تنتظر استثمارات مليارية من القطاع الخاص والأجانب
- الطاقة النووية في الهند تنتعش بحصول 10 مفاعلات على الاعتماد المالي
- الطاقة النووية في الهند تستقبل مشروعًا مشتركًا مع أكبر شركة كهرباء حكومية
اقرأ أيضًا..
- هبوط حاد في حجم اكتشافات النفط والغاز خلال النصف الأول من 2023 (تقرير)
- مسؤول: مصر تمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا
- أكبر 10 دول منتجة للمعادن الأرضية النادرة في عام 2022 (إنفوغرافيك)
- نظام البطارية الذكي المتكامل.. مفهوم جديد لسيارات كهربائية أكثر كفاءة وتنافسية (فيديو)