الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار يحتل أولوية خلال المرحلة المقبلة
لأهداف اقتصادية ودبلوماسية
أحمد أيوب
يبدو أن الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار سيشهد تطورات مهمة مع توجه نيودلهي إلى تحقيق المزيد من المكاسب السياسية والدبلوماسية مع عدد من بلدان جنوب شرق آسيا.
وتتطلع وزارة الطاقة الهندية إلى الاستفادة من القدرات الكبيرة المتوفرة لديها من الطاقة المتجددة، لتعزيز تجارة الكهرباء مع مجموعة من الدول في جنوب شرق آسيا عبر ميانمار وتايلاند، بحسب ما نشرته وكالة رويتزر، يوم الجمعة 21 يوليو/تموز 2023.
وفي سبيل تحويل عملية الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار إلى حقيقة خلال المدة القصيرة المقبلة، تسعى الدولة الآسيوية إلى الحصول على الدعم من دول مجموعة الـ20 التي يمكن أن تُسهم في توفير التمويلات اللازمة للربط الكهربائي بين نيودلهي ودول جنوب شرق آسيا، بحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
دراسة الربط الكهربائي مع دول الجوار
تشير التقديرات إلى تحقيق خطط الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار بات ممكنًا في منطقة جنوب شرق آسيا عبر ميانمار وتايلاند، بحسب 5 مصادر مطلعة على الأمر.
وقال مسؤولون في وزارة الطاقة الهندية، إن مسؤولين حكوميين يُجرون مناقشات منفصلة وجماعية مع بعض الدول بشأن تعزيز الربط الإقليمي لشبكات الكهرباء خلال الاجتماعات الوزارية لمجموعة الـ20 الجارية في ولاية جوا الهندية.
وقال مسؤول في وزارة الطاقة الهندية: "فور تمكننا من ربط الشبكة الوطنية الهندية بخطوط نقل الكهرباء في بورما، من المتوقع أن تتوافر لنا بصورة أكبر القدرة على دعم الشبكة الكهربائية هناك، ما يُمكننا من نقل المزيد من الكهرباء إلى بلدان أخرى مثل تايلاند فضلًا عن دول أخرى في شرق آسيا".
وأضاف مسؤول آخر، أن الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار من المُقرر أن يُنفذ، إما من خلال الخطوط البحرية أو خطوط الربط الأرضية.
وتابع: "من المُقرر الاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتجددة من خلال عملية تكاملية تشمل تجميع الموارد من جميع أنحاء المنطقة".
وتتطلع نيودلهي إلى استعمال قدراتها الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة لتعزيز وجودها الدبلوماسي إقليميًا.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، تعمل على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة مع جيرانها، ضمن جهود الحد من النفوذ الإقليمي المتنامي للصين.
الجدوى الاقتصادية لعملية الربط الكهربائي
يُشار إلى أن ارتفاع تكلفة بناء الخطوط البحرية، وزيادة أسعار المواد الخام اللازمة لتحديث الشبكات، والتوترات الجيوسياسية قد أثارت تساؤلات عديدة حول جدوى مشروعات الربط الكهربائي العابر للحدود، بما في ذلك الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار.
يأتي ذلك في الوقت الذي جذبت فيه عملية الربط الكهربائي العابر للحدود الاستثمار والاهتمام الحكومي في مناطق كثيرة من أوروبا إلى جنوب شرق آسيا.
وفي هذا الصدد، قد تستغرق بناء خطوط الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار في منطقة جنوب شرق آسيا ما لا يقل عن 4 سنوات لحين اكتمالها.
ويوجد تحدٍّ آخر يواجه عملية الربط الكهربائي، وهو رسوم نقل الكهرباء عبر استعمال شبكة إقليمية مترابطة.
ويبدو أن مسؤولي الحكومة الهندية يسعون للحصول على الدعم المناسب من أعضاء مجموعة الـ20، الذي يُنظر إليه على أنه السبيل لكسب دعم المصرفيين والمطورين في اتخاذ قرارات الاستثمار، ومن ثم تسريع وتيرة الربط الكهربائي بين الهند ودول الجوار في جنوب شرق آسيا.
كما أسندت وزارة الطاقة الهندية إلى شركة "إي دي إف" الفرنسية إعداد إطار تنظيمي من شأنه معالجة بعض الأمور الرئيسة المتعلقة بالمشروع، بما في ذلك التسعير، ومن المتوقع أن تستكمل "إي دي إف" تقريرها في هذا الصدد بنهاية العام الجاري.
موضوعات متعلقة..
- السعودية والهند تدرسان مشروع كهرباء عملاقًا بـ 18 مليار دولار.. وأبوظبي تراقب
- وزير: أمن الكهرباء في الهند أهم من الحياد الكربوني (تقرير)
- توليد الكهرباء في الهند ينمو بأسرع وتيرة خلال 30 عامًا
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تكمل صفقة استحواذ ضخمة في الصين بقيمة 3.4 مليار دولار
- صادرات الغاز المسال المصرية في وضع صعب.. والأرقام تصل إلى الصفر
- سيناريو واحد فقط يصعد بأسعار النفط إلى 100 دولار