غازالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

استثمارات النفط والغاز الحالية تكفي لتلبية ذروة الطلب على النفط (تقرير)

وود ماكنزي تنضم إلى ريستاد إنرجي في انتقاد مقولات نقص الاستثمار

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • استثمارات النفط والغاز الحالية تدور حول 500 مليار دولار سنويًا
  • ذروة الاستثمارات كانت في عام 2014 بقيمة 914 مليار دولار
  • مكاسب الكفاءة والانضباط الرأسمالي أبرز العوامل المهمشة في التحليلات
  • الطلب العالمي على النفط قد يبلغ ذروته في أوائل العقد المقبل

انخفضت استثمارات النفط والغاز العالمية خلال السنوات الماضية بصورة ملحوظة، ما أدى إلى انتشار بعض المخاوف المتصلة بنقص الإمدادات حتى أوائل 2030، لكن أحدث التقارير البحثية تروي قصة مختلفة.

وأظهر تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي"، الخميس (20 يوليو/تموز 2023)، أن معدل الاستثمار السنوي الحالي في قطاع المنبع للنفط والغاز (الاستكشاف والإنتاج) يكفي لتلبية ذروة الطلب على النفط المتوقعة بحلول أوائل العقد المقبل (2030).

ويصطدم هذا التحليل بالمقولات السائدة في الأسواق حول انخفاض استثمارات النفط والغاز، استنادًا إلى مقارنة الأرقام المجردة لحجم الاستثمار واتجاهه الهابط منذ ذروته في عام 2014، وحتى عام 2022، وفقًا لما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

وبلغ حجم استثمارات النفط والغاز في قطاع المنبع ذروته عام 2014، ليسجل 914 مليار دولار، قبل أن يهوي إلى 500 مليار دولار في 2016، بسبب انهيار أسعار النفط عام 2015.

كما انخفضت استثمارات النفط والغاز العالمية بصورة حادة مرة أخرى إلى 400 مليار دولار عام 2020، في أثناء جائحة كورونا وظروف الإغلاق وعودة الانهيار إلى أسعار النفط.

500 مليار دولار سنويًا تكفي لتلبية الطلب 2030

لم تلبث الاستثمارات كثيرًا حتى عادت للنمو في عام 2022 لتسجل 500 مليار دولار، وسط توقعات بزيادتها إلى 580 مليار دولار عام 2023، مع انتعاش النشاط على خلفية أزمة الحرب الأوكرانية وزيادة مخاوف أمن الطاقة العالمي.

وتعتقد وود ماكنزي، أن مستوى استثمارات النفط والغاز الحالية الذي يدور حول 500 مليار دولار سنويًا يكفي لتلبية ذروة الطلب على النفط بحلول 2030، على عكس الاعتقادات السائدة التي ما زالت تنظر إلى رقم الـ500 مليار دولار بشيء من الريبة.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات الإنفاق العالمي على استكشاف النفط والغاز حتى 2030:

استثمارات النفط والغاز في العالم

وتستند شركة أبحاث الطاقة في تقديراتها إلى 3 عوامل مهمشة في التحليلات السائدة، وهي مكاسب الكفاءة الإنتاجية، والانضباط الرأسمالي في إنفاق الشركات، واتجاه الصناعة لتطوير موارد نفطية عملاقة منخفضة التكلفة.

وتشير العوامل الـ3 السابقة إلى خطأ عملية المقارنة بين أرقام استثمارات النفط والغاز الحالية التي تدور حول 500 مليار دولار، بما كانت عليه في عام 2014، وفق التقرير.

ريستاد إنرجي تنتقد مقولات نقص الاستثمار

يمكن للصناعة أن تفعل ما كانت تفعله في الماضي بتكلفة أقل ببساطة، على حد قول شركة أبحاث ريستاد إنرجي التي سبقت وود ماكنزي في انتقاد مقولات نقص استثمارات المنبع السائدة في الأسواق.

كما انتقدت ريستاد إنرجي التحليلات المستندة إلى معيار انخفاض عدد الآبار مكتملة الحفر منذ عام 2014 وحتى عام 2022، وفقًا لتقرير رصدته وحدة أبحاث الطاقة في (9 يوليو/تموز 2023).

وقالت ريستاد إنرجي، إن مؤشر انخفاض عدد الآبار المكتملة سنويًا يقود إلى نتائج مضللة للجمهور وصناع القرار، لإغفاله عامل الإنتاجية المتوقعة للآبار المحفورة خلال مدد المقارنة، ما يشير إلى أن المسألة ليست بالكم وحده، وإنما الكيف أهم.

وبلغ عدد الآبار مكتملة الحفر ذروته في عام 2014، ليصل إلى 88 ألف بئر، بحجم موارد متوقعة (37 مليار برميل)، في حين بلغ عددها قرابة 55 ألف بئر في عام 2022، بحجم موارد متوقعة (32 مليار برميل).

وتتوقع ريستاد إنرجي نمو الموارد المتوقعة من حفر الآبار الجديدة في عام 2023، ليصل إلى 35 مليار برميل، رغم ضعف رقم الاستثمارات المطلق وعدد الآبار مقارنة بعام الذروة القياسي في الاستثمارات والآبار المحفورة (2014).

كيف تعلمت الصناعة من المحن؟

تعتقد وود ماكنزي، أن مكاسب الكفاءة والانضباط الرأسمالي وموارد النفط منخفضة التكلفة ستحد من متطلبات الإنفاق العالمي اللازم للوصول إلى ذروة الطلب على النفط بحلول 2030 وما بعدها، ما يهدم الاعتقاد السائد أن أزمة العرض ستكون حتمية عاجلًا أو آجلًا.

وتعلمت الصناعة من المحن التي مرت بها مع صدمات أسعار النفط العالمية في أعوام (2015-2016) و(2020-2021)، ما جعلها تركز على الانضباط الرأسمالي بصورة أكبر.

وانخفضت تكلفة وحدة رأس المال اللازمة لتطوير المشروعات الجديدة التقليدية بنسبة 60% وفقًا لأساسيات عام 2023 في حسابات وود ماكنزي، التي رصدت تضاعف إنتاج آبار النفط في الولايات المتحدة -حاليًا- بما يعادل 3 مرات معدل إنتاج وحدة رأس المال في عام 2014، بفضل التقنيات الجديدة.

حفر آبار النفط البرية
حفر آبار النفط البرية- الصورة من investopedia

ذروة الطلب على النفط

ترجح وود ماكنزي انتعاش الطلب على النفط خلال عام 2023، ليتجاوز مستوياته المرتفعة قبل جائحة كورونا، ثم يتباطأ نموه بداية من عام 2024، ليصل إلى ذروته عند 108 ملايين برميل يوميًا أوائل العقد المقبل (2030)، قبل أن يبدأ في التراجع طويل الأجل مع زيادة كفاءة استهلاك الوقود، وانتشار السيارات الكهربائية واستبدال الغاز الطبيعي في نهاية المطاف.

ورغم ذلك، ستظل هناك حاجة ماسة إلى استثمارات كبيرة لتعويض الانخفاض الطبيعي الناتج عن استنفاد موارد النفط المتبقية الأكثر حظًا حتى في سيناريوهات انتقال الطاقة التي تظل فيها درجة الحرارة العالمية أقل من 1.5 درجة مئوية، وفقًا لتفاصيل التوقعات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وقدرت وود ماكنزي حجم استثمارات النفط والغاز المطلوبة عالميًا لتلبية الطلب على النفط بـ400 مليار دولار سنويًا في العقد الحالي، و250 مليار دولار سنويًا في العقد المقبل الذي يبدأ عام 2030، وفقًا لحسابات التكلفة عام 2023.

ومن المتوقع أن تركز استثمارات النفط والغاز العالمية خلال السنوات المقبلة على تطوير الموارد المتميزة ذات التكلفة الأقل والانبعاثات الأقل، إلى جانب تعظيم الاستفادة من الحقول الناضجة، مع تجنب الموارد ذات التكلفة الأعلى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق